أفادت وكالة "سانا" بانتهاء المرحلة الثانية من تنفيذ الاتفاق الذي تم التوصل إليه لإخلاء مدينة داريا بغوطة دمشق الغربية من السلاح والارهابيين تمهيدا لإعادة جميع مؤسسات الدولة إليها.
شارک :
سبعة كيلو مترات فقط، هو ما تبلغه المسافة من عمق بلدة داريا إلى وسط العاصمة دمشق، أي ما يعادل 15 دقيقة بالحافلات التي أقلّت المدنيين من الخاصرة الغربية للمدينة.
أما المسلحون، فإخراجهم بهذه الطريقة أشبه بعملية تفتيت الحصى المستعصية في الكلى، وتمت بأيدي جراح ماهر، رغم كبر حجمها، الصمود الأسطوري والمتابعة الحثيثة، كان أساساً لهذا النجاح، فالكادر المشرف على هذا العمل قوامه من الجيش السوري والمقاومة في محيط العاصمة، وعلى مدى سنوات طوال.
وذكرت "سانا" مساء السبت، 27 أغسطس/آب، أن داريا أصبحت، بعد إتمام المرحلة الثانية من تطبيق الاتفاق، خالية تماما من الارهابيين، وذلك بعد أن تم نقل آخر دفعة ممن تبقى منهم وعائلاتهم إلى ريف إدلب، وكذلك إجلاء جميع المدنيين إلى مركز الإقامة المؤقتة في الحرجلة.
وأكد رئيس بلدية داريا، مروان عبيد، في حديث لوكالة "سبوتنيك" مساء السبت، أن المدينة باتت خالية تماما من المسلحين ومن السكان.
من جانبها، نقلت وكالة "نوفوستي" عن مصدر عسكري سوريا أن عناصر الهندسة بدأوا عملية تفكيك الألغام في شوارع داريا ومبانيها.
وفي وقت سابق من السبت، أفادت "سبوتنيك" بأن وزير الدفاع السوري، العماد جاسم الفريج، زار المدينة ظهر يوم السبت ليصبح أول مسؤول سوري يأتي إلى داريا بعد تطبيق الاتفاق.
وكانت المرحلة الثانية من تنفيذ الاتفاق، الذي تم التوصل إليه لإخلاء مدينة داريا في غوطة دمشق الغربية من السلاح والمسلحين، قد بدأت صباح السبت.
ودخلت عشرات الحافلات مدينة داريا لإخراج الأهالي والمسلحين، حيث يتم نقل الأهالي إلى مراكز إقامة مؤقتة جهزتها اللجنة الفرعية للإغاثة لاستقبال المدنيين بينما يتم نقل المسلحين وعدد من أفراد عائلاتهم إلى ريف إدلب.
وقال مدير أوقاف داريا وعضو لجنة المصالحة في المدينة، رضوان زيادة، في حديث لوكالة "سبوتنيك"، إن حوالي 1600 مسلح من الارهابيين خرجوا مع عائلاتهم من داريا متوجهين إلى مدينة إدلب في إطار تنفيذ الاتفاق بين المسلحين والحكومة السورية.
كما أضاف زيادة أن 550 مدنيا، بينهم نساء وأطفال، أيضا غادروا داريا إلى مراكز الإيواء في حرجلة بريف دمشق الجنوبي.
وأفادت وكالة الأنباء السورية بأن المسلحين قاموا بإحراق العديد من مقراتهم داخل المدينة بما فيها من حواسيب وأجهزة اتصال وكل ما يمكن أن يدل على جهات ارتباطهم الخارجية.
وكان قائد ميداني قد أفاد، الجمعة، في تصريح للصحفيين أن هناك عددا من المسلحين طلبوا تسوية أوضاعهم وأن الحكومة السورية وافقت على تسوية أوضاع كل من يطلب ذلك وفق القوانين والأنظمة النافذة.
وكانت المفاوضات بين السلطات السورية والمسلحين في داريا قد انتهت بتسوية تقتضي بتسليم أسلحتهم الثقيلة والمتوسطة للجيش السوري.
ويقتضي الاتفاق بخروج 4000 شخص ونقلهم إلى مراكز إيواء، كما ينص على ترحيل 700 مسلح إلى محافظة إدلب شمال غرب البلاد.
ويتضمن الاتفاق أيضا قيام الحكومة السورية برعاية المدنيين العالقين في داريا، مع السماح للمسلحين المرحلين باصطحاب عائلاتهم معهم.