في رد على "استغلال" رئيس وزراء العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هجومي كوبنهاغن السبت الماضي، اللذين استهدف احدهما كنيساً يهودياً، واسفرا عن قتيلين، اكد الرئيس فرنسوا هولاند ان "لليهود مكانتهم في اوروبا خصوصاً فرنسا" التي تضم أكبر عدد من ابناء هذه الطائفة في اوروبا (نحو ٦٠٠ ألف).
شارک :
ودعا هولاند الى «النهوض» في مواجهة تدنيس نحو ٣٠٠ ضريح يهودي في منطقة سار اونيون (شمال) أول من امس، والذي يعدّ الأكبر حجماً في فرنسا منذ العام ١٩٩٢، فيما دعا رئيس الوزراء الفرنسي مانوييل فالس، في تصريح غاضب، إلى «الوحدة في مواجهة الفاشية الإسلامية»، مطالباً مسلمي البلاد بتحمل مسؤولياتهم كاملة. ودان «المجلس الفرنسي للديانة المسلمة» في بيان «الاعتداءات البشعة» في كوبنهاغن وسار اونيون، حيث أوقف خمسة اعمارهم بين ١٥ و١٧ سنة على ذمة التحقيق في قضية التدنيس.
وكان يهود الدنمارك رفضوا دعوة نتنياهو إياهم إلى الهجرة إلى اسرائيل. وقال جيب جوهل، الناطق باسم الطائفة اليهودية في هذا البلد: «اننا ممتنون جداً لنتنياهو على قلقه، لكننا دنماركيون، ولن يجعلنا الإرهاب نذهب الى اسرائيل»، علماً ان حوالى ٨ آلاف يهودي يعيشون في الدنمارك، معظمهم في كوبنهاغن.
كذلك دعت رئيسة الوزراء الدنماركية هيلي تورنينغ شميت الطائفة اليهودية الى عدم تلبية طلب نتنياهو «لأنها في مكانها في الدنمارك، حيث تعيش منذ قرون، كما انها جزء من مجتمعنا».
وفي برلين، علّقت المستشارة الألمانية انغيلا مركل على دعوة نتنياهو قائلة: « نود ان نواصل العيش في شكل جيد مع اليهود الألمان، والحكومة وإدارات الولايات وجميع المسؤولين سيبذلون ما في وسعهم لضمان سلامة المؤسسات اليهودية والمواطنين الألمان اليهود».
ومع تجدد السجال الإسرائيلي - الأوروبي حول أمن يهود أوروبا، قال هولاند: «لا أقبل بإيحاءات أطلقت في إسرائيل بأن لا مكان لليهود في أوروبا، خصوصاً فرنسا». وزاد: «يجب أن نؤمن ليهود فرنسا، وعلى نطاق أوسع لجميع المواطنين، الأمن والاحترام والاعتراف والكرامة».
وحض فالس يهود فرنسا على عدم التجاوب مع دعوة نتنياهو، قائلاً: «فرنسا جريحة مثلكم، ولا تريد رحيلكم، وتجدد لكم التعبير عن حبها ودعمها وتضامنها. وهذا الحب أقوى من اعمال الحقد ولو تكررت». وأضاف: «لا يجوز ان تسمح حملة الانتخابات الإسرائيلية بالتفوه بأي تصريح مماثل».
وشدد على ضرورة «عدم الاستسلام للخوف والانقسام، ومقاتلة الفاشية الإسلامية، وهي التسمية الملائمة للإرهاب، ما يعني أن الوحدة يجب أن تكون مصدر قوتنا. كما تجب مواجهة كل المشاكل: مكافحة الإرهاب وتعبئة المجتمع حول العلمانية ومواجهة اللاسامية».