استاذ بجامعة تكريت يؤكد ضرورة تنقيح الخطاب الديني لمواجهة الفكر التكفيري
تنا - خاص
اكد الاستاذ في جامعة تكريت الدكتور الشيخ محمد هادي ان المطلوب من علماء الدين هو تنقيح الخطاب الديني واستئصال الشوائب التي طرأت عليه من نشوء جماعات تكفيرية تقصي من خالفها وتقتل من واجهها.
شارک :
واضاف الشيخ محمد هادي في حوار مع وكالة انباء التقريب "ان علينا تجديد الخطاب الديني وربط الماضي بالحاضر واستلهام العبر من حياة آل البيت الكريم عليهم السلام في كيفية مواجهة الفتن من اجل الحفاظ على هذا الدين الحنيف".
وفي اشارته الى تنقيح "النصوص الدينية" الذي يطرحه البعض اجاب الاستاذ محمد هادي ان هذا التنقيح يحتاج الى نظر وذلك ان المتشددين وحدهم فهموا النصوص بطريقة متجزئة وخاطئة، مؤكدا ان النصوص الثابتة الواردة عن الله تعالى و سيدنا محمد صلى الله عليه وآله والواردة عن سيدنا علي عليه السلام نصوص قطعية لا يمكن التلاعب بها او تنقيح مفرداتها، وإنما المطلوب الآن أن نقدم حقيقة النصوص التي شوهها الكثيرون خدمة لأهوائهم.
كما تطرق استاذ جامعة تكريت من اهل السنة ، الى صمت رجال الدين في السعودية تجاه العمليات الارهابية في العراق في الوقت الذي استنكروا العمليات الارهابية في مدينة نيس الفرنسية بعد ثلاث ساعات فقط بعد العملية، وقال "أنهم ينتمون الى نفس الفكر الإقصائي الذي لا يؤمن بالحوار، ولا بالتجديد، ولم يمتلك يوماً مفتاحا للوسطية والاعتدال، اما عندما يمس احدهم مصالحهم الشخصية، فإنهم يقيمون الدنيا ولا يقعدونها من اجل اسيادهم ومن اجل الدنيا التي تكالبوا عليها".
وفي سياق ليس ببعيد انتقد الاستاذ الجامعي العراقي ، غياب الخطاب الاسلامي عن مؤسسة الازهر ازاء ما يحدث في سوريا والعراق من عمليات ارهابية والدعم المتواصل للجماعات الارهابية منوها الى ان خطابات الازهر مصرية وليست اسلامية...
وفي رده على سؤال حول الهدف من المشروع الامريكي لتقسيم العراق الى ثلاثة اجزاء او اقاليم سنية وكردية وشيعية والذي طرحه جو بايدن مساعد الرئيس الامريكي عام 2004 بحجة حل النزاعات في العراق، قال الاستاذ محمد هادي "ان من يدعو الى هذا الامر هم أناس قليلون جداً من اصحاب المصالح الخاصة اما باقي فئات الشعب فهم رافضون للتقسيم ومن ابرزهم ابناء السنة، لأن هكذا مشروع لم يكن هدفه الخير للشعب العراقي".
واضاف ان الشعب العراقي بحد ذاته منسجم ومتعايش ولم يكن المذهب يوما سبباً في تفرقة العراقيين او تقسيمهم الى دويلات متناحرة سياسيا واقليمياً وان هذا المشروع ليس سوى مخطط قذر هدفه تقسيم ثروات العراق بين امريكا وحلفائها .
وفي تقييمه لاداء الحشد الشعبي في مواجهته للجماعات الارهابية في العراق قال الشيخ محمد هادي "الحمد لله الذي منَّ على العراقيين أن وحدهم وجمع كلمتهم في ساعة اراد الاعداء فيها الفرقة للمسلمين وغيرهم. فإن دور الحشد الشعبي لا يقتصر على الدفاع ماديا وعسكريا ضد الارهاب، وإنما جاء ليدافع عن الافكار وينقيها من سموم الارهاب الفكري".
واكد على ان الشعب العراقي تكاتف مع الحشد الشعبي في جميع مراحله من اجل النصر على الارهاب. "ومن غير الانصاف ان ننكر دوره الفعال في بقاء العراق على ما هو عليه وإلا لكان الامر اخطر مما يتصوره عاقل".