ردا على اساءة العقيد السابق في الجيش البحريني "عادل فليفل" لشيعة البحرين ورجل الدين البارز اية الله الشيخ عيسى قاسم، اكد العلامة السيد عبدالله الغريفي، ان "خطاب التكفير الذي طال الطائفة الشيعية من احد الأشخاص علناً وجهاراً، خطاب داعشي"؛ مطالباً باسم الطائفة الشيعية في البحرين، النظام والسلطة أن "يكون لهما موقفا واضحا وصريحا من ذلك الخطاب الذي كفر الشيعية، وهدد بالقتل والإبادة".
واضاف العضو في المجلس العلمائي البحريني (المنحل): في هذا البلد نكفر جهاراً وعلى مسمع ومرأى من النظام وعلناً؛ مشيراً إلى أن حديثه، "ليس لإثارة الأجواء الطائفية، ولكن ذلك التكفير العلني يؤسس للطائفية والفتنة والصراعات".
واعرب العلامة الغريفي، عن اسفه لصدور مثل هذه التصريحات علنا ضد اتباع المذهب الشيعي، في البحرين؛ مبينا ان "ذلك الكلام مكشوف وعلني، وليس مستتراً، ولا بعناوين مخفية، بل باسم صريح ويتحدث جهاراً وعلى مسمع من السلطة".
وتابع السيد الغريفي قائلا "نحن نطالب السلطة بالمحبة والمجتمع المتسامح، وغيرها من الشعارات، فشعبنا من هذا الكلام، ونريد البحرين بلد محبة وبلد ألفة و وحدة وتسامح، وكلنا ندعو إليها، ولكن خطاب وقح، ومتجني ومتجرئ يكفر طائفة بكاملة، وعلى مرأى ومسمع السلطة لا يمكن السكوت عنه، ومن حق الطائفة رفع دعوى ليس فقط على ذلك المتجني بل على السلطة أيضا".
وفي السياق نفسه، لفت رجل الدين البحريني الى خطاب اية الله الشيخ عيسى قاسم؛ مؤكدا ان سماحته "دعا لمجلس إسلامي يضم علماء المسلمين، وينتج وحدة وتقارب ويعالج قضايا المسلمين"؛ متسائلا بقوله، "هل هذه دعوة طائفية أو دعوة وحدة وتقارب وتسامح؟!".
وأعتبر الغريفي ان "خطاب التكفير الذي اطلقه الفليفل، رسالة مباشرة من شخص واضح محسوب على النظام يخاطب الشيخ عيسى قاسم بألفاظ سيئة، ويقول له أدخل الإسلام وأعلن التوبة، فهو ليس للشيخ عيسى بل خطاب للشيعة في العالم وبأنهم كفرة ويجب أن يعلنوا توبتهم"؛ مشدداً على أن "ذلك الخطاب ليس خطاب الطائفة السنية، فهم لا يكفرون الشيعة، بل هو خطاب موتور ومشحون وحاقد".
وخلص السيد الغريفي الى القول "سنبقى دعاة محبة وتسامح وألفة وتقارب، ولن يجعلنا ذلك الخطاب متشنجين أو سبابين للآخرين، هذا له عناوينه، والأخوة السنة والطائفة السنية العظيمة أخوتنا".
وكان العقيد السابق في الجيش البحريني عادل فليفل، قد تهجم بخطاب محرض ضد الطائفة الشيعية في البحرين، كما وجه اساءات صريحة الى رجل الدين البحريني البارز اية الله الشيخ عيسى قاسم؛ متهما اياه بـ"الكفر والخروج عن الدين".
ولم يعلن النظام البحريني موقفا واضحا من تصريحات الفليفل المسيئة للشيعة، مكتفية بتغريدة لوزير خارجية البلاد الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، في حسابه على موقع "تويتر"، أن "فليفل لا يمثلني... و كلامه السيئ لا تقبله نفسي، وهو ليس الوحيد من أشكاله الطائفيين من كل جانب". وكتب ايضا "أنا أتمثل بكلام ملكي وقائد بلادي حمد بن عيسى، فليفل لايمثلني".
هذا، واستنكر جمع من علماء المسلمين في حوزة قمّ المقدّسة، بمافيهم حملة الجنسية البحرينية، التعدّي على آية الله الشّيخ عيسى قاسم، في بيان صدر السبوع الماضي؛ مؤكدين ان "التعدّي السّافر على الشيخ قاسم لا يمكن أن يتحرّك لولا وجود الضوء الأخضر من أسياد فليفل".
وذهب البيان إلى أن "التعدّي على الشّيخ قاسم هو تعد على الطائفة بأكملها واتهامها بالكفر والتهم الزائفة"؛ مؤيدا "بيانَ علماء البحرين الذي حمّل السّلطة كافة المسؤولية لأي شيء ينالهم ويعترض طريقهم.
كما استنكر البيان قرار النظام البحريني في إغلاق المجلس العلمائي؛ مؤكداً ان "وعي شعبنا الكريم لن ينزلق إلى المستنقع الطائفي والعنف، وسيبقى مطالباً بحقوقه الوطنية المشروعة بكل حضارة وسلمية حتى تحقيق النصر".
الى ذلك، انطلقت مساء امس السبت ( ١٩ يوليو/تموز)، تظاهرات في مختلف مناطق البحرين، "احتجاجاً على التعدّيات المستمرة على المواطنين ومقدّساتهم، والاستمرار في حملات التّكفير ضدّهم، والتي تجري بتغطية ودفْع من النّظام الخليفي"؛ بحسب ما جاء في بيان قوى المعارضة الذي دعا الى هذه الاحتجاجات.
وجاء في البيان ان "التّظاهرات تأتي بعد دعوة وجّهها كبارُ علماء البحرين قبل أيّام للمواطنين من أجل إظهار الاعتراض على الخطاب التكفيري الذي ظهرَ به الجلاّد عادل فليفل، وتناولَ فيه آية الله الشّيخ عيسى قاسم وعموم أغلبيّة المواطنين، متهماً إياهم بالكفر والتهديد بالقتل".
واكد البيان انه "من المعروف أنّ النّظام يقفُ وراء أبرز الوجوه التكفيريّة، والتي اعتادت منذ سنوات على التّهجم ضد المواطنين والقدح في عقائدهم ومقدّساتهم، وفتح النّظام لهذه الوجوه كلّ الدّعم والتحفيز من خلال مشاركته – بدعم القوات السّعودية – في هدم المساجد وإشاعة الكراهيّات المذهبيّة واعتقال علماء دين بارزين ونفي بعضهم، فضلاً عن التضييق على المواكب الحسينيّة وإغلاق المؤسسات الدينية، وآخرها المجلس العلمائي".