نجحت سلطات شمال إيطاليا في التَّصويت هذا الأسبوع على قرارٍ يمنع بناء المساجد في مقاطعة لومبارديا، الّتي تعدُّ أكبر الأقاليم الإيطاليَّة وأكثرها ثراءً شمال البلاد، في خطوةٍ اعتبرت موجَّهةً ضدَّ حرية المسلمين في ممارسة شعائرهم الدّينيّة.
شارک :
عملت رابطة الشّمال الإيطاليّة المتطرّفة، والقريبة من رئيس الحكومة السَّابق "برلسكوني"، على صوغ قرارٍ يمنع المسلمين من بناء المساجد في مقاطعة لومبارديا، الَّتي تعيش فيها ديانات مختلفة تطبعها بطابعها الخاصّ، في وقتٍ التزم السّاسة وغيرهم بالصّمت حيال القرار.
الصّراع ليس جديداً بين رابطة الشّمال المناهضة للمسلمين، والمسلمين الباحثين عن مكان يمارسون فيه حريّتهم الدينيّة، الّتي يرى فيها بعض السّاسة الإيطاليّون وجهاً من وجوه الممارسة السياسيّة الّتي تؤثّر في مناخ الاستقرار العام، وتثير الكره حيال الغربيّين،
ولكنَّ هذه الخطابات و الاعمال الانفعاليَّة الصَّادرة عن بعض المسؤولين الإيطاليّين، لن يكون لها إلا الأثر السيِّئ على صعيد التّعايش بين الدّيانات، وهي تعمل على وضع الحواجز أكثر بين النَّاس من أتباع الدّيانات المختلفة، وتمنع الإفادة من كلّ ما فيها من غنى، في سبيل تعزيز الواقع الإنساني، لا المساهمة في تمزيقه.
وتظلّ مقولة الخلط بين الإرهاب والإسلام، في إطار المزايدات، ومحاولات ربط الإرهاب بالإسلام البريء منه، على حدِّ تعبير رئيس الدبلوماسيَّة الإيطاليَّة، "باولو جينتيلوني".