تنشغل الكواليس الرسمية العراقية حاليا بالتحضير لزيارة الرئيس الايراني الدكتور حسن روحاني للعراق خلال الايام المقبلة. وتعد هذه الزيارة الاولى من نوعها للرئيس روحاني، منذ تسلمه منصب رئاسة الجمهورية الاسلامية الايرانية في شهر اب-اغسطس من العام 2013.
شارک :
وأكدت مصادر خاصة في مكتب رئيس مجلس الوزراء العراقي حيدر العبادي في تصريحات خاصة لموقع "العهد"، "ان الرئيس الايراني الشيخ حسن روحاني سيزور العراق في غضون الايام القلائل المقبلة على رأس وفد سياسي واقتصادي كبير جدا، يضم عددا من الوزراء والمستشارين ورجال الاعمال ورؤساء عدد من الشركات والمصارف الايرانية".
العلاقات العراقية الايرانية
وتشير المصادر الى "ان برنامج زيارة الرئيس روحاني التي تستمر ثلاثة ايام، سيتضمن لقاءات مع نظيره العراقي الرئيس فؤاد معصوم، ورئيس الوزراء حيدر العبادي، ورئيس مجلس النواب سليم الجبوري، ولقاءات اخرى مع شخصيات سياسية بارزة، وكذلك سيلتقي في مدينة النجف الاشرف وكربلاء المقدسة كبار مراجع الدين، وفي مقدمتهم المرجع الديني في العراق السيد علي السيستاني."
وبحسب المصادر ستتمحور مباحثات الرئيس الايراني مع المسؤولين العراقيين على محورين رئيسيين، الأول يتناول سبل تعزيز جبهة مواجهة الارهاب الداعشي في المنطقة عموما والعراق على وجه الخصوص، وطبيعة الدور الايراني في تعزيز وتقوية تلك الجبهة، والمحور الثاني، يتمثل في تنمية العلاقات الاقتصادية بين البلدين، وتفعيل الجانب الاستثماري للشركات والرساميل الايرانية في العراق، بما يعود بالنفع والفائدة على البلدين، حيث من المؤمل أن تشهد الزيارة ابرام عدة اتفاقيات ومذكرات تفاهم في مجالات النقل والطاقة والصحة والاسكان والسياحة وغيرها، فضلا عن متابعة تفعيل مذكرات التفاهم والاتفاقيات السابقة، ومعالجة التلكؤات الحاصلة في تنفيذها.
ويبلغ حجم المبادلات التجارية بين العراق وايران، بحسب تصريحات ادلى بها الملحق التجاري الايراني في بغداد محمد رضا زادة في وقت سابق، ثمانية عشر مليار دولار سنويا، ستة مليارات دولار منها تمثل اجمالي صادرات السلع غير النفطية.
كما يسعى البلدان الى زيادة حجم المبادلات التجارية بينهما الى اكثر من عشرين مليار دولار، خصوصا بعد رفع العقوبات الاقتصادية عن ايران، في اطار الاتفاق النووي المبرم بين طهران ومجموعة خمسة زائد واحد اواخر العام الماضي.
وتمثل زيارة روحاني المرتقبة للعراق ثالث زيارة يقوم بها رئيس ايراني لهذا البلد منذ انتصار الثورة الاسلامية الايرانية قبل سبعة وثلاثين عاما، شهدت ثمانية اعوام منها حربا طاحنة بين البلدين شنها رئيس النظام العراقي الاسبق صدام حسين بدفع وتشجيع من دوائر غربية وعربية عديدة، كانت تخطط لافشال الثورة الاسلامية بزعامة الامام الخميني وهي في مراحلها الاولى. ففي شهر اذار-مارس من عام 2008 قام الرئيس الايراني السابق محمود احمدي نجاد بأول زيارة للعراق، وفي شهر تموز-يوليو من عام 2013 زار للعراق للمرة الثانية، قبل انتهاء ولايته الرئاسية الثانية بشهر واحد فقط.
وخلال الاعوام الثلاثة عشر التي تلت اعقبت سقوط نظام صدام، زار عشرات المسؤولين الايرانيين العراق، واخرهم وزير الخارجية السابق والرئيس الحالي للمجلس الاستراتيجي للعلاقات السياسية في مكتب قائد الثورة الاسلامية، كمال خرازي، الذي التقى الاسبوع الماضي خلال زيارته التي امتدت اربعة ايام، رئيس الجمهورية فؤاد معصوم، ورئيس الوزراء حيدر العبادي، ورئيس مجلس النواب سليم الجبوري، ووزير الخارجية ابراهيم الجعفري، وشخصيات سياسية ودينية اخرى، وكذلك زار ايران عدد كبير من كبار المسؤولين والشخصيات السياسية العراقية.
وقد حرصت طهران على عدم غلق سفارتها في بغداد بعد سقوط نظام صدام في عام 2003، وبادرت فيما بعد الى فتح خمس قنصليات لها في كل من البصرة والنجف وكربلاء واربيل والسليمانية، في مقابل ذلك فأن للعراق الى جانب سفارته في العاصمة الايرانية طهران، ثلاث قنصليات في كل من مشهد وكرمانشاه وخوزستان.