روحاني : كنا اول دولة حذرنا العالم من خطر الارهاب التكفيري
تنا
اكد الرئيس الايراني حسن روحاني ان الجمهورية الاسلامية الايراني كانت قد حذرت العالم من خطر انتشار الجماعات التكفيرية الارهابية فيما كانت بعض الدول الاقليمية والغربية تسلح وتدرب هذه العصابات .
شارک :
جاء ذلك في كلمة القاها الرئيس روحاني امس السبت في مراسم افتتاح الدورة السابعة عشرة لحركة عدم الانحياز في جزيرة مارغريتا الفنزيولية ، رحب فيها برئيس جمهورية فنزويلا نيكولاس مادورو ، وزعماء وممثلي الدول المشاركة في القمة.
واعرب الرئيس روحاني عن سعادته لعقد هذه القمة لتبادل الآراء حول الهواجس والمصالح المشتركة للدول في حركة عدم الانحياز ومناقشة آخر التطورات على الاصعدة الثنائية والاقليمية والدولية.
وقال الرئيس روحاني : ان القوى الكبرى لها الدور الأكبر في استمرار النزاعات والحروب التي أدت الى مقتل الملايين من الأبرياء في مختلف ارجاء العالم.
وعن دور ايران واهتماماتها في عدم الانحياز اشار الى ان ايران وظفت جل طاقاتها وامكانياتها لتحقيق اهداف هذه الحركة ، مؤكدا ان قوة هذه المنظمة مرهونة بتضامن وتعاون اعضائها لتعزيز دورها وفاعليتها مشيرا الى مساعيه لتعزيز المحادثات بين ترويكا الحركة وترويكا اوروبا ، مشيدا بتعاون اعضاء الحركة مع ايران خلال فترة رئاستها الدورية .
واضاف الرئيس الايراني قائلاً :"تنعقد القمة الحالیة فی وقت یتعرض السلام بکل جوانبه للخطر والتهدید فی ارجاء المعمورة حیث ان السیادة الوطنیة فی الدول النامیة تنتهك باشکال مختلفة واطوار متنوعة مما جعل الدول الاعضاء فیها تحتاج الی تضامن وتعاون وتنسیق اکثر من ای وقت مضی. والواقع اننا باعتبارنا مجموعة تتألف من ثلثی اعضاء الامم المتحدة نملك جزءا کبیرا من الحلول الناجعة للتحدیات الحالیة بشکل لایمکن انکارها وتجاهلها".
ولفت روحاني الى الظروف التي تحكم العالم من التنافس في مجال التسليح واشعال الحروب وتصعيد الصراعات والتدخل في الشؤون الداخلية للدول النامية من قبل القوى الكبرى ، مؤكدا ان التمسك بمبادئ واهداف عدم الانحياز يضمن الاستقلال والسيادة ووحدة الاراضي للدول ويحقق الامن والاستقرار .
واكد روحاني ان شعر لا غربية ولا شرقية التي رفعتها الجمهورية الاسلامية مع اندلاع ثورتها الاسلامية وبعد انتصارها يتلائم ويتوافق مع اهداف حركة عدم الانحياز ، لافتا الى ان ايران تحركت ولا زالت تتحرك وتتعامل مع دول المنطقة والعالم على اساس هذا المبدء .
وشدد روحاني ان دفاع الجمهورية الاسلامية عن الحركات الحقة والعادلة لا يتعارض مع القيم الانسانية والمشروعة ولا يعتبر تدخل في شؤون الاخرين ،كما يصوره الاعلام المعادي والمحرض على الصراعات والحروب ، بل تأكيدا على خيار الحوار ورفض هيمنة الاجنبي الذي يؤدي الى تصعيد الاضطراب وعدم الاستقرار .
واشار روحاني الى الصراعات التي التي تعاني منها شعوب المنطقة كالعراق وسوريا واليمن وليبيا وعدم تحمل المجتمع الدولي مسؤوليته امام معاناة هذه الشعوب التي تحملت المآسي من جراء العصابات التكفيرية الارهابية التي حذرت الجمهورية الاسلامية ، وكانت الدولة الاولى في العالم ، من تنامي هذه الجماعات في المنطقة والعالم وخطرها على السلم العالمي في حين كانت بعض دول المنطقة والغرب يسلح ويدرب هذه العصابات .
وفي هذا السياق اشار روحاني الى ان ايران وبطلب رسمي من العراق وسوريا ساعدت هاتين الدولتين في محاربة ابشع الجماعات الارهابية في التاريخ في حين لن يتمكن المجتمع الدولي والتحالف الهش الذي اسسه من محاربة ومكافحة هذه الظاهرة الخطرة .
وفي اشارته الى معاناة الشعب الفلسطيني وشعوب الدول النامية وازديايد الفقر والعنف في العالم الى انه مؤشر على انه لا يمكن الاعتماد على القوى العظمى لتحقيق الامن والتنمية والتقدم لهذه الشعوب مستنكرا في نفس الوقت دعم بعض دول اعضاء عدم الانحياز للجماعات الارهابية والاخلال في استقرار وامن المنطقة .
وفي هذا الخصوص اضاف الرئيس الايراني قائلاً " اننی وبالنیابة عن الشعب الایرانی العظیم قدمت اقتراح "العالم ضد العنف والتطرف'"لما یشعر به هذا الشعب من مخاطر التنظیمات الارهابیة والمتطرفة وذلك خلال اجتماع الجمعیة العامة الثامن والستین حیث اسفر هذا الاقتراح عن اقرار قرارین فی الجمعیة فی الاعوام 2013 و 2015 لاننا نعتقد بان التصدی للارهاب والتطرف بحاجة الی التعاون البناء والصادق من کافة اعضاء المجتمع الدولی" .
واكد روحاني ان الازمات الجارية في المنطقة والعالم يجب ان لا تبعدنا عن القضية الاساسية الا وهي مظلومية الشعب الفلسطيني وقضيته الحقة الذي احتلت ارضه وحرم من حق العودة الى وطنه الام ، مشيرا الى ان الكيان الصهيوني يسعى الى خلق الازمات في المنطقة من خلال الجماعات الارهابية كداعش للتغطية على ممارساتها اللانسانية بحق الشعب الفلسطيني .
وقال الرئيس الايراني ان القضية الفلسطينية كانت دائما ضمن اولويات السياسة الخارجية الايرانية ولا تتخلى عن يوما عن دعم هذا الشعب المظلوم وان هذا الدعم لا تحدده حواجز قومية او مذهبية بل اساسنا هو قيمنا الدينية والانسانية .
وللخروج من الازمات المستفحلة في المنطقة قال روحاني ان خيار الحوار يعتبر افضل خيار لتسوية الازمات مشيرا الى نموذج الحوار النووي الايراني مع مجموعة الدول الستة الذي تكلل بالنجاح كنموذج يحتذى به ، مشيدا في نفس الوقت بدعم اعضاء عدم الانحياز لهذه المفاوضات ودوره المؤثر في ضمان الحقوق الشرعية النووية لايران .
وفي هذا المجال اوضح روحاني ان المفاوضات النووية مع الغرب كشفت بعض الحقائق وهي ان صمود ومقاومة الشعب الايراني امام الضغوط اجبر الغرب بالاعتراف بحق ايران في النشاط النووي والامر الاخر بانه لا يمكن عن طريق انتهاج اسلوب العقوبات والضغوط تسوية الازمات والمشاكل وان افضل الخيارات هو الحوار البناء القائم على اساس ربح - ربح ، مؤكدا ان الاتفاق النووي الايراني الغربي يعتبر اتفاقا سياسيا استراتيجيا وتوجها جديدا في التعامل لحل الازمات وانه بداية للتعاون الثنائي ومتعدد الاطراف لتحقيق السلام في العالم .