العراق: انطلاق اعمال مؤتمر العميد العلمي العالمي الثالث في كربلاء
تنا
انطلقت اعمال مؤتمر العميد العلمي العالمي الثالث في كربلاء، يوم الخميس، والذي اقامه مركز العميد الدُّولي للبحوث والدراسات التابع لقسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة .
شارک :
وانطلق المؤتمر تحت عنوان (النبي المختار وآله الأطهار منبع للعلوم الإنسانية ومدادها) وتحت شعار (نلتقي في رحاب العميد لنرتقي)، وبمشاركة اكثر من 40 باحث من داخل وخارج العراق من سبعة دول (مصر، الجزائر، إيران، لبنان، اليمن، سلطنة عمان، العراق) وبحضور رؤساء الجامعات العراقية وعدد كبير من الاكاديميين والباحثين وسيستمر لمدة يومين.
وقال الأمين العام للعتبة العباسية المقدسة أحمد الصافي في كلمته التي ألقاها في حفل الافتتاح ان " الأنظمة السياسية لها إطلالةٌ غير موفّقة على طاقاتنا وكفاءاتنا بحيث حاولت أن تجهض الكثير من الطاقات والبحوث لسبب أو لآخر وبالنتيجة لم تحفظ لنا تراثنا وعلماءنا وباحثينا بالشكل الجيّد وإنّ بلداننا الإسلامية والعربية معنية اليوم بقضية مهمّة ونحن نحتاج الى قراءة حرة وقراءة فكرية بعيدة كل البعد عن خلفيات قد لا تعطي للمنهج موضوعيته المرجوّة.
واضاف الصافي "مرّة أخرى نلتقي لنتعلّم فنرتقي هذا المؤتمر، حرصنا عليه كثيراً لأنّه يتعامل مع نخبة من العلماء والمفكّرين في العراق وخارجه، إنّ هذه النخبة والنخب الأخرى في اختصاصات أخرى في عالمنا الإسلامي والعربيّ، بما هي نخبة أدّت ما عليها لكن الإنتاج يحتاج الى أن نقوّم آخر إنسان عنده بضاعة".
وتابع الصافي "نحن في عالمنا العربي والإسلامي، لعلّ هذه المسألة تحتاج الى وقت، لذلك مراكز البحث لابُدّ أن تُدعم فهي التي تولّد الأفكار وتعطي الحلول، وبعض الحلول يتوقّف عليها مصير بلدان, نحن نحبّ أن نؤسّس لقضيّتين، بدءً نحن نثق بطاقاتنا ولا ينتابنا شعور بأنّنا أقلّ من الآخرين، هذا الشعور خاطئ".
من جهته قال مستشار الوزارة الأستاذ الدكتور محسن الفريجي كلمة وزارة التعليم العالي والبحث العلميّ العراقية، والتي قدّم فيها بالبدء شكره الجزيل للأمانة العامة للعتبة العبّاسية المقدّسة على حسن الإعداد والاستحضارات لهذا المؤتمر الذي يتصدّى لموضوع في غاية الأهميّة ألا وهو موضوع العلوم الإنسانية، لدورها الريادي في تشكيل المجتمعات الإنسانية وبنائها.
واضاف الفريجي "أملنا كبير في أن تسهم بحوث المؤتمر في تعزيز أواصر التواصل بين تراثنا الإسلاميّ العظيم وواقعنا الحالي بهدف النهوض والارتقاء به الى مستقبلٍ مشرق يكون له دورٌ فاعل في عالمنا المعاصر".
وتابع الفريجي “نحن نتطلّع الى أن تكون الرسالة الجامعة في الوقت الحاضر رسالة الإنسان التي كلّفه الله تعالى بها ليكون خليفته في الأرض يسعى وراء العلم والمعرفة، فضلاً عن كون الجامعة مؤسّسة علمية ثقافية تؤثّر في البيئة الاجتماعية وتتأثّر بها، لذا أصبح من الضروري الاهتمام بتعزيز دور العلوم الإنسانية في حلّ المشكلات الأساسية التي تواجه المجتمع في مختلف المجالات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والقانونية والتربوية والنفسية، فضلاً عن إسهامها في توحيد الخطاب الديني والتربوي والسياسي والإعلامي المنسجم مع قيم الإسلام الأصيل التي تدعو الى نبذ العنف والكراهية وغرس مفاهيم حقوق الإنسان والمحبة والتسامح وقبول الآخر والتعايش السلمي والتفاعل الإيجابي بين أبناء المجتمع الواحد”.
وقال الدكتور الكعبي عامر عضو اللجنةُ التحضيرية لمؤتمر العميد العلميّ العالميّ الثالث ” نحن في مركز العميد الدولي للبحوث والدراسات نسعى دائماً الى أن نتقدّم لنقدّم ما هو أنفع للبحث وأنجع للباحثين، فبدأنا فكرةً تخامر أذهان الأكاديميّين الطموحين، وترجمتها العتبةُ العباسيةُ المقدّسة الى واقعٍ أوّلي كان بمجلّة علمية محكّمة حملت اسم مركزنا اليوم تلك هي (مجلّة العميد)، فتولّدت منها مجلّات وتكوّنت منها أقسام وانبثقت منها ندوات وورش عمل ومؤتمر علميّ دوليّ نحضر اليوم نسخته الثالثة”.
واضاف الكعبي “وشارك في مؤتمرنا هذا باحثون من أقطار عربية وإسلامية مختلفة منها: (مصر، الجزائر، إيران، لبنان، اليمن، سلطنة عمان) كما شارك عددٌ كبير من الباحثين في الجامعات العراقية، وقد بلغ عدد الأبحاث التي قُدّمت للّجنة التحضيرية ما يقارب مائة بحث، قُبِل منها أربعون بحثاً واستُبعد ما تبقّى لعدم توافق موضوعاتها مع موضوع المؤتمر، وكان من ضمن معايير قبول الأبحاث اجتيازها لبرنامج فحص الاستلال العلمي (ترينت إن) المعمول به عالمياً لقياس جودة البحوث والدراسات وتحديد مستوى الجودة والفرادة فيها، ثمّ رُشّحت من الأبحاث المقبولة أبحاثٌ للإلقاء في جلسات المؤتمر”.
يذكر أن المؤتمر في دورتيه السابقتين قد حقق نجاحاً وتألقاً وسط المؤتمرات الأكاديميّة بشهادة كل من حضره وشاهده، حيث استطاع أن يرسم طريقاً حديثاً في طرح البحوث الأكاديمية من جهة وتبنّي هذه البحوث والعمل على استثمارها الاستثمار الأمثل من جهة أخرى، وكذلك مباشرة القائمين على المؤتمر بتنفيذ مقررات كلّ دورة وتنفيذها على أرض الواقع، وما مركزُ العميد الدولي إلا جزء من مقرّرات إحدى دورات المؤتمر.