استهداف الأقصى وجه للإرهاب المتواصل لطمس الهوية العربية خدمة للمخططات الاستعمارية والإسرائيلية
شارک :
نظمت مؤسسة القدس الدولية ـ سورية ملتقى القدس تحت عنوان «الحرب على المقدسات وجه آخر للإرهاب» وذلك في قاعة المؤتمرات في جامعة دمشق.
وأجمع المشاركون في فعاليات الملتقى على أن كل ما جرى ويجري في المنطقة من إرهاب واستهداف للمقدسات الدينية يهدف إلى طمس الهوية الإسلامية والحضارية والتاريخية للأمة العربية، مشدّدين على أن ما تتعرض له سورية اليوم من إرهاب هو انتقام من دعمها للقضية الفلسطينية والمقاومة بشكل عام.
وفي هذا الإطار أكدت الدكتورة بثينة شعبان المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية - رئيس مجلس أمناء مؤسسة القدس الدولية - سورية أن إحراق المسجد الأقصى عام 1969 هو الوجه الحقيقي للإرهاب، مشيرة إلى أن الغاية الأساسية من حرق المقدسات هو تغيير الهوية العربية وحضارتها واستبدالها بالهوية الصهيونية ومحاولة حسم قضية الصراع العربي – الإسرائيلي لمصلحة الصهيونية، مشددة على ضرورة أن يكون العرب أصحاب الفعل والمبادرة والمقاومة.
وأكدت أن المعركة ضد الاحتلال والإرهاب واحدة في فلسطين وسورية، مشيرة إلى أن انتصار محور المقاومة هو انتصار للأمة العربية على جميع المخططات التي تتعرض لها.
بدوره مفتي سوريا الدكتور أحمد بدر الدين حسون أشار إلى العلاقة التاريخية بين فلسطين ودمشق وقال: الأديان السماوية واحدة لكن رجال الدين ساروا وفق أهواء رجال السياسة وشوّهوا التفسيرات إلى أن أصبح الناس يقرؤون الدين والتاريخ عصبياً ومذهبياً.
وقال المفتي: إن القدس تجمع كل الأديان السماوية لأن الأنبياء كلهم صلوا في المسجد الأقصى، مضيفاً: القدس لم تكن يوماً «قبلة اليهود» وليست أرضهم فهم طردوا من سيناء.
وأضاف: إن الشعب العربي السوري يعاني ما يعانيه اليوم بسبب مواقفه الثابتة من القضية الفلسطينية.
ووجه المفتي حسون رسالة للعالم قال فيها: الإرهابيون والدول الداعمة لهم يريدون حرق سورية لكن سورية ستبقى تقاوم وفي الوقت نفسه تريد أن تبقى القدس عربية ومهد الرسالات السماوية.
بدوره الدكتور سفير أحمد الجراد مدير عام مؤسسة القدس الدولية رأى أن «إسرائيل» تسعى لنزع الحصرية الإسلامية عن الأقصى واعتبار القدس معلماً للأديان عامة، وذلك في سياق ممنهج لطمس الهوية الإسلامية، وقال: الاحصائيات الأخيرة للحرب على غزة تبين أن 60 مسجداً و121 معلماً إسلامياً قد دمرت بشكل شامل وممنهج من جيش الاحتلال.
وتساءل الجراد عن دور القادة في العالم العربي والإسلامي تجاه ما يحدث من انتهاكات وجرائم تمارس بشكل يومي بحق الشعب الفلسطيني، لافتاً إلى أن من يدعم «الجهاديين» في الساحات العربية لم يقم بأي تحرك لنصرة الشعب الفلسطيني.
من جهته أشار المطران عطالله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس في كلمة متلفزة أن ما يحدث في سورية هو استهداف غير مسبوق للانتماء العربي والفلسطيني، مشدداً على أهمية الصمود وعدم السماح لـ«إسرائيل» بتمرير مشروعها العنصري بإلهاء العرب بصراعات مذهبية وطائفية لحرف الأنظار عن قضية فلسطين.
وأكد المطران حنا أن سورية هي الموجه الصحيح إذ حدّدت بوصلتها نحو فلسطين، وقال: «إسرائيل» هي المستفيد الوحيد من حالة التطرف وما يسمى تنظيم «داعش» الإرهابي لأن كل ما يحدث على أيدي هؤلاء يعتبر خدمة مجانية لـ«إسرائيل».