بلال التل : سبب انتشار الفكر التكفيري هو الخطاب الديني المتزمت
تنا - خاص
قال رئيس المركز الاردني للدراسات والمعلومات بلال حسن التل ان من اسباب انتشار الفكر التكفيري هو الخطاب الديني المتزمت واسلوب توعيته وتثقيف الشعوب الاسلامية من قبل المنابر والمؤسسات الدينية الكبرى وعدم تعاملهم تعامل عصري مع الرأي العام في شرحهم وبيانهم للمفاهيم الاسلامية , اضافة الى عامل الظلم والاستبداد و العامل الاقتصادي.
شارک :
واضاف التل في حوار مع مراسل وكالة انباء التقريب على هامش المؤتمر الدولي الثامن والعشرين للوحدة الاسلامية: لابد من الاعتراف بان التكفير بشكل عام ليس حالة طارئة على الامة حيث في كل مرحلة انحطت فيها الامة حضاريا برزت مشاكل طائفية وعرقية او فكر تكفيري .
ويعتقد الباحث الاردني ان اسباب ظهور هذه الحالات في العالم الاسلامي كثيرة منها الجهل والفقر والاستبداد والظلم والاحتلال الاجنبي قائلا "علينا ان ننتبه الى ان الاستكبار العالمي يحاول الاستيلاء على ثروات الامة من بعد ما استباح ارضها, باستغلال الجماعات التكفيرية وتوظيفها لمصالحه. "
واضاف ان تنظيم داعش الارهابي ليس جوهر المشكلة , داعش احد تجليات المشكلة الحقيقية فالمشكلة في واقع الامة والتي سببت في استغلالها بواسطة المستعمرين . من هنا فان المعالجة يجب ان تكون جذرية لاسباب الانحراف والانحطاط وبالتالي تجفيف المنابع الفكرية التي تودي الى داعش و امثال داعش ."
واكد ان قوى الاستعمار العالمي واعداء هذه الامة يستفيدون من هذه التنظيمات لتحقيق مآربهم وخاصة في السنوات الاخيرة "فان الاخرين يحاربون بدمنا وبسلاحنا و بمالنا و يدمرون بلداننا و بعد قليل سيأتون و يقولون نريد ان نبني, فهم يستفيدون في كافة المجالات والظروف لانهم يزعمون انهم ياتون للبناء وهذا نوع من سلب ثروات الامة .
وحول سبب تأييد بعض القيادات السلفية ومنها الاردنية للجماعات التكفيرية خاصة تنطيم داعش الارهابي, على الرغم من فتوى غالبية علماء الامة وخاصة علماء السنة على انها جماعة خارجة عن الدين واعمالها لاعلاقة لها بالاسلام, اوضح التل ان الاسباب كثيرة منها سياسية ومنها اقتصادية ومنها طائفية عصبوية حول بعض المزاعم عن مظلومية اهل السنة في العراق.
واشار الى ان الصورة الحقيقية لما ترتكبه داعش من جرائم لم تتوضح بعد, مع الاسف, لبعض القيادات السلفية ويعتبرون ان ماينشر عنهم مبالغ فيه,مع ان اكثر الجرائم التي تنشر عنهم يتم بواسطتهم.
وعن برنامج العمل الضروري للتصدي للجماعات التكفيرية والارهابية قال ان هذا البرنامج يجب ان يكون بالجهد الفكري والثقافي ونشر الوعي لدى ابناء الامة.معتبرا ان المعركه الاساسيه على عاتق علماء الامة .
واكد الخبير في مجال الوحدة الاسلامية "علينا ان نعترف باننا نعاني من الفقر في القيادات الدينية المعتبرة بعد ان عملت الانظمة السياسية وعلى عقود طويلة على اضعاف الازهري و الزيتونة وكلنا نذكر محاولات اضعاف الحوزات العملية في النجف و قم في ايام حكم الاستبداد وهذا يعني ان علينا جميعا ان نسعى الى اعادة بناء مكانة المرجعية والموسسات المرجعية والحوزات العلمية .
وفي رده على سؤوال حول ضروره التمحور حول قيادة سياسية اسلامية موحدة في العالم الاسلامي قال التل : اذا كان هناك ضعفا في القيادة الدينية فالقيادة السياسة تكون شاملة وتامة. فخلال السنوات الاخيرة تعرضت بعض الدول الرائدة في المنطقة الى عمليات تقسيم واضعاف كما جرى في سورية والعراق وهذا يضعف من بروز قيادات سياسية على مستوى العالم والمنطقة ولابد من ان تنتبه المؤسسات المدنية من احزاب و جمعيات الى اهمية القيادة السياسية المسلمة ولكن هناك اجماع على ان المنطقة تفتقد الى قيادات سياسية موثرة.
وفي جوابه على سؤال عن اسباب عدم توجه الجماعات الارهابية الى تحرير فلسطين المحتلة من براثن العدو الصهيوني قال التل انهم لديهم رؤى خاصة و يفضلون مقارعة العدو الاقرب على العدو الابعد حسب قولهم وهذا ما يتطلب من العلماء المجاهدين ان يلعبوا دورهم في توعية الامة حول اغتصاب الاراضي الفلسطينية و ضرورة العمل لتحريرها.
واشاد التل بكلمة الرئيس الايراني حسن روحاني في كلمته امام المشاركين في مؤتمر الثامن والعشرين للوحدة الاسلامية قائلا: ان كلمة السيد روحاني قوبلت بكثير من الترحاب والارتياح ونتمني على المؤتمر ان ياخذ مما ورد فيها و يحولها الى برنامج عمل يسير المؤتمرون لتحقيقها .