تنشغل وسائل الاعلام الصهيونية في هذه الفترة بالتقارير المنشورة مؤخراً في الاعلام العالمي، حول تطور قدرات الجمهورية الاسلامية الايرانية في مجال الحرب الالكترونية والسايبر، مع إعراب عدد غير قليل من المعلّقين والخبراء الصهاينة عن خشيتهم من إعداد طهران لواقع مستقبلي لا يمكن التعايش معه "اسرائيليا"، إن في حالة الحرب أو في حالة اللاحرب، مع تطوير قدرات ملحوظة على ضرب البنية الاقتصادية والعسكرية للصهاينة، بشهادة خبراء أميركيين وغربيين.
شارک :
ايران لديها اهداف ستفاجئ اسرائيل بها معلّق الشؤون العسكرية في صحيفة "جيروزاليم بوست" يعقوب لابين أشار في تقرير تصدّر الصفحات الاولى للجريدة العبرية الى ان "مصادر عليمة"، تؤكد أن الايرانيين بات في حوزتهم "بنكاً" للاهداف ذات قيمة عالية يمكن ضربه، وسيكون مفاجأة في المستقبل لـ"اسرائيل"، وذلك من خلال شبكات التجسس الايرانية التي تنشغل في الفضاء الافتراضي بصورة واسعة النطاق.
ولفت لابين الى أن قدرات إيران تختلف كثيرا كدولة، عن قدرات جهات خاصة تحاول اختراق المواقع والبنى التحتية للدول الاخرى، ويرجع ذلك الى وضع الدولة في تصرف قراصنة الكمبيوتر والسايبر، قدرات الهجوم الالكتروني من الانواع كافة امام المتسللين، وبالاخص ان طهران تعمل على جمع الادمغة في هذا المجال، وتدعم قدراتهم.
"تل أبيب" عرضة للحرب السايبرية وقال استي بيشين، وهو عضو سابق في وحدة الاستخبارات العسكرية "الاسرائيلية" وعمل طويلا في وحدة جمل المعلومات والتنصت، الوحدة ٨٢٠٠، ان "المهاجمين (الايرانيين) يعرفون جيدا بنية الشبكة العنكبوتية وطبقات الدفاع عنها ومكانها الدقيق، وبالتالي من السهل عليهم اختراق الشبكة والحصول على قوائم المسؤولين، بل يكفي خلق هوية وهمية في مواقع التواصل الاجتماعي كي يتمكن القراصنة من تحقيق اهدافهم".
وأضاف بيشين، الذي يرأس حالياً قسم برامج السايبر في صناعة الفضاء "الاسرائيلية" – التا، إنه في كثير من الأحيان، يكون الهدف من هذا التجسس تحديد نقاط الضعف في الشبكات التي تعتبر بالغة الأهمية للأمن القومي "الاسرائيلي"، فمن شأن ذلك التأثير على وظائف الدولة الأساسية، بما في ذلك الشبكات التي لا ترتبط بصورة مباشرة بالإنترنت، وتابع إنه "بمجرد إصابة جهاز كمبيوتر واحد بفيروس، فيمكن للبرمجيات الخبيثة التحرك خلسةً إلى دائرة الهدف الداخلي، ومن ثم إعادة إرسال المعلومات الموجودة فيها الى الهاكرز، تمهيدا لشن هجوم اوسع".
ولفت الكاتب الى أن "الدول الغربية الان، ومن بينها "اسرائيل"، تعتمد بصورة كبيرة جدا على الحواسيب والانترنت، وبالتالي هي عرضة للحرب السايبرية، وما إن ينجح الهاكرز في جمع المعلومات الصحيحة وخرق الحواسيب، فسيكون بإمكان العدو أن يتسبب بأضرار كبيرة جدا، ومن بينها تعطيل عمل عسكري او حرب مبادر اليها، وايضا استهداف حركة النقل الجوي والرحلات التجارية والمدنية في المطارات، إضافة الى شبكة الكهرباء وانظمة مراقبة حركة المرور في المدن، وغيرها من البنى التحتية، محذراً من أن "هذا النوع من الهجمات يتيح للمهاجم أن يتخفى ويمنع تتبعه، وبالتالي لا يوجد دفاع حقيقي ولا يوجد ردع".
ايران تطوّر قدراتها الالكترونية ويشير الخبراء الاسرائيليون الى أن لدى ايران الدراية والمعرفة والخبرة التكنولوجية اللازمة لتطوير قدراتها في هذا المجال ولتحقيق إنجازات، خاصة أن الجمهورية الاسلامية تختار الموهوبين من الشباب وتطوّر قدراتهم في إدارة الحرب الالكترونية ضد أعدائها، الامر الذي يفسّر المنحى "الاسرائيلي" في الفترة الاخيرة للاهتمام الكبير بالدفاعات السايبرية ضد الهجمات الالكترونية ومكافحة التجسس الالكتروني.