باحثة اسلامية من لبنان : الزهراء (س) مدرسة للامة باكملها ورمز للحق والعدل والصمود
تنـا - خاص
اكدت الباحثة الاسلامية والناشطة المجتمعية والدولية في لبنان "الدكتورة رباب الجوهوري"، على ان السيدة الزهراء (س)، كانت ولا تزال مدرسة للامة باكملها، ورمزا للحق والعدل والصمود وتوجيه لهذه الامة، لان نستلهم منها الصبر والقوة والتمسك بالولاية والدفاع عن المظلومين والدفاع والوقوف في وجه الظلم والانحراف والطغيان.
شارک :
وفي مقال لها، خلال ندوة بعنوان "السيدة فاطمة الزهراء (س) انموذج على مدى التاريخ"، عقدت غبر الفضاء الافتراضي يوم الاربعاء 25 كانون الاول / ديسمبر 2024م، احتفاء بذكرى ولادتها الميمونة، اضافت الدكتورة الجوهري : ان فاطمة الزهراء سلام الله عليها، عاشت في زمن كان يراد فيه للانحراف عن مسار الحق وعن خط الولاية، حيث وقفت عليها السلام بكل شجاعة، وخطبت في الناس لتبين اهمية الولاية ومخاطر الابتعاد عنها...
وفيما يلي نص مقال الباحثة الاسلامية والناشطة اللبنانية الدكتورة رباب الجوهري خلال هذه الندوة :
اعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بفضل الله بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد الخلق اجمعين حبيب اله العالمين ابي القاسم محمد بن عبد الله، وعلى ال بيته الطيبين الطاهرين المعصومين، واللعن الدائم على اعدائهم الى يوم الدين.
أيها الاخوة وايتها الاخوات السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في هذه المناسبة العطرة، مناسبة ولادة سيدة نساء العالمين الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء عليها السلام، نقف وقفة تامل وتوجيه، تامل في عظمة تلك المراة التي لم تكن مجرد ابنة لرسول الله صلى الله عليه واله، او زوجة لوصية علي عليه السلام، او ام للائمة عليهم الصلاة والسلام، بل كانت مدرسة للامة باكملها، كانت رمزا وما زالت للحق والعدل والصمود وتوجيه لهذه الامة ان نستلهم منها الصبر والقوة والتمسك بالولاية والدفاع عن المظلومين والدفاع والوقوف في وجه الظلم والانحراف والطغيان.
فاطمة الزهراء سلام الله عليها، عاشت في زمن كان يراد فيه للانحراف عن مسار الحق ان يكون هو الثابت، الانحراف عن خط الولاية الذي هو امتداد للنبوة، حيث وقفت عليها السلام بكل شجاعة، وخطبت في الناس لتبين اهمية الولاية ومخاطر الابتعاد عنها، قالت كلمتها التاريخية فيما قالته – [واتباع امرنا نظاما للملة، وامامتنا امانا من الفرقة].
الزهراء (س)، قالت ذلك لتؤكد ان التمسك بالولاية ليس مجرد امر عاطفي بل هو التزام بالمشروع الالهي الذي يحفظ الامة ويقوم مسيرتها.
بهذه الكلمات الزهراء سلام الله عليها، ترسم طريق التمسك للولاية، اي الوحدة والوقوف صفا واحدا خلف الحق، والوقوف صفا واحدا للدفاع دون تردد ودون انقسام.
نحن اليوم احوج ما نكون الى التمسك بحق الزهراء عليها السلام، وبخط الزهراء وبخط الولاية الحق، لانه الطريق الوحيد لمواجهة كل مشاريع الهيمنة والظلم والاستكبار العالمي المتمثل بالشيطان الاكبر امريكا ومن يسير معها، التي تحاول اخضاع امتنا وتفتيتها.
المراة اليوم في مواقع الصمود والولاية، ايها الاحبة، هي المراة الزهرائية التي ستكون في كل زمان ومكان، وهي شريكة في هذا الجهاد، ونموذج حي للتمسك بالولاية والدفاع عنها، ولنا ما في نساء امتنا في لبنان وفلسطين واليمن والعراق وايران، نماذج مشرفة تجسد هذا الدور.
في اليمن، هناك المراة اليمنية تعيش ماساة العدوان والحصار، ومع ذلك تخرّج الاجيال وتخرج في كل محفل وفي كل اسبوع، تدعو للجهاد وللصمود، وهي تربي ابنائها على حب الله والولاية والكرامة وهي ام ذلك المقاتل الذي يدافع عن ارضه رغم الجوع والالام.
وفي العراق، المراة العراقية كانت ولا تزال حاضرة في كل الميادين؛ رايناها في مواجهة الاحتلال الامريكي وفي حرب الدفاع ضد داعش، رايناها كيف قدمت الابناء شهداء في سبيل الارض والدين، وتصدت بكل قوة للحفاظ على العراق وعلى كرامة العراق.
اما في لبنان الجريح، المراة البنانية هي اليوم نموذج كبير للصبر وللصمود، في حربنا اليوم كما في حرب 2006 راينا المراة اليوم تقدم الابناء، تقف امام البيوت المهدمة وتقف امام ابنائها الشهداء وتقول كل ذلك فداء لمشروع المقاومة؛ هي تربي الاجيال على نهج التضحية، وهي الام التي وقفت مع المقاومين ومع المجاهدين، هي الصابرة على التهجير وعلى الدمار، المراة اللبنانية كانت ولا زالت صوتا داعما وخلف المجاهدين.