تاريخ النشر2015 4 October ساعة 22:56
رقم : 207448
آية الله الاراكي :

على المسلمين أن يتحملوا مسؤولياتهم في تحقيق أمن بيت الله الحرام

تنا- خاص
الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية : إذا ما عجز المتصدون لإدارة شؤون الحج عن توفير الامن و الامان للحجاج ، فان من الضروري أن يشارك المسلمون كافة في توفير هذا الامن و تحققه .
على المسلمين أن يتحملوا مسؤولياتهم في تحقيق أمن بيت الله الحرام
اقيم عصر الاحد في المسجد الجامع بمدينة جرجان ، حفل تأبيني حاشد لشهداء حادث مشعر منى ، شارك فيه آية الله الشيخ محسن الاراكي الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية ،  و آية الله نور مفيدي مندوب الولي الفقيه بمحافظة كلستان ، و العديد من كبار الشخصيات الدينية و السياسية الرسمية و الشعبية ، و جمع غفير من ابناء المحافظة من السنة و الشيعة .

ألقى آية الله الاراكي كلمة في الحفل التأبيني استهلها بقول الله تعالى في سورة البقرة : " الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ . أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ "  ، معرباً عن تعازيه و مواساته  لسماحة القائد الامام الخامنئي  و علماء الاسلام و ذوي الشهداء وعامة المسلمين ، بضحايا فاجعة منى و استشهاد الاعداد الكبيرة من حجاج بيت الله الحرام .

و إذ شدد سماحته على ضرورة تشكيل لجنة لتقصي الحقائق و الكشف عن ملابسات كارثة منى ، أوضح آية الله الاراكي : لابد من الكشف عن حقيقة ما حدث و التعرف على اسرار و خفايا هذه الفاجعة الكبرى من خلال تشكيل لجنة تاخذ على عاتقها مهمة تقصي الحقائق و ازاحة الستار عن ملابسات هذه الكارثة العظمى .

و لفت آية الله الاراكي الى تأكيد القرآن الكريم الكبير على أمنية بيت الله  قائلاً : تحقيق الأمن و الأمان في بيت الله الحرام واجب على كل مسلم . و ان المسلمين جميعاً مكلفون بإرساء الامن و الامان في مكة المكرمة ، و لهذا يطالب علماء الاسلام بتشكيل لجنة من البلدان الاسلامية تتولى تحقيق ذلك .

و أضاف الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية : إذا ما عجز المتصدون لشؤون الحج عن توفير الامن و الامان للحجاج لأداء مناسكهم ، فان من الضروري أن يشارك المسلمون كافة في توفير هذا  الامن و تحققه .

و تابع آية الله الاراكي : أن احداثاً كالتي يشهدها الحج و يذهب ضحيتها آلاف الحجاج ، تشير بوضوح الى عدم أهلية و عجز المسؤولين السعوديين عن ادارة شؤون الحج و أحراز أمن و سلامة الحجاج. و عندما يفشل المتصدون في ادارة الحج بارض الوحي  و يبرهنوا على عجزهم ، فانه ينبغي إناطة هذه المهمة و المسؤولية الى الدول الاسلامية كي يتسنى للمسلمين كافة المشاركة للنهوض بهذه المسؤولية .  

و أوضح سماحته : أن شهداء هذه المصيبة العظمى هم مصداق للآية الشريفة : " وَ مَنْ يُهاجِرْ في‏ سَبيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُراغَماً کَثيراً وَ سَعَةً وَ مَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهاجِراً إِلَي اللَّهِ وَ رَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِکْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَي اللَّهِ هستند " . مضيفاً : أن هجرة الحجاج إنما هي من أجل الاسلام . ذلك ان الحج يعني العزم و القصد ، و ان الحجاج و من خلال عزمهم على الحج إنما عملوا على استحكام  وفائهم للاسلام ، و أن حقيقة الحج للاسلام  إنما هي من أجل احترام البيعة مع الله تعالى و العمل بها.

و لفت آية الله الاراكي الى ان عهد المسلمين مع الله و رسوله ميثاق عظيم ، موضحاً :  الاسلام  عهد و ميثاق  بين الله و بين الناس من جهة ، و بين الناس و بين رسول الله من جهة أخرى ، و قد ذكر القرآن الكريم الاسلام مراراً بالبيعة و العهد .
و أشار سماحته الى قوله تعالى : «آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَ مَلآئِكَتِهِ وَ كُتُبِهِ وَ رُسُلِهِ لاَنُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَ قَالُواْ سَمِعْنَا وَ أَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَ إِلَيْكَ الْمَصِيرُ» موضحاً : سمعنا يعني اصغينا الى كلام الله ، و تأملنا في آيات الله ، و اتبعنا قول رسول الله .

و اضاف آية الله الاراكي : الاستماع الى قول رسول الله يعتبر احد مقومات هوية الانسان المسلم ، ذلك ان هوية الانسان المسلم تتجلى في الاصغاء و القبول و التسليم ، و هذا عين الاطاعة .  

و مضى سماحته يقول : هناك نوعان من الاسلام ، الاسلام الاعرابي و الاسلام الابراهيمي . و الاسلام الابراهيمي هو ما يشير اليه الله تعالى في سورة الصافات : « فَلَمَّا أَسْلَما وَ تَلَّهُ لِلْجَبِينِ وَ نادَيْناهُ أَنْ يا إِبْراهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيا إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ». فعندما بلغ سيدنا ابراهيم و سيدنا اسماعيل مرتبة الاسلام الحقيقي ، جاءهما الأمر ببناء الكعبة ، و بدأت مسيرة المسلمين باسلام ابراهيم و اسماعيل ، و بناء بيت الله ، و تطهير هذا البيت .

و تابع آية الله الاراكي : الذهاب الى الحج يعني تجديد البيعة مع الله و رسوله ، و تجديد البيعة يعني اطاعة الله في كل ما يتصل بحياة الانسان .

و أوضح الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية : أن الذين استشهدوا في فاجعة منى ، هم ممن احكموا بيعتهم و ميثاقهم مع الله . و لهذا ، و وفاءً للعهد مع شهداء منى ، ينبغي أن نكون مصداقاً  لقوله تعالى " سَمِعْنَا وَ أَطَعْنَا " ، و أن لا ننسى هذا العهد و الميثاق .

و أضاف سماحته :  أن النعمة التي تجعل من المجتمع الاسلامي أخوة  هي نعمة الميثاق و البيعة التي تتجلى في قوله تعالى  «سَمِعْنَا وَ أَطَعْنَا» . فإذا ما عاهد المسلمون نبي الاسلام (ص)  بأنهم يطيعونه فيما أمرهم به ، ينبغي لهم أن يصونوا وحدتهم و لن يفرطوا بها مطلقاً .  

و خلص آية الله الاراكي للقول : الاتحاد و الوحدة سمة هوية المجتمع الاسلامي ، و  أن سماحة القائد المعظم و كبار المسؤولين في الجمهورية الاسلامية يؤكدون دائماً على وحدة الامة الاسلامية ، و ان الوحدة الاسلامية على درجة من الاهمية تعد من أبرز الفرائض و اهمها .
 
 
 
https://taghribnews.com/vdceef8wvjh87ei.dbbj.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز