قرار الازمة السعودية الايرانية الى اجتماع الجامعة العربية
تنا
حالة تخبط باتت تعيشها السعودية بعد اقدامها على جريمة اعدام الشيخ نمر النمر. فبعد ايام من الحشد لحرف الرأي العام عن جريمتها، عبر محاولتها تأطير القضية باتجاه التعرض لسفاراتها في طهران، وقطع العلاقات الدبلوماسية معها، خرج وزير الخارجية السعودي عادل الجبير بعد اجتماع وزراء خارجية مجلس التعاون، معلنا ان سياسات طهران على مدى خمسة وثلاثين عاما لم تعد مقبولة.
شارک :
ولكن بمراجعة بسيطة للخمسة والثلاثين عاما التي تحدث عنها الجبير تظهر الحقائق التالية: فمنذ خمسة وثلاثين عاما شن نظام صدام حسين حربا على الثورة الاسلامية في ايران مع انطلاقتها، وباعتراف صدام، فان وزير الخارجية السعودي السابق سعود الفيصل طلب منه شن الحرب وقامت المملكة مع دول في مجلس التعاون بتمويلها.
السعودية ودول في المجلس المنخرطة في المشروع الامريكي، حاربت الثورة الاسلامية منذ انطلاقتها، ودعمت الحظر الدولي على الشعب الايراني المسلم المستمر منذ سنوات طويلة، وانخرطت بشكل كامل في الحرب الاقتصادية على الجمهورية الاسلامية بخفض اسعار النفط ورفض خفض الانتاج والهدف ايذاء الاقتصاد الايراني والروسي والفنزولي نكاية لا اكثر.
وقال مايكل ستيفنز الباحث في المعهد الملكي للخدمات الموحدة: "السعوديون رفضوا خفض انتاج النفط وهذه رسالة واضحة بانهم يريدون ايذاء ايران وروسيا".
اما في القضية المركزية فلسطين والاقصى، فالسياسات الايرانية التي لم يقبلها الجبير وقادته بدأت مباشرة بعد انتصار الثورة الاسلامية، اضافة الى دعم على مدى عقود لحركات المقاومة ضد الاحتلال الاسرائيلي في كافة المجالات ما انتج تحرير غزة وانتصارات في عدد من الحروب التي شنها الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني، بينما كانت السعودية تركب موجة المشروع الاميركي الاسرائيلي وكانت علاقاتها السرية هي وغيرها مع كيان الاحتلال تجري على قدم وساق.
ما ترفضه السعودية في ايران هو عدم شن الاخيرة حربا على اي بلد في المنطقة او العالم. بينما تقود الرياض عدوانا على اليمن منذ نحو عشرة اشهر قتلت خلالها الاف المدنيين الابرياء.
في المقابل، واجهت طهران الاساءات السعودية بمد اليد للتعاون، ومارست سياسة عقلاينة داعية الى الحوار والتفاوض خاصة بعد اعلان الرياض قطع العلاقات شدد المسؤولون الايرانيون وعلى رأسهم الرئيس روحاني على اعتبار ان الحوار هو افضل السبل للحل.
فرغم فقدان مئات الايرانيين حياتهم في مجزرة من الاخيرة لم تلجأ طهران الى قطع العلاقات مع الرياض.
وبين السياسات الايرانية التي اعلنت السعودية رفضها وسياسات الرياض المكشوفة تبعاتها على امتداد المنطقة يظهر الواقع بشكل جلي من سوريا الى العراق واليمن وليبيا، من الذي يملك الحق برفض سياسات الاخر.