هكذا تشارك الشعوب المختلفة في خدمة زوار الاربعين.. آذربيجان نموذجا

في هذه المسيرة العظيمة تقدم المئات من المواكب والهيئات وبعض العوائل خدماتهم المتنوعة من مأكل وملبس و محل اسكان ورعايات طبية مختلفة لملایین من الزوّار اللذين جاؤوا من مختلف انحاء العالم لزيارة الامام الحسين عليه السلام والمشاركة في مراسم الاربعينية الحسينية .

هذه الخدمات كانت سابقا وفي الاعوام الماضية منحصرة بالشعب العراقي ولكن اليوم ولما في هذه الظاهرة من روائع المشاعر الانسانية التي تتجلى فيها قمة المحبة والاخوة الانسانية بغض النظر عن اللون والقومية والدين والمذهب ، ولكن اليوم وقدوة بهذه الظاهرة الرائعة فقد قررت كثير من المواكب الاجنبية المشاركة في هذه المسيرة ان تقوم هي الاخرى بتقديم خدمات ولو بسيطة لزوار الاربعينية .

ومن هذه المواكب ، مواكب جمهورية اذربيجان حيث كان لها حضور نوعي ومشاركة فعالة في تقديم الخدمات للزوار حسبما جاء في تصريح مسؤول الموكب ازر حسنوف الذي قال ان المشاركة الاولى لموكبه كان في عام 2014 على شكل موكب صغير وخدمات قليلة ولكن اليوم وببركة الامام الحسين عليه السلام نشارك بموكب اكبر حجما وخدمات اكثر .

ولفت الى ان موكب جمهورية اذربيجان يقدم يوميا 1600 وجبة طعام متنوعة طيلة ايام الزيارة الى جانب ايواء الزائرين واستراحتهم مضيفاً :" جميع التحديات التي يواجهها المسلمون عموما والعراقيون منهم بوجه اخص والمتمثلة بالهجمات المتطرفة، لم تثنينا عن مواصلة طريق الإمام الحسين عليه السلام، والدليل على ذلك، ما نشهده من تزايد في اعداد الزائرين سنويا، وبإصرار وتحدي لجميع الصعاب، فبين شيخ هرم وطفل صغير وامرأة عجوز، يبقى السر الأعظم في هذه التوفيقات التي لا يتحصل عليها الا من امتلئ قلبه بروح الاسلام والسلام ".

كما اشاد حسنوف بالتعامل الحسن الذي لاقاه من اهالي كربلاء ومشاهد الكرم الذي يعجز الكلام عن وصفه " وهو ما يدعو اخوتنا اتباع الديانات الأخرى بأن يميزوا بين الإسلام المعتدل وما يحسب عليه من تطرف، كما ننتهز هذه الفرصة بدعوتهم لزيارة كربلاء المقدسة والاطلاع عن كثب لما يتمتع به هذا الدين وهذا المذهب من سماحة وإنسانية، فضلا عن معرفتهم لسر حب هؤلاء للإمام الحسين عليه السلام وفضل زيارته" .

وانتقد مسؤول موكب اهالي اذربيجان الاعلام المضلل الذي يسعى الى تشويه حقيقة الواقع في العراق خاصة في المجال الامني " إّذ أن الواقع سيثبت لهم ان هذا الحضور العالمي على اختلاف ملله ونحله ما توحدوا الا لغاية واحدة تمثلت في المسير الى كعبة العاشقين كربلاء المقدسة وما يتخلل ذلك من فرص ثمينة يمكن ان يتكامل من خلالها الفرد روحيا وفكريا ".

واشاد حسنوف بالخدمات التي تقدمها العتبات المقدسة في كربلاء للزوار الاجانب من تهيئة اجواء الزيارة وتأمينها الى تسهيلات رسمية ولوجستية الى جانب حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة .