كشفت تقارير صحفية عن اندلاع اشتباكات مسلحة مساء الثلاثاء الموافق ٢٤ أغسطس / آب بين مسلحين من حزب الله وما يعرف بتنظيم الأحباش في بيروت ، مما أدى إلى مقتل مسئول حزب الله في منطقة برج أبي حيدر
شارک :
وكالة انباء التقريب (تنا) : لم تكد تمر دقائق على انطلاق مدفع الإفطار ، إلا وكشفت تقارير صحفية عن اندلاع اشتباكات مسلحة مساء الثلاثاء الموافق ٢٤ أغسطس / آب بين مسلحين من حزب الله وما يعرف بتنظيم الأحباش في بيروت ، مما أدى إلى مقتل مسئول حزب الله في منطقة برج أبي حيدر محمد فواز وإصابة ٤ آخرين من عناصر الحزب . ورغم أنه لم تعرف بعد أسباب اندلاع الاشتباكات ، إلا أن مصادر أمنية مطلعة رجحت أنها بدأت بتلاسن كلامي بين عناصر من الجانبين وسرعان ما اتسع نطاقها عقب آذان المغرب مباشرة . وأضافت المصادر السابقة أن الاشتباكات بدأت في منطقة برج أبي حيدر التي تضم المركز الرئيسي لتنظيم الأحباش بالعاصمة اللبنانية وأن وحدات من الجيش توجهت على الفور إلى المنطقة وقامت بتطويقها ، فيما تحركت قيادات سياسية وبرلمانية للوساطة بين الجانبين. وتنظيم الأحباش أو جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية هي جماعة دعوية وسياسية في آن واحد وكانت تتلقى في السابق دعما من المخابرات السورية وكان اعتقل اثنان من أعضائها على خلفية اغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري إلا أنه سرعان ما أطلق سراحهما . ومؤسس التنظيم هو عبد الله الهرري الحبشي الذي ولد في مدينة هرر بإثيوبيا وانتقل إلى لبنان وتوفي في ٢ سبتمبر ٢٠٠٨. ويتردد أنه بعد أن تلقى الهرري علومه كانت له اجتهادات شاذة جعلته على خلاف كبير مع علماء الدين في بلاد الحبشة ما ألب عليه مجموع العلماء المسلمين كما أمر الامبراطور الراحل هيلاسلاسي باعتقاله لكنه فر إلى السعودية وأمضى فيها فترة طويلة حتى اكتشف أمره ولقب في المملكة بـ "شيخ الفتنة" فغادرها إلى عدد من الدول العربية ومنها إلى لبنان حيث استقر بداية في جامع الطريق الجديدة في أبو حيدر عام ١٩٥٠ . ومن أكثر آراء الحبشي إثارة للانتقاد تكفيره للكثير من علماء أهل السنة والجماعة حيث حكم على شيخ الإسلام ابن تيمية بأنه "كافر" وهو الوصف الذي أطلقه على الشيخ محمد بن عبد الوهاب أيضا ، كما أن من آراء الحبشي المثيرة لغضب المسلمين زعمه أن جبريل هو الذي أنشأ ألفاظ "القرآن الكريم" وليس "الله سبحانه وتعالى " فالقرآن عنده ليس بكلام الله تعالى وإنما هو عبارة عن كلام جبريل كما في كتابه "إظهار العقيدة السنية" ، هذا بالإضافة إلى أنه أحل للمرأة أن تخرج متعطرة متبرجة وزعم أن فخذ المرأة ليس عورة وحرم أكل الخيار كما حرم الزكاة على القطع النقدية من الورق وادعى أيضا أن لمس بول الطفل حرام . بل وأشار البعض إلى أن سياسة هذا التنظيم كانت هي الاستيلاء على مساجد أهل السنة في لبنان من أجل تدمير معتقدات السنة ونشر معتقداته "الفاسدة" ، ومن أبرز المساجد التي يسيطر عليها التنظيم : مسجد برج أبي حيدر ومسجد زقاق البلاط ومسجد البسطا التحتا في بيروت . وبالنظر إلى أن التنظيم كان من حلفاء المعارضة اللبنانية وحزب الله فقد عزا البعض بوادر التوتر بين الجانبين إلى فتوى أصدرها أحد قيادات التنظيم وجاء فيها "أن من يستشهد على يد اليهود يموت موت العصاة ورمى نفسه بالتهلكة ".