حبيب فياض لـ "تنا" : إسقاط المقاتلة الروسية محاولة لافشال الحلول السياسية للازمة السورية
تنا-بيروت
أكد المحلل السياسي حبيب فياض في حديث خاص لوكالة "تنا" أن الهدف من ذلك هو خربطة المسار السياسي الذي بدأ في فيينا والذي من شأنه تكريس الرئيس الأسد على رأس النظام السوري وعدم الوصول بالأزمة السورية إلى الحلول السياسية المطلوبة"
شارک :
بعد مضي خمس سنوات على الحرب في سوريا قررت روسيا التدخل في تلك الأزمة لمواجهة تنظيم داعش الارهابي , فشن الطيران الروسي أولى طلعاته الجوية في 30 سبتمبر 2015 لاعبا دورا مؤثرا في الميدان . فخلال فترة قصيرة بدأت ترتسم ملامح صور جديدة أظهرت الجماعات الإرهابية المسلحة بمظهر الضعيف , ملحقة فيهم الهزائم بتدميرها مخازن الذخيرة والأسلحة وتجمعات العتاد ومراكز قياداتهم بالإضافة الى الخسائر البشرية في صفوفهم, فضلا عن النقطة الأهم وهي تدمير روسيا لمراكز النفط التي تقوم بشرائها عائلة اردوغان.
فمنذ أن بدأت روسيا بتعزيز النظام السوري الذي تعارضه تركيا بشدة أخذت العلاقات بين البلدين تتجه نحو التدهور والإنشقاق , فالتدخل الروسي آثار القلق التركي, ما دفع تركيا إلى توجيه ضربة إلى روسيا هي أشبه بإنذار بإسقاطها الطائرة الروسية.
وفي السياق استصرحت وكالة "تنا" في بيروت الدكتور حبيب فياض حول إسقاط المقاتلة الروسية , فلفت إلى أنه "ليس من مصلحة تركيا أن تبادر روسيا إلى محاربة الإرهاب في سوريا , الأمر الذي من شأنه إضعاف الجبهة الإرهابية في سوريا وضرب المصالح التركية في روسيا ,لذا قامت تركيا بإسقاط الطائرة لاستدراج مزدوج لكل من روسيا وحلف شمال الأطلسي للمواجهة في سوريا كبديل عن مواجهة روسيا للإرهاب".
وقال فياض "أنه عندما تسقط تركيا الطائرة الروسية كان من المفترض والمتوقع أن تقوم روسيا بالرد فيقوم حلف شمال الأطلسي بالتدخل الى جانب تركيا مقابل روسيا وفي هذه الحالة يصار إلى خلط الأوراق على الساحة السورية, لافتا إلى أنه بدلا من أن يكون الصراع في سوريا ضد الإرهاب يصبح الصراع في سوريا بين الأقطاب الدولية".
وأكد فياض أن الهدف من ذلك هو خربطة المسار السياسي الذي بدأ في فيينا والذي من شأنه تكريس الرئيس الأسد على رأس النظام السوري وعدم الوصول بالأزمة السورية إلى الحلول السياسية المطلوبة , لذا يمكن القول بأن الهدف من ذلك هو التأثير على التسوية السلمية التي من شأنها الحفاظ على الرئيس الأسد وتثبيته في النظام.
وحول ما إذا كان الإعتداء التركي سيعزز التحالف الرباعي بين روسيا وإيران والعراق وسوريا لمكافحة الإرهاب, قال فياض "أن تركيا تلعب دورا سلبيا في سوريا والعراق وهي في حالة تعارض سياسي واستراتيجي مع طهران, مضيفا بأنها تلعب دورا سلبيا أيضا على مستوى الساحة اللبنانية, خاصة لناحية دعم الجماعات الإرهابية التي تفجر وتقتل في لبنان ".
وتابع "ان إسقاط الطائرة الروسية من شأنه ان يدفع نحو مزيد من التعاون وتكثيف الجهود بين الحلف الرباعي إلى جانب المقاومة في لبنان" .
واذ اعتبر فياض أن هذه العملية لها دلالة جغرافية لأن تركيا أقامت حزام أمني على الحدود مع سوريا, أكد أنها أرادت من خلال إسقاط الطائرة إيصال رسالة إلى روسيا بعدم الإقتراب من الحدود , مشيرا إلى أن روسيا الآن هي التي تهيمن من الجو على الحدود التركية السورية وأقفلت الأجواء السورية أمام الطائرات التركية.
وردا على سؤال ما إذا كانت هناك علاقة بين هذه العملية والتقارب الروسي الإيراني, أكد فياض أن تركيا عندما اختارت إسقاط الطائرة عشية زيارة بوتين إلى إيران أرادت من ذلك إيصال رسالة تحضيرية للجانب الروسي ودعوته لعدم التقارب مع طهران.
وأضاف ان ردود الفعل الإيرانية المنددة بإسقاط الطائرة والمسار الميداني على الأرض وانتقال العلاقات بين روسيا وإيران من حالة التقارب إلى حالة التفاهم والتحالف كل ذلك ارتد سلبا على الموقف التركي بحيث باتت تركيا في عمق زجاجة في حين أن الحراك الإيراني-الروسي في سوريا إلى تقدم.