آية الله الاراكي يستعرض أبرز الانجازات و المشاريع المستقبلية لمجمع التقريب في ذكرى التأسيس
تنا - خاص
أكد الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية ، على أن فعاليات المجمع قد دخلت مرحلة جديدة تتمثل في التجسيد العملي لأنشطة التقريب و توسيع دائرتها و تحويلها الى مشاريع عملية تتجلى على صعيد الواقع المحسوس .
شارک :
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده آية الله الشيخ الاراكي في قاعة المؤتمرات بالمقر العام لمجمع التقريب بمناسبة حلول الذكري السنوية لتأسيسه ، مستعرضاً أبرز الاهداف و الانجازات و التطلعات المستقبلية لمجمع التقريب ، و معرباً عن أمله بالقول : نأمل ، من خلال الاستعانة بوسائل الاعلام العامة ، بتوسيع دائرة الاهتمام بنداء الوحدة و التضامن و الاتحاد بين المجتمعات ، و اعداد الارضية لتشكيل الامة الاسلامية الواحدة . و في المقابل نسعى الى عزل و اقصاء التيارات المناهضة للتقريب و تحجيم دورها في المجتمعات الاسلامية .
و أشار آية الله الاراكي الى أن المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب استطاع أن يوسع من فعالياته خلال النصف الاول من هذا العام ، لافتاً الى ان المجمع قد دخل مرحلة جديدة تتمثل في التجسيد العملي لأنشطة و فعاليات التقريب و العمل على توسيع دائرتها و تبديلها الى مشاريع عملية محسوسة .
و تابع سماحته : أن من جملة مشاريع التقريب العملية التي رأت النور خلال الاشهر الستة الاخيرة ، المباشرة بانعقاد جلسات حوارية بين علماء المذاهب الاسلامية. و لا يخفى أن مثل هذه الجلسات تعقد لأول مرة في اطار الحوار بين المذاهب . حيث عقدت هذه الجلسة في الحوزة العلمية بمدينة قم الشهر الماضي ، و شارك فيها علماء كبار من اندونيسيا و الحوزة العلمية في قم ، و قد أثمر الحوار عن نتائج مفيدة و قيمة .
و أضاف آية الله الاراكي : من جملة الفعاليات الأخرى التي تم انجازها خلال الستة أشهر الاخيرة ، تشكيل الاتحاد العالمي لعلماء الدين المؤيدون للمقاومة . إذ ان الدول التي تتطلع للحرية في مختلف انحاء العالم ، تعاني اليوم من هيمنة الاستكبار . ففي منطقتنا نواجه اليوم الكيان الصهيوني ، اداة الاستكبار العالمي ، الذي لم يتوان عن ارتكاب افضع المجازر و أكثرها وحشية طوال خمسين يوماً من عدوانه على قطاع غزة . و أن نفس هذه المجازر تعتبر خير دليل على مدى ضرورة و أهمية تشكيل الاتحاد العالمي لعلماء الدين المناصرين للمقاومة ، كي يتسنى بلورة جهود علماء الاسلام على طريق دعم و مساندة المقاومة .
و أردف سماحته : أن من أولى الخطوات التي أقدم عليها هذا الاتحاد ، جمع المساعدات الشعبية لإعادة بناء و إعمار غزة ، و قد تم تحقيق انجازات قيمة في هذا المجال . و في هذا الصدد سوف تعقد خلال الايام القليلة القادمة أولى اجتماعات اللجنة المركزية لهذا الاتحاد و سيتم انتخاب رئيس الاتحاد و اعضائه ، و مناقشة تفاصيل تقديم المساعدات الشعبية لإعادة اعمار غزة .
كذلك لفت الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية في مؤتمره الصحفي ، الى مباشرة المجمع خلال الاشهر الستة الماضية باقامة الملتقيات المشتركة بين علماء الدين الشيعة و السنة في كل من محافظة كرمانشاه و ارومية و سيستان و بلوشستان و خراسان الشمالية ، حيث تمحورت هذه الملتقيات حول تطوير الحوارات العلمية و الدينية ، و مناقشة سبل تعزيز المزيد من التقارب و الانسجام بين علماء الدين من الشيعة و السنة ، و بالتالي تفويت الفرصة على اعداء الاسلام في زرع الخلافات وبث التفرقة ، و من ثم تعبيد الطريق امام بلورة الوحدة و الانسجام الحقيقي بين اتباع المذاهب الاسلامية .
و أضاف آية الله الاراكي : كذلك عمل مجمع التقريب على اقامة العديد من ورش العمل و الدورات التعليمية لطلبة الحوزة العلمية في قم و الجامعيين و المثقفين ، للتعرف على اساليب تعزيز أواصر التقريب و التوجيهات التربوية اللازمة لذلك ، و سبل التعامل مع المذاهب الاسلامية ، و نشر ثقافة التقريب و بلورة المجتمع المتضامن و المنسجم ، و لعل من الدورات البارزة في هذا الصدد تلك التي حملت عنوان " المجلس التربوي لشؤون التقريب " .
وفي جانب آخر من مؤتمره الصحفي أشار آية الله الاراكي الى التحضيرات الجارية لانعقاد مؤتمر الوحدة الاسلامية لهذا العام موضحاً : في مؤتمر الوحدة لهذا العام ستكون لدينا العديد من الملتقيات المختصة منها : ملتقى سيدات العالم الاسلامي ، و ملتقى رجال الاعمال و التجار المعنيين بشؤون التقريب ، و الملتقى الخاص بعلماء المقاومة ، و ملتقى الاحزاب الاسلامية ، و الملتقى الخاص بالعاملين في حقل التعليم . كذلك ستقام خلال اسبوع الوحدة لهذا العام معارض خاصة تهتم بشؤون التقريب ، اضافة الى برامج فنية و رياضية و امسيات ادبية تتمحور حول اهداف التقريب و الوحدة الاسلامية . كما سيتم تكريم عدد من الشخصيات الشيعية و السنية البارزة في مجال التقريب ، منها الامام موسى الصدر ، و محاولة تسليط الضوء على جهوده في مجال ترسيخ الوحدة بين المسلمين . كما سيشهد اسبوع الوحدة لهذا العام تقديم جائزة المصطفى (ع) العالمية بفضل جهود معاونية رئاسة الجمهورية للشؤون العلمية و التكنولوجيا ، و سيتم عرض فيلم " محمد رسول الله " للمخرج الايراني مجيد مجيدي في مؤتمر الوحدة لهذا العام .
و أوضح الامين العام لمجمع التقريب : لقد بتنا نشهد في الكثير من البلدان الاسلامية بما فيها باكستان و افغانستان و لبنان و اندونيسيا ، المزيد من التقارب و الانسجام بين علماء الدين الشيعة و السنة ، و نستطيع أن نشير الى افغانستان بمثابة مثال و إنموذجاً في هذا الصدد ، ذلك ان برامج قيمة تم انجازها في هذا البلد على طريق تعزيز الوحدة بين الشيعة و السنة . و نحن نتوقع من المسؤولين في السعودية المبادرة في هذا المجال و يعملوا على جعل هذا البلد مركزاً لوحدة العالم الاسلامي . فاذا ما اتحدت الدول الاسلامية ، سوف تتوافر الارضية للامة الاسلامية الواحدة ، و نأمل ان تعي الدول الاسلامية ذلك و تسعى على طريق التقريب بين العالم الاسلامي و توحيده .
و في معرض ردّه على سؤال لأحد الصحفيين حول السبل العملية التي يعتمدها مجمع التقريب لمواجهة التيارات المتطرفة التي تسعى للتفريق بين الشيعة و السنة ، قال آية الله الاراكي : أن اساليبنا العملية تتمثل في إقامة الندوات و الملتقيات المتعددة و الحرص على المشاركة فيها ، بما في ذلك تشكيل لجنة المساعي الحميدة العام الماضي ، التي كان من المقرر أن تقوم شخصيات اسلامية بارزة بالتباحث مع الاطراف المتخاصمة و تسوية الخلافات فيما بينها . و قد تم تشكيل ست لجان فرعية لهذا الغرض ، على أن تضم في عضويتها شخصيات بارزة سياسية و اجتماعية ، تعمل على تقريب وجهات النظر و تسوية الخلافات . كما لفت آية الله الاراكي الى أن لدى مجمع التقريب ممثليات في العديد من البلدان تصل الى ٣٠ ممثلية في الوقت الحاضر ، و ان المجمع يسعى الى افتتاح المزيد من هذه الممثليات في بلدان أخرى لتمارس نشاطها في مجال خدمة أهداف التقريب .
و في الختام أشار الامين العام لمجمع التقريب الى الأنشطة التي يقوم بها المجمع في مجال الطباعة و النشر خارج ايران ، موضحاً : لدى مجمع التقريب أكثر من جهة تنشط في مجال الطباعة و النشر ، بما فيها المعاونية الثقافية و مركز ابحاث التقريب .
و لفت ان المجمع عمل على ترجمة اكثر من ثلاثمائة مشروع تقريبي بلغات مختلفة ، مشیرا الى نتاجات قيمة في هذا المجال . ومن الاعمال القيمة التي قام بتدوينها المجمع حسب توضيح سماحة الامين العام هو تدوين وتأليف كتب في القواعد المشتركة بين المذاهب الاسلامية ومنها : تدوين القواعد الفقهية المشتركة ، و موسوعة الفقه المقارن . اضافة الى اصدار نتاجات فكرية متعددة في حقل التقريب . و مما يذكر أن جامعة المذاهب الاسلامية تقوم بنشاطات بارزة في هذا المجال .
و في مجال توزيع والنشر في الدول الاخرى اشار اية الله الاراكي الى العقوبات المفروضة في هذا المجال والعقبة التي يعانيها المجمع لاعادة نشر إصدارات المجمع في الدول الاخرى ونشرها .