فجر تنظيم داعش الارهابي الجمعة 4 سبتمبر/أيلول 3 أبراج مدافن أثرية في مدينة تدمر، حسب ما قال المدير العام للآثار والمتاحف في سوريا مأمون عبد الكريم.
شارک :
ونقلت وكالة فرانس برس عن عبد الكريم قوله، إن تنظيم "داعش" فجر 3 مقابر على شكل أبراج، من أجمل وأكمل المقابر والتي حافظت على تماسكها منذ عصور.
وذكر بأنه تلقى منذ 10 أيام تقريبا تقارير ميدانية عن تفجير "مدافن جمباليك وإلاله بل وكيتوت"، مضيفا أن الخبر لم يعلن إلى حين تم التأكد منه بشكل رسمي.
وتابع بقوله: "حصلنا منتصف ليل أمس من منظمة أسور syrian heritage initiative، والتي توثق آثار سوريا وتتخذ من بوسطن في الولايات المتحدة مقرا لها، على صور فضائية تعود إلى 2 سبتمبر/أيلول وتظهر هذه المدافن الثلاثة مدمرة".
وأردف أن المدافن ترمز إلى النهضة الاقتصادية في تدمر في القرون الأولى عندما كانت العائلات الغنية تبني مقابر على شكل أبراج كاملة، مشيرا إلى أن مساحة كل برج تصل تقريبا إلى حوالي 40 مترا مربعا.[داعش يدمر 3 مقابر برجية بتدمر] Reutersداعش يدمر 3 مقابر برجية بتدمروقال عبد الكريم إن هناك عشرات المقابر البرجية الأخرى في تدمر، لكنها غير كاملة وبعضها عبارة عن بقايا آثار، في حين الأبراج التي دمرها داعش تعد الأجمل والأكمل بين عشرات الآثار الأخرى.
وقال عبد الكريم إن "تدمر مشهورة بمدافنها البرجية التي يتجلى فيها فن العمارة عند التدمريين والمزينة بزخارف رائعة تبرز الفن اليوناني والفن الروماني".
يعود مدفن جمباليك إلى عام 83 ميلادي، ويتميز بأعمدته وبقايا المنحوتات الموجودة فيه.
ويعود مدفن الاله بل إلى العام 103 م، وهو الاكثر شهرة ومحفوظ بشكل ممتاز، يتألف من طابق أرضي و4 طبقات فوقه، وغني بالزخارف.
ويعد كيتوت من أقدم المقابر إذ يرجع إلى عام 44 م، معروف بلوحة تمثل وليمة جنائزية تظهر فيها شخصية كيتوت (أحد أثرياء تدمر القديمة) رفقة عائلته.
وسبق أن فجر تنظيم "داعش" في الـ 23 من أغسطس/آب معبد بعل شمين في مدينة تدمر الأثرية السورية، والتي يسيطر عليها التنظيم منذ الـ20 من شهر مايو/أيار الماضي.
عملية تفجير معبد بعل شمين جاءت بعد أيام قليلة من عملية ذبح عالم آثار في مدينة تدمر قام بها مسلحو التنظيم وعلقوا جثته على عامود في ميدان عام، ولم يكتف تنظيم "الدولة الإسلامية" بالاعتداء على البشر، نحرا وحرقا وصلبا وجلدا ورجما وذبحا، بل امتدت سلسلة عملياته التخريبية لتطال تحف التاريخ وصروحه في أي منطقة تطأها أقدام عناصره.
فـ"لؤلؤة الصحراء" تدمر المعروفة بأعمدتها الرومانية ومعابدها ومدافنها الملكية والتي تشهد على عظمة تاريخها، لم تشفع عراقة تاريخها لها بالنأي بعيدا عن معاول مسلحي داعش، والذين لم يألوا جهدا في تدمير تاريخ حضارة امتدت لآلاف السنين.