تل أبيب: العلاقات مع الرياض في تحسن والمُنتجات الإسرائيليّة تصل إلى المملكة
تنا
العداء للجمهورية الاسلامية الايرانية يوحد المواقف الاسرائيلية والسعودية وينقل العلاقات بين النظامين من السر الى العلن ليس فقط على المستوى الامني والسياسي بل حتى المستوى الاقتصادي .
شارک :
زهير أندراوس
لوحظ في الفترة الأخيرة أنّ الرقابة العسكريّة الإسرائيليّة باتت تسمح لوسائل الإعلام العبريّة بالنشر عن العلاقات الـ"سريّة" بين تل أبيب والرياض، ويبدو أنّ الأمر ينبع من تعليماتٍ صادرةٍ عن المُستويين الأمنيّ والسياسيّ في تل أبيب، بهدف إضفاء صبغةٍ على نجاح حكومة بنيامين نتنياهو، وهي الحكومة الأكثر تطرفًا من تأسيس الدولة العبريّة، بأنّها تقوم بتعزيز علاقاتها مع السعوديّة والدول العربيّة السُنيّة، المُصنفّة وفي المُعجم الصهيونيّ، بأنّها دولاً معتدلةٍ، خصوصًا وأنّ العداء للجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة يُوحّد الطرفين.
وفي هذا السياق، نشرت صحيفة "معاريف" الإسرائيليّة مقالاً ليوسي ميلمان تحدّث فيه عمّا وصفها بالعلاقات السرية بين إسرائيل والسعودية، وغنيٌ عن القول إنّ المُحلل ميلمان، هو من أكثر الصحافيين الإسرائيليين قربًا للموساد الإسرائيليّ ولباقي الأجهزة الأمنيّة العاملة في الدولة العبريّة. وأشار إلى أنّ الاتفاق المصريّ والسعوديّ بشأن نقل السيادة على جزيرتي تيران وصنافير في البحر الأحمر وموافقة إسرائيل على الاتفاق من المرجح أنّه نتيجة للاتصالات السرية المتواصلة والمصالح المشتركة.
وزعم الكاتب الإسرائيليّ أنّ موافقة تل أبيب على التحرك المصري بإعادة الجزيرتين للسعودية مجرد غيض من فيض عندما يتعلّق الأمر بالعمليات السرية التي تحدث خلف الكواليس.
وتحدث عن أنّ الولايات المتحدة وافقت على نقل الجزيرتين فالثلاث دول المعنية بالأمر حلفاء لواشنطن، كما أنّ إسرائيل ومصر تمتعتا بعلاقات وثيقة منذ وصول عبد الفتاح السيسي للسلطة، كما أنّ العلاقات الأمنية بينهما تشهد تحسنًا مستمرًا، الأمر الذي دفع العديد من المُحللين إلى القول إنّ العلاقات بين القاهرة وتل أبيب تمُرّ في شهر عسلٍ، وأنّ هذه العلاقات لم تكُن حسنة، كما هي اليوم، منذ توقيع اتفاق (كامب ديفيد) بين الدولتين. وذكر ميلمان أيضًا أنّ الجانبين لديهما مصالح مشتركة تتمثل في محاربة الإرهاب بسيناء والتصدي لحماس خاصة جناحها العسكري كتائب عز الدين القسام.
واعتبر أنّ الوضع مع السعودية أكثر تعقيدًا، فالبلدين لا تربطهما علاقات رسمية ولن يحدث ذلك طالما أن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني لم يحل. وكشف النقاب عن أنّ وزير الخارجية السعودي عادل الجبير يعرف جيدًا يهود أمريكا عندما كان سفيرًا للمملكة في واشنطن والتقى بهم. وتحدث المُحلل الإسرائيليّ عن تقارير غربية تفيد بأنّ البلدين لديهما علاقات اقتصادية عبر طرف ثالث حيث تصل المنتجات الزراعية والتكنولوجيّة الإسرائيلية إلى المملكة عبر السلطة الفلسطينية أوْ الأردن أوْ قبرص، وهناك تقارير تتحدث عن اتصالات وحتى اجتماعات بين مسؤولين رفيعي المستوى من السعودية وإسرائيل.
واعتبر ميلمان، نقلاً عن مصادره الأمنيّة الإسرائيليّة الرفيعة، أنّ على قمة المصالح المشتركة بين الرياض وتل أبيب هو الاعتقاد بأن التهديد الأكبر لهما يتمثل في إيران، وهناك تقارير تفيد بأنّ المملكة سمحت للطائرات الإسرائيلية باستخدام مجالها الجوي إذا قررت ضرب المنشآت النووية الإيرانية.
ووفقًا لتقارير أجنبية، أضاف المُحلل ميلمان، فإنّ رؤساء الموساد الإسرائيلي ومن بينهم مائير داغان وخليفته تامير باردو التقوا بمسؤولين في الاستخبارات السعودية في الماضي، كما التقى رئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت بالأمير بندر بن سلطان واجتمع معه.
وتوقّع المُحلل، نقلاً عن المصادر عينها، ألّا تظهر تلك العلاقات السرية بين إسرائيل والمملكة على السطح على الأقل حتى تكون هناك دولة فلسطينيّة وتتمكن المملكة من رفع علمها على المسجد الأقصى، على حدّ تعبيره. وقال ميلمان أيضًا إنّه خلال ولاية تامير باردو كرئيس للموساد تعزز التعاون الوثيق مع أجهزة استخبارات صديقة للموساد، في دولٍ قريبةٍ وبعيدةٍ، على خلفية وجود مصالح مشتركة للجم إيران، ببرنامجها النووي وسعيها للهيمنة في المنطقة.
كذلك سعى الموساد من خلال هذا التعاون إلى إضعاف تنظيم الدولة الإسلاميّة عند حدود إسرائيل في سوريّة ومصر وضرب تواجد تنظيم القاعدة، المتمثل بجبهة النصرة في الجزء المُحرر من هضبة الجولان العربيّة السوريّة، المتاخمة لخط وقف إطلاق النار. مُضافًا إلى ذلك، نشرت وسائل الإعلام الإسرائيليّة خبرًا مفاده أنّ باردو سافر إلى إحدى الدول العربيّة المُهّمة، والتي لا تُقيم علاقات دبلوماسيّة مع إسرائيل، واجتمع هناك إلى نظيره العربيّ، ذلك أنّ الموساد يرى بعينٍ واحدةٍ ما تراه الدول العربيّة المُعتدلة، وفق المعجم الصهيونيّ، بأنّ إيران هي العدو المُشترك.
وفي هذا السياق، يذهب الكشف عن العلاقات الإسرائيلية بدولٍ عربيةٍ، إلى مقاربة تقول إنّه يُمكن اعتبار إسرائيل دولة طبيعية في المنطقة لها الحق في الوجود والأمن، وبذلك يمكن الاشتراك معها في مواجهة ما أسمته المصادر السياسيّة والأمنيّة في تل أبيب بالنفوذ الإيرانيّ.