حركة التوحيد والاصلاح المغربية : مظاهر التكفير جاءت نتيجة للعدوان الخارجي على الامة واستبداد الانظمة
تنـا
اكدت حركة "التوحيد والإصلاح"، الجناح الدعوي لـ "حزب العدالة والتنمية" الاسلامي الحاكم في المغرب ان هناك تلازما واضحا بين المحاولات المستميتة للانقلاب على "الربيع الديمقراطي" وتصفية المقاومة في أرض فلسطين والتآمر عليها؛ مبينة ان بوادر الائتلاف بدت واضحة بين الاستبداد والاحتلال، وقد تجسدت اكثر وضوحا في العدوان الاسرائيلي الاخير على قطاع غزة.
شارک :
جاء ذلك في البيان الختامي للمؤتمر الوطني العام الذي اقامته الحركة في دورته الخامسة الاسبوع الماضي، على مدى ثلاثة ايام واختير فيه القيادي الإسلامي "عبد الرحيم شيخي" رئيسا جديدا للحركة خلفا لـ "محمد الحمداوي".
ورأت الحركة في بيانها أن "انتعاش بعض مظاهر الغلو والتطرف والتكفير للمسلمين وممارسات شنيعة منسوبة إلى الإسلام وهو منها براء، ليس إلا نتيجة لتواصل العدوان الخارجي على الأمة والاستبداد الداخلي"؛ ولفتت الى ان ذلك "ادى الى توفير الأرضية المناسبة لنشوء توجهات متطرفة وزرع تنظيمات مشبوهة بين صفوفها تسهم في خلط الأوراق في المنطقة والتشويش على انتفاضات شعبية استلهمت الربيع الديمقراطي للمطالبة السلمية بإسقاط الفساد والاستبداد وتحريف مسارها وإعطاء المبرر لأنظمة استبدادية لارتكاب جرائم إبادة ضد شعوبها، وحروب ذات طبيعة طائفية كما يجري مع المسيحيين العراقيين وغيرهم من الطوائف".
وفي ذات السياق، عبرت حركة لتوحيد والاصلاح المغربية، عن أساها لـ "التطورات الخطيرة التي يعرفها عدد من بلدان العالم العربي والإسلامي وما تواجهه مخططات ظاهرة وخفية تروم مزيدا من السيطرة على مقدراته والإمعان في مزيد من تفتيته وإذكاء النعرات الانفصالية والنزعات العرقية والحروب الأهلية داخله مما ينتج عنه حتما الانشغال عن مقتضيات النهضة واسترجاع الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني ووضع حد للاحتلال والعبث الصهيوني بالمقدسات الدينية ومخططات تهويد القدس".
الى ذلك، استهجنت الحركة الاسلامية المغربية في بيانها "الصمت الرهيب للمنتظم (المجتمع) الدولي وردود أفعاله الباهتة إزاء جرائم الحرب التي ارتكبها الجيش الصهيوني، والمواقف المتخاذلة بل المتآمرة لبعض الجهات المسؤولة في عدد من الدول العربية".
من جانب اخر، اعربت الحركة عن تقديرها للمواقف "الشجاعة والمسؤولة لعدد من دول أمريكا اللاتينية والحراك الواسع وغير المسبوق في عدد من العواصم الغربية وبعض منابرها الإعلامية وبين قادة الرأي العام والشخصيات الدينية والفنية والمنظمات الحقوقية رغم سطوة اللوبيات الصهيونية واستمرار تحكمها في عدد من مفاصل بلورة القرار وصياغة توجهات الرأي العام".
كما اشادت بـ "الصمود البطولي للمقاومة الفلسطينية بكل مكوناتها"، وكذلك "وحدة الصف الفلسطيني التي تشكل شرطا مركزيا في تحقيق الشعب الفلسطيني لمطالبه الوطنية ويعتبر دحرها للعدوان وتصديها له حدثا تاريخيا فارقا في استرجاع الأمة لثقتها في قدرتها على التصدي للاحتلال والاستبداد".
هذا، وعبرت حركة التوحيد والإصلاح المغربية في بيانها عن قلقها البالغ مما "يعيشه المسلمون من آلام ومآس ويجدد إدانة الحركة لما يتعرضون له من حملات إبادة وتقتيل وتهجير ممنهج في عدد من بؤر التوتر، خاصة في إفريقيا الوسطى وبورما وبانغلاديش ونيجيريا، في ظل صمت وتواطؤ المنتظم الدولي ومؤسساته الحقوقية على وجه الخصوص"؛ مطالبة منظمة التعاون الإسلامي والدول العربية والإسلامية والمجتمع الدولي، "كلا في نطاقه بتحمل مسؤوليات إيقاف حروب الإبادة التي تستهدف المسلمين واتخاذ الإجراءات القانونية من أجل متابعة المسؤولين عنها أمام المحاكم الدولية المختصة".
يذكر أن المؤتمر الوطني العام الخامس لحركة التوحيد والإصلاح المغربية، الذي استمر ثلاثة أيام، وأسدل عليه الستار الأحد 10اغسطس/اب 2014، اقيم تحت شعار "الإصلاح: تعاون ومسؤولية".
ومن أبرز المشاركين في المؤتمر، القيادي البارز في حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) أسامة حمدان، ونائب رئيس حركة النهضة التونسية عبد الفتاح مورو، وعبد الرازق مقري، رئيس حركة مجتمع السلم الجزائرية، وممثل عن حركة فكر الأمة التركية "أوغوزخان آصيلتورك" وآخرون، إلى جانب رئيس الحكومة المغربية عبد الإله بنكيران وعدد من أعضاء حكومته.