الغرب وادواته من بعض حكام العرب صنعوا الجماعات الارهابية لضرب عدة اهداف منها ايران وحركات التحرر في المنطقة والديمقراطية في العراق والمقاومة في فلسطين ولبنان وصروة الاسلام الناصعة ، ففشلوا وقرروا التخلص من هذا الداء الذي اصبح خطرا عليهم .
شارک :
"طبّاخ السّم آكله" مثل قديم يعرفه أهل الارض قاطبةً؛ وإختبره طابخوه اليوم بشكل عمليّ إلى حدّ أنّه بات في الإمكان القول: إنّ صانع الإرهاب مقتول به؛ ولطالما حذّرت الدّول المستهدفة به- لإخضاعها لإملاءات الخارج - من يومٍ آت عاجلًا أم آجلًا يصبح القاتل فيه ضحيّة، والصيّاد فريسة ما صنع بيديه، مع فارق أنّ تأثيره وتداعياته عليهه حينها سيكون أفظع وأشدّ وطأة، لأنّ المغرّر بهم للقيام بالأعمال الوحشيّة سيدركون في لحظة ما أنهم مجرّد وَقود نار لا حظّ لهم بدفئها ولا بضوئها، هذا إن كانت منيرة.
لقد أسّس الغرب وبعض النفعّيين العرب هذه الجّماعات لتكون الأداة المعتمدة لتنفيذ أجنداتهم، من أفغانستان في مواجهة الإتّحاد السّوفياتيّ، إلى باكستان للضّغط وخلق التّوازن مع الهند، وصولًا إلى العراق حيث إنتهى دور صدّام حسين، ولم يعد لديه ما يقدّمه لأسياده من خدمات، وعندما فشل في ضرب الجّمهوريّة الاسلاميّة،صدر قرار الحرب ضدّه، من ثم تسعير الفتنة لضمان أمن يد الاستكبار الطُولى في المنطقة، أيّ الكيان الغاصب.
وبعدما إندحروا من تلك الأماكن من دون تحقيق مآربهم، متكبّدين الخسائر الكبيرة، إتّجهوا نحو سوريا لضرب محور المقاومة والممانعة عبر إسقاط دمشق، وإزاحة النّظام الدّاعم لمقاومة الإحتلال الصّهيونيّ، والرّافض لمشاريع الإستكبار الأميركيّ وإستعماره المنطقة؛ واعتمدوا جماعات الإرهاب والتّكفير أداة للتّنفيذ.
لكن يمكرون، ويمكر الله، وهو خير الماكرين؛ ففي سوريا سقط قناع التّلطي وراء شعار رفعوه لفترة طويلة؛ وروّجوا له في العالم عبر الإعلام، عبر تبرير قراراتهم بالسعي إلى القضاء على الإرهاب في مهده قبل أن يتحوّل إلى تهديد لأمنهم القوميّ؛فصمود سوريا، وثبات تحالف محور المقاومة والممانعة المتين فضح حجم المؤامرة وطبيعتها، وأسقط أوراق التّين عن الدّول والممالك والإمارات والأشخاص الّذين رووا شجرة الإرهاب التّكفيريّ الخبيثة؛ ولم يتفكّروا يومًا أنّ طبّاخ السّم آكله؛ وها هم اليوم يحاولون إجتراح المعجزات لمنع تمدّد الإرهاب والإرهابيّين إليهم؛ فلا يمرّ يوم من دون أن يخرج ارهابيّ للإعتراف بأنّه أُخرج من سجنه بعدما كان محكومًا بالإعدام لإرتكابه جرائم شنيعة، أو أنّه جاء بدافع بناء الإمارة الاسلاميّة بتحريض من مشايخ يمتهنون التّضليل، وغير ذلك من الرّوايات المضحكة المبكية على حال الأمّة الاسلامية الّتي نخر عظامها الفكر الوهّابيّ التّكفيريّ، وها هم أبناء المملكة العربيّة السّعوديّة المدلّلين يموتون في ساحات سوريا بالمئات.
وليس آخرها ما رواه السّعوديّ سليمان بن سعود السبيعي، والملقّب ب"السمبتيك" خلال حلقة من برنامج "همومنا" بثّتها القناة الأولى في تلفزيون المملكة؛ فهو قرّر العودة إلى المملكة بعد ما شاهده بأمّ العين من قتال المسلمين لبعضهم بعضًا، وقتال الأخوة من البلد نفسه؛ ولكلّ واحد أمير و تنظيم يتبعه؛ وبناء عليه يقتل، ويذبح ويجاهد نكاحًا في المحصنات والمحارم، ويدمّر المقدّسات بنداء الله اكبر علّه يكتسب الشّرعية المطلقة لفعله المشين. وقال: لقد طلبوا مني الظهور على مواقع التواصل الاجتماعي ودعوة الشّباب السّعوديّ للجّهاد في سوريا؛ لكنني رفضت مما جعلني غير مرغوب بي؛ وهدّدوني مرارًا".
وبنتيجة إختلاف رؤيته للجّهاد عن رؤيتهم "إتهموني بعدم الإكتمال الشّرعيّ في ما يتعلّق بمفهوم الجّهاد وغيره" كما قال؛ مشيرًا إلى أنّ "ما يقال وينشر في وسائل الاعلام مغاير للحقيقة، فالقتال الدّائر هو بين الفصائل، والمسلم يقتل شقيقه وأخيه المسلم".
وفي تونس إحبطت الأجهزة الأمنّيّة عمليّتين إنتحاريّتين في الثلاثين من تشرين الأوّل\أكتوبر ٢٠١٣؛ واحدة حاول تنفيذها الإرهابيّ أحمد العيادي ـ وكان يقاتل في سوريا قبل عودته إلى تونس ـ أمام فندق في منتجع سوسة السّياحيّ؛ والثّانية حاول تنفيذها المدعو أيمن السعدي بن رشيد،كان يقاتل في سوريا قبل عودته إلى بلده؛ وله من العمر ١٨ عامًا. وحمل ـ بحسب ما تردّد بعد إلقاء القبض عليه من قبل أجهزة الأمن التّونسيّة ـ حلم إقامة دولة إسلاميّة في سوريا؛ لكنّها إنتهت بتنفيذ عمليّة إرهابيّة في مدينة المنستير؛ وقد صرّحت والدته حياة لرويترز آنذاك "إبني تمّ إختراقه وإستعماله من قيادات إجرامية وإرهابية..."
ويروي مسلّح تونسيّ الجنسيّة مشاهد الرّعب المنتشر في سوريا، وإستباحة كلّ شيء بإسم الجّهاد والإسلام، والفوز بحوريّة تنتظره وقد ملّت الإنتظار شوقًا إليه، فكفرت بفعاله حينما شخصت ببصرها إلى دماء الأطفال وسبي النّساء؛ وهذا غيض من فيض ما نقرأ عنه، ونسمعه يوميًّا.
أمام هذا الواقع الخطير لن تجدي نفعًا الأوامر الملكيّة؛ ولا قرارات وزارة الدّاخليّة، أو المراقبة المكثّفة من قبل دائرة المراقبة الفكريّة والانترنت في السّعوديّة للحدّ من خطر الجّماعات الّتي صرفوا عمرهم في تربيتها إلى أن اصبحت وحشا كاسرًا؛ وما التّقارير المنسوبة لأجهزة المخابرات الّتي يتمّ تسريبها يوميًّا في الصّحافة الغربية حول عدد الإرهابيّين من مواطني أوروبا والغرب، سوى صرخة وجع، ومحولة إستباق المرحلة المقبلة في مواجهة أمام شعوبهم.
ولطالما حذّرت الجّمهوريّة الاسلاميّة الإيرانيّة على لسان مسؤوليها، وفي مقدمتهم قائدها ومرشدها السّيد الخامنئي من أنّ الإرهاب سيرتدّ إلى نحور صانعيه، وسيضرب الدّول الّتي أنتجته؛ لكن يصدق بيت الشّعر القائل: لقد أسمعت لو ناديت حيـًّا ولكن لا حياة لمـن تنـادي