راشد الغنوشي : الصراع في مصر وليبيا هو بين الثورة والثورة المضادة
تنا
يرى زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي ان ما تشهده كل من مصر وليبيا هو صراع بين ارادة التغيير ومساعي للعودة الى الانظمة الاستبدادية والديكتاتورية .
شارک :
ففي حواره مع جريدة الاخبار اوضح ان ما تشهده مصر وليبيا هو عبارة عن الثورة والثورة المضادة معربا ان تفاؤله بانتصار قوى التغيير والديمقراطية على القوى التي تحاول عودة الانظمة الديكتاتورية ، مشيرا الى ان حركة النهضة تسعى الى تجنيب تونس الصراع نفسه .
وفي الشأن الليبي قال الغنوشي ان الحركة تسعى الى تقريب وجهات النظر بين الجهات المتنازعة معربا عن دعمه لجهود الجزائر التي تستضيف جلسات الحوار . وقال ان الحركة تسعى الى تحقيق بناء ديمقراطي يكون نموذج لجيراننا الليبيين وننتقل من التعامل بالرصاص الى التعامل بالحوار والسلام .
و عن "التحالف الدولي" المزعوم الذي تقوده اميركا بذريعة محاربة تنظيم داعش الارهابي ولاذي لم يؤدي الى خسائر تذكر في صفوف هذا التنظيم ، قال الغنوشي ان حركته ترفض اي تدخل عسكري في الدول الاسلامية مهما كانت الأسباب، مضيفاً: "موقف الدولة التونسية في هذا الإطار كان واضحاً ومشرفاً بعد رفض المشاركة في تدخل التحالف الدولي في العراق وسوريا تحت غطاء محاربة ما يسمى «داعش» أو الإرهاب."
ورأى زعيم "النهضة" التونسية أن إيران وتركيا تمثلان عمقاً للعالم العربي، داعياً لأن يكون "دورهما المستقبلي في إطار ترسيخ المبادئ المذكورة آنفاً بعيداً عن نزعة الهيمنة التي إن تنافس عليها الطرفان فستكون العواقب كارثية على العالم العربي".
وفي معرض رده عن سؤال إمكانية استضافة قيادات اخوانية في تونس، أعرب الغنوشي عن موقف الحركة المرحب بذلك، إلا أنه ربط الأمر بموافقة الدولة وفقاً "لما تراعه مناسباً في إطار المجتمع الدولي"، خصوصاً بعد "تصنيف جماعة الإخوان المسلمين كمنظمة إرهابية من طرف دول عدة، وخاصة خليجية".
واعتبر زعيم "النهضة" أن مشاركة الحركة في الحكم كانت صعبة لكنها لم تكن سلبية، مشيراً إلى أنها لم تنسحب من الحكم بل تنازلت لمصلحة تونس. وتابع: "فتنازلنا نعتبره تضحية لإنقاذ المسار الانتقالي، وقد نجحنا في خدمة المسار الانتقالي وتحقيق الوفاق الوطني، فتنازلنا رسالة قوية للأطراف السياسية الأخرى، بأننا نريد شراكة سياسية مستقرة، لا توافقات مغشوشة لتقاسم السلطة، أو مشروع اقتتال سياسي يمزق وحدة التونسيين. لذا فنحن لسنا نادمين على مغادرة الحكم".
وعن مستقبل تونس رأى راشد الغنوشي أنه يسير نحو دولة مسلمة ديموقراطية، وأضاف: "نحرص على تحقيق انتقال ديموقراطي هادئ وسلس، وخاصة أن المجتمع التونسي معتدل يرفض الغلو والتطرف."