>> آية الله عيسى قاسم: الحراك الشعبي البحريني انطلق بطلب العزة والاستقلال للوطن | وكالة أنباء التقريب (TNA)
تاريخ النشر2014 17 May ساعة 14:19
رقم : 158927

آية الله عيسى قاسم: الحراك الشعبي البحريني انطلق بطلب العزة والاستقلال للوطن

تنـا
اشار آية الله الشيخ عيسى قاسم خلال خطبتي صلاة الجمعة التي اقيمت بجامع الامام الصادق (ع) بمنطقة الدراز البحرينية، الى "الانحراف الخطير الذي آلت إليه البشرية في وضعها الحاضر، والانحدار البيّن الذي تعاني منه إنسانية الإنسان الذي تسببت فيه حضارته المادية وقيمه الأرضية"؛
آية الله عيسى قاسم: الحراك الشعبي البحريني انطلق بطلب العزة والاستقلال للوطن

 واوضح أن "الإنسان يعادي الإنسان، ويسعى إلى إضعافه، شعوبٌ بكاملها تعيش الشقاء بسبب التسلّط الظالم من طغاة الأرض ومصاصي دماء الشعوب وأصحاب الجشع المادي، دولٌ يكيد بعضها لبعض، وأنواع الفساد تغزو كل العالم، وتدهورٌ خلقي يعمّ أكثر سكّان الأرض، وحروبٌ طاحنة لا تفتر بدافع البغي والنهب والإستغلال، وتحالفاتٌ عدوانية ورائها نفوس شريرة وأهدافٌ من طبيعتها، وعلمٌ ودينٌ خاضعٌ لإرادة الطواغيت وموظفٌ لخدمة بغيهم وعدوانيتهم؛ لافتا الى القول "وهكذا يغرقُ العالم اليوم في بحرٍ من الضلالات والفتن والشعور المهلكة والكذب والتزوير". 

وأعرب سماحته عن أسفه من أن "الإسلام العظيم الذي يعلّق عليه أمل إنقاذ العالم من محنته وتصحيح مساره وإرجاعه إلى رشده وإنسانيته، يتعرّض إلى تزوير عملي فظيع"؛ داعياً "أصحاب الدين والرُشد والحكمة من أبناء هذه الأمة من كل المذاهب، المبادرة لمواجهته والتصدي له، قبل أن تفلت الأمور وتصير إلى ما هو أسوأ وأفتك بالإسلام والأمة المسلمة". 

ومضى خطيب الجمعة من منبر جامع الامام الصادق (ع) بالبحرين، قائلا : إن ما يجري من مذابح ومجازر بشعة في صورة حيوانية شرسة، وما يحصل من اختطاف الأبرياء، وتعدٍّ على الأعراض واستباحة للأموالوحرقٍ للثروة العامة، ومباهاة وتفاخر بأبشع الجرائم مما يجري بإسم الإسلام وتحت رايات وعلى يد قياداتٍ تنتسب له، ليمثل أكبر عملية تزويرٍ للإسلام وتعدًّ على قداسته وتشويهٍ لصورته. 

وتساءل آية الله قاسم : هل التفجير في المساجد والكنائس وحصد الأرواح البشرية بلا حسابٍ لجموع المصلين والعابدين لله، مما يدخل في الإسلام أو يليق بعظمته؟ والحال أنه يُباشر باسم الإسلام! 

واضاف : هل استباحة دماء المسلمين لمجرد المخالفة في المذهب واستباحة أموالهم وأعراضهم مما يلتقي مع آية من آيات الذكر الحكيم أو حديثٍ من الحديث الشريف؟ 

ودعا سماحته الى "اجتماع كلمة كل الغيارى في الأمة ومخلصيها من كل المذاهب والتوجهات، لإنقاذ مستقبلها من خطرٍ أعظم من الخطر الذي تعيشه اليوم على شدّته، بمحاصرة أسباب موجة التكفير المندفعة لتفريق الأمة أكثر ممّا هي متفرقة، واقتتالها أشد مما يحصده من أبنائها ظلماً وعدواناً وجاهليةً مقيتة الاقتتال اليوم". 

وطالب الشيخ قاسم المؤسسات والمراكز العلمية الدينية الرئيسة في كل البلاد الإسلامية ومن كل المذاهب، أن تصدر الفتاوى الصريحة المبطلة لفتاوى التكفير المخالفة لما عليه إسلام القرآن المجيد والسُنّة المطهّرة. وعلى كل المساجد المستقيمة على خط الإسلام أن توصل إلى جماهير الأمة رأي الإسلام المضاد لفتاوى التكفير وتوّضح جاهلية ومكر وعداء هذه الفتاوى لسلامة الاسلام وسلامة الأمة. وإن على الأمة ودعاتها المخلصين وشبابها الغيور من كل المذاهب، وعي المنطلقات السياسية والخلفية السياسية والأهداف السيئة للسياسة الدنيوية وراء هذه الفتاوى التي تكفر أبناء الأمة ومن يفتي بها خدمةً لتلك الأهداف. 

وفي جانب آخر من خطبته، لفت آية الله الشيخ عيسى قاسم، الى خلفية الحراك الشعبي في البحرين ثوابته قائلاً : أن الحراك الشعبي في البحرين انطلق بهدف التغيير والإصلاح، وهو هدفٌ ثابتٌ لا تغيّر فيه ولا يصح أن يتغيّر أو يُتنازل عنه، فالتنازل عنه سفهٌ وبلاهةٌ وجنونٌ من المخلص، وخيانةٌ كبرى للدماء والشهداء والأعراض والأموال من غير المخلص ، وإخلالٌ عظيم لو حصل من أي طرفٍ بسلامة الوطن ونقضٌ واضح لمصلحة الحاضر والمستقبل.
 
ومضى يقول : لقد انطلق الحراك الشعبي بقصد سقفٍ من الإصلاح يضع أوضاع الوطن وعلاقة الحكم بالشعب على السّكة الصحيحة، وبحيث يعطي حالة من الاستقرار الذي يحوج الشعب إلى أن يدخل بعد بضع سنواتٍ في مواجهةٍ جديدة حادّة مع السلطة، وهذا السقف لابد منه ولا يوجد حلٌ آخر أقلّ منه يحلّ محلّه ويؤدي وظيفته ويعطي لهذا الوطن الراحة المطلوبة والأمن المنشود للجميع.
 
وأضاف : وانطلق الحراك الشعبي يطلب العزّة والاستقلال للوطن وقراره السياسي بعيداً عن روح التبعيّة، ولا يزال يُصرّ على ذلك ويجب أن يستمر على إصراره هذا ويتجنب كل تبعيّة ناظراً إلى مصلحة الوطن وقبل كل شيء في إطارٍ من الدين الذي آمن به هذا الشعب ورضا الله سبحانه وهو الربّ الذي لا معبود لنا سواه. كل هذه ثوابت للحراك لا رفع لليد عن شيء منها، وما يُتحرّك فيه هو نوع الأساليب وما ينبغي أن يلاقي تغيّراً هو تنّوع الأساليب وتجديدها وتعددها في إطار السلمية ورفض العنف والإرهاب.

https://taghribnews.com/vdcb5wb8zrhbs9p.kuur.html
المصدر : موقع الوفاق
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز