للمرة الاولى منذ ان باتت اسرائيل دولة امر واقع باعتراف دولي شبه جامع، يظهر الخوف على مسؤوليها من اي حرب مقبلة. فبعد ان كانت تهوّل بالحروب وتعتبرها عنصر القوة الوحيد لها في المنطقة،
شارک :
وكالة انباء التقريب (تنا ) للمرة الاولى منذ ان باتت اسرائيل دولة امر واقع باعتراف دولي شبه جامع، يظهر الخوف على مسؤوليها من اي حرب مقبلة. فبعد ان كانت تهوّل بالحروب وتعتبرها عنصر القوة الوحيد لها في المنطقة،
تحول الامر الى مصدر قلق حقيقي عبّر عنه نائب وزير الدفاع الاسرائيلي ماتان فيلناي الذي قال اثناء تفقد منشآت الطوارئ في هرتزليا شمال تل ابيب في أي صراع مستقبلا ستسقط صواريخ في وسط البلاد وكلما سارعنا بالاعداد مسبقا زاد عدد من سننقذ ارواحهم. اللافت في هذا التصريح انه صادر عن شخص يتولى مسؤوليات رسمية، كما انه في منصب يخوله معرفة حقيقة التحضيرات الاسرائيلية لاي حرب مقبلة، اضافة الى الامر الاهم وهو ان التصريحات تأتي في وقت تستمر الاعمال على قدم وساق لنشر منظومة "القبة الفولاذية" الذي مولتها الولايات المتحدة الاميركية مباشرة وتشارك بها عبر فريق عسكري يتولى تدريب الاسرائيليين والتواجد في نقاط انتشارها، في خطوة اعتبرها البعض "صمام امان" للاسرائيليين ضد اي صواريخ قد تطلق عليهم من اي مكان في الجنوب او الشمال. وتفيد المعلومات ان تصريح فيلناي يأتي في خضم الانقسام الاسرائيلي حول قدرة هذه المنظومة على وقف الصواريخ وتوفير الامان للسكان، الا ان التأكيد بأن تل ابيب التي ينظر اليها الاسرائيليون على انها "مركز الثقل" عندهم لن تكون بمنأى عن الصواريخ، هو بمثابة تحضير للسكان بأنهم سيكونون عرضة كغيرهم في باقي الدول لخطر الموت، وهو امر لا يتحمله هؤلاء الذين يطالبون قيادتهم ومسؤوليهم بتوفير الامان لهم مهما كانت الظروف. وما زاد من مخاوف الاسرائيليين هو ان تل ابيب تضم اهم المراكز الرسمية والتجارية اضافة الى مفاعل نووية ومستودعات للنفط ومراكز للطاقة، اي انها "عصب اسرائيل" وليس من عادة السكان هناك القلق من امكان تعرضهم لمخاطر من خارج الحدود، ما خلا عمليات يقوم بها فلسطينيون داخل تل ابيب نفسها وقد خفت نسبتها بشكل كبير بعد "الاتفاق" مع منظمة "فتح" والتنسيق القائم بين الشرطة الاسرائيلية والشرطة الفلسطينية في الضفة الغربية.