وقائع اعمال المؤتمر الـ 41 لمجلس وزراء خارجية دول منظمة التعاون الإسلامي.
شارک :
انتقد " إعلان جدة"، الذي صدر في ختام أعمال الدورة الـ 41 لمؤتمر وزراء خارجية الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي، انتقد الاستيطان الاسرائيلي وما يمارسه الاحتلال من حصار وتهويد لمدينة القدس الشريف، كما دعا الى التصدي للتطرف المستتر بالدين.
ورحب "إعلان جدة" بتشكيل فريق الإتصال الوزاري بشأن مدينة القدس الشريف؛ داعيا إلى سرعة التحرك لنقل رسالة المنظمة بشأن القدس الشريف إلى الدول التي تتحمل مسؤولية سياسية ومعنوية وأخلاقية تجاه القضية الفلسطينية، إضافة إلى دعم جهود المنظمة لتنفيذ الخطة الإستراتيجية لتنمية مدينة القدس وحشد الموارد اللازمة لوكالة بيت مال القدس الشريف.
وعبر "الإعلان" عن القلق إزاء تطورات الأوضاع في ليبيا مع
حث جميع الأطراف الليبية للدخول في حوار وطني شامل للوصول إلى حل توافقي ينهي الأزمة.
وفيما يخص الوضع في أفريقيا الوسطى دعا إلى وضع حد فوري لجميع أشكال العنف الذي يتعرض له المسلمون هناك؛ مشيراً إلى دعم جهود الأمين العام ومبعوث الخاص في أفريقيا الوسطى ودعوة الدول الأعضاء إلى تقديم المساعدات الإنسانية اللازمة للمتضررين من النزاع ولدول الجوار التي تستضيف اللاجئين.
وأعرب "إعلان جدة" عن التضامن مع اليمن ومالي وأفغانستان وأذربيجان والصومال وكوت ديفوار واتحاد جزر القمر وجيبوتي والبوسنة والهرسك، وكذلك شعوب جامو وكشمير والقبرصي التركي وكوسوفو في طموحاتها نحو تحقيق حياة سلمية وآمنة مطالباً بوقف استمرار العنف والتمييز ضد المجتمع الروهينجي المسلم في ولاية راخين في ميانمار، فضلا عن دعم قرار الأمين العام تعيين مبعوث خاص إلى ميانمار والتوصل إلى حلول مرضية تضمن حقوق الروهينجيا المسلمين وعدم تعرضهم للاضطهاد.
فيما أدان "الإعلان" أعمال العنف التي تقترفها مجموعة بوكو حرام مع التأكيد على الدعم والتضامن مع شعب وحكومة نيجيريا للقضاء على هذه المجموعة المتمردة مجدداً التزام دولهم بتوطيد التعاون والتنسيق في مجال مكافحة الإرهاب.
كما دعا إعلان جدة إلى التصدي للتطرف المستتر بالدين والمذهبية وعدم تكفير أتباع المذاهب الإسلامية، وناشد الدول الأعضاء في منظمة التعاون الاسلامي إلى تعميق الحوار بين أتباع المذاهب وتعزيز الوسطية والاعتدال والتسامح. وجدد الوزراء في هذا الإطار، الترحيب بمقترح الملك عبد الله بن عبد العزيز، بإنشاء مركز للحوار بين المذاهب الإسلامية الذي أقرته القمة الإسلامية الاستثنائية الرابعة في مكة المكرمة في أغسطس 2012.
وفيما يخص الشأن الاقتصادي حث "إعلان جدة" الأمانة العامة على إعادة هيكلة الغرفة الإسلامية للتجارة والصناعة لتكون أكثر فعالية في تمكين رجال الأعمال من القيام بدور مؤثر لتعزيز التعاون بين الغرف الإسلامية في الدول الأعضاء مبدياً رضاه على بالعرض الذي قدمته دولة الكويت لاستضافة الدورة الثانية والأربعين لمجلس وزراء الخارجية لعام 2015م .
والملفت للنظر في اعلان جدة الاخير والذي صدر باسم كافة الدول الاسلامية، هو تجاهل بيان المؤتمر الـ 41 لمجس وزراء الدول الاعضاء بمنظمة التعاون الاسلامي، الاحداث المزرية الجارية في العراق، جراء الجرائم الارهابية التي ترتكب على ايدي عصابة تنظيم داعش؛ حيث مقتل المئات من ابناء الشعب العراقي رجالا ونساءا واطفالا وبأبشع الطرق، واغتصاب النساء وهدر الحرمات.
فهل ما يجري اليوم في مختلف المدن والمحافظات العراقية اقل فتكا مما يجري في حق شعبنا الفلسطيني المظلوم، وهل هناك فرق بين الكيان الاسرائيلي الغاصب الذي استحل حرمات المسلمين، وبين عصابة داعش او القاعدة او غيرها من التنظيمات الارهابية، اسرائيلية الصنع، التي استحلت هي الاخرى حرمات المسلمين وسمحت لنفسها ان تزهق الارواح الزكية باسم ديننا الاسلامي السمح. كلا العدوين يعملان وفق استراتيجية واحدة وهي تشويه صورة الاسلام والمسلمين عالميا؛ وبذلك فالسؤال هو لماذا كل هذا التحفظ في بيان جدة من التطرق بكل صراحة و وضوح الى الوضع الراهن في العراق.