استقلال القرم بين تأييد روسي وعقوبات غربية قد تطال "بوتين"

ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن "الكرملين" قوله في بيان أن "بوتين وقع مرسوما يعترف رسميا بشبه جزيرة القرم دولة مستقلة، ذات سيادة تتمتع فيها مدينة سيباستوبول بمكانة خاصة"، وأنه "صدر (المرسوم) بعد أن عبر شعب القرم عن إرادته في استفتاء عام".

وأشار بيان الكرملين ايضا إلى أن "المرسوم الرئاسي دخل حيز التنفيذ فور التوقيع عليه من قبل الرئيس فلاديمير بوتين".

الرئيس الاميركي يرى في استفتاء القرم انتهاكا للدستور الأوكراني والقانون الدولي
من جانب اخر، اعربت الدول الغربية عن امتعاضها من هذا الاستفتاء، وسارع على اثره كل من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة لإعلان عقوبات إضافية على روسيا.

وفي تصريحات شديدة الاستياء، قال الرئيس الأميركي باراك أوباما أن "الاستفتاء في القرم انتهاك للدستور الأوكراني والقانون الدولي ولن يعترف به المجتمع الدولي" واضاف "نحن وحلفاؤنا في حلف شمال الأطلسي سنواصل العمل ضد ما جرى بالقرم، وسنواصل عزل روسيا". 

وذكر الرئيس الأميركي أن بلاده تقف مع الحكومة الاوكرانية الجدية وستوفر لها الدعم اللازم من "أجل التغلب على هذه الأزمة"؛ مؤكدا أن "حل الأزمة دبلوماسيا لا يزال ممكنا"؛ داعيا القوات الروسية الانسحاب إلى قواعدها في القرم أولا.

هذا، واستهدفت العقوبات الأميركية عددا من القادة السياسيين الأوكرانيين بالقرم وشخصيات روسية من ضمنهم الرئيس الأوكراني السابق "فيكتور يانوكوفيتش" ونائب رئيس الوزراء الروسي "دميتري روغوزين" وعددا من أعضاء مجلس الدوما الروسي. 

وفي السياق نفسه، قال المتحدث الإعلامي باسم البيت الأبيض "اننا نملك من الصلاحيات ما يجعلنا نوقع عقوبات على مجموعة متنوعة من الأفراد والكيانات ولا نستبعد أي أفراد أو أي إجراءات"؛ في اشارة الى احتمال ان تشمل العقوبات الاميركية شخص الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. 

وفي تناغم مع الموقف الأميركي، قالت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوربي كاثرين آشتون إنه لا يمكن للاتحاد أن يعترف بنتائج استفتاء القرم بأوكرانيا.

الى ذلك، اعلن نائب الرئيس الأميركي جو بايدن هم اعتزامه على بدء جولة في اوروبا الشرقية تشمل بولندا ثم ليتوانيا لإجراء مشاورات تتعلق بالوضع في أوكرانيا؛ وفق ما أعلن البيت الأبيض في وقت سابق.

تقرير بريطاني: الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وضع بلاده وأوروبا على شفير الحرب
هذا، واصدرت صحيفة "صندي تايمز" البريطانية تقريرا سياسيا حول التطورات الاخيرة في شبه جزيرة القرم، جاء فيه ان الرئيس الروسي وضع بلاده واوروبا على هاوية الحرب"؛ مشيرة الى "نشر قوات عسكرية روسية تحوي دبابات وقطع عسكرية هائلة في القرم، بالقرب من حدود أوكرانيا".
 
وأضافت الصحيفة البريطانية أن "الاستفتاء الخطير الذي شهدته القرم الأحد سيؤدي إلى الانفصال عن أوكرانيا والانضمام إلى روسيا، وسط تحذيرات من إقدام الرئيس الروسي على غزو كامل لأوكرانيا".
 
وكان رئيس اللجنة الانتخابية المحلية "مخاييلو ماليشيف" قد صرح أن ٩٥.٥% من الناخبين في القرم صوتوا لصالح التحاق بلادهم بروسيا؛ مضيفا أن "نسبة المشاركة في الاستفتاء بلغت ٨١%".

وفور إعلان النتائج، قال رئيس وزراء القرم سيرغي أكسيونوف مخاطبا المحتفلين الذين احتشدوا في ساحة لينين في العاصمة سيمفيروبول "نحن عائدون إلى ديارنا.. القرم ذاهبة إلى روسيا".