الشيخ محمد الموعد لـ " تنا " : ايران البلد الوحيد الذي يحمل همّ الوحدة الاسلامية والقضية الفلسطينية
تنا-بيروت
قال المتحدث الرسمي لمجلس علماء فلسطين ان ايران هو البلد الوحيد الذي يحمل هم التقارب المذهبي وترسيخ الوحدة الاسلامية ، داعيا سائر الدول الاسلامية ان تحذو حذو ايرن في عقد مؤتمرات للوحدة الاسلامية والتقريب بين المذاهب .
شارک :
لا ينبغي أن يكون هناك أي خلاف على أهمية وضرورة الوحدة بين المسلمين بمختلف اتجاهاتهم المذهبية والفكرية والسياسية، فالتنوع الاجتهادي ينبغي أن يشكّل حالة إغناء للأمة لا أن يصبح مصدرا للانقسام والتفرق، بل والعداء فيما بين المسلمين الذين ليسوا مخيرين في موضوع الوحدة، لذلك سعى الكثير من العلماء والمفكرين البارزين وما زالوا يسعون بجد وإخلاص لتحقيق الوحدة، وترسيخها في الواقع الإسلامي كضرورة شرعية بين أبناء الدين الواحد لمواجهة التحديات والأخطار والمؤامرات التي تواجهها الأمة على مختلف الأصعدة.
وفي السياق استصرحت وكالة "تنا " في بيروت المتحدث الرسمي لمجلس علماء فلسطين في لبنان الشيخ محمد الموعد ، عن أبرز التحديات التي يواجهها مشروع الوحدة ، فقال : نحن نعاني اليوم من عدة تحديات منها العقول المتحدرة عند عدد من المثقفين ، وهذا الأمر أخطر من غيره بكثير على مفاهيم هذا الدين الإسلامي الحنيف ، وكذلك هناك تحديات تتعلق بخطاب العلماء والمشايخ وهو سبب رئيسي في تأجيج بعض الصراعات ان كان على المستوى المذهبي أو الطائفي ، وهناك أيضا الإعلام الذي يلعب دور مهم في تضليل الناس وقلب الحقائق وتزييفه الوقائع ، كما وتلعب الأوضاع الإقتصادية دور مهم في تغيير واقع الناس ومفاهيمهم من خلال تأثر الناس في هذا الواقع وحاجتهم لأن يعيشوا حياة كريمة ، هذه مجموعة من التحديات التي ينبغي علينا أن نقف عندها لتغييرها حتى يكون الخطاب ملائم .
وأشار الى أن الجماعات التكفيرية التي جاءت ليس من فراغ ، وليس كما يظن الناس أن هؤلاء جاؤوا لمجرد أن هناك فكر ، و صحيح أن هناك فكر تكفيري موجود وأن هناك من يرعى هذا الفكر، وهناك من لا يريد أن يكون وحدة اسلامية بين المسلمين ، ولكن قبل هذا وذاك هناك اسباب جوهرية ، متسائلا من استطاع أن يتلقف هؤلاء الشباب ومن استطاع أن يبحث عن حلول لهؤلاء الشباب، على المستوى الدولي ومستوى الأنظمة والمسؤولين لاعلى مستوى الفرد.
وأضاف الشيخ الموعد ، لا بد ان يكون هناك حل لهذه المشكلة المستعصية القائمة في بلاد العرب وبلاد المسلمين من خلال هذا التطرف التكفيري الناتج عن المفاهيم السيئة المغلوطة ، وعن الأوضاع الإقتصادية الصعبة والتعصب الفكري المقيت والجهل القائم بين شبابنا في ظل العولمة وفي ظل أن الدنيا أصبحت وكأنها قرية اعلامية صغيرة ، مشددا على أنه علينا أن نتحد الفكر التكفيري بوحدتنا وتماسكنا وبخطابنا المعاصر وبفقه الواقع وبخطاب الضرورة الملائم للزمان الذي نحن فيه ، وأن نخرج من لباس العصبية والتعصب.
وحول المسؤولية التي تقع على العلماء في ارساء وحدة الأمة ، قال أن للعلماء دور مهم في تثقيف الشباب ، ولكن قبل هذا لا بد من إقامة دورات تثقيفية للمشايخ والعلماء باعتبار أن هناك عدد كبير منهم انحسر عملهم في المطالعة والتعصب المقيت وأن يخطب بالناس ويجيش الشباب ، وهذا أمر خطير ويلعب دور مهم في تغيير واقع الناس . ومن هنا ينبغي أن ننتبه الى هذه المسألة التي تعتبر مهمة في تغيير واقعنا هذا الواقع الذي ينبغي أن نلعب على تغييره من خلال هذه المفاهيم الي تتعلق اولا بدور الشيخ وتثقيفه ، لذا فإن العلماء والمشايخ بحاجة الى تثقيف وتدريب ودورات ادارية والى المحبة والى أن ينخرطوا في المجتمعات وهذا أمر موجود عند السنة والشيعة معا من ناحية هذا الخطاب المقيت .
ولفت الشيخ الموعد، الى أننا اذا وقفنا عند المشروع التكفيري وجدناه مشروع لضرب الإسلام ، ككيان اسلامي ، وكأمة اسلامية ودين اسلامي ، بغض النظر عن المذهب والإنتماء ، لذلك وجدنا أن هذا المشروع التكفيري كان لمصلحة أعداء أمتنا ، مشددا على أن اكثر من استفاد من هذا المشروع التكفيري هم الصهاينة الذين يريدون تحقيق أهدافهم على حساب البشرية ، ومؤكدا ان الجهات التكفيرية التي جاءت الى بلادنا واضحة ارتباطهم وعمالتهم مع الغرب والصهاينة .
وحول انعكاس الوحدة على فلسطين ، قال أن الوحد الإسلامية حقيقة ، حاجة ضرورية عند شعوب أمتنا وعند المذاهب الإسلامية جمعاء ، لأن فلسطين بحاجة الى الجميع وبحاجة الى أن تكون الأمة قوية لتكون فلسطين قوية والشعب الفلسطيني يكون قويا، لافتا الى أنه عندما تتمزق الأمة وتتبعثر وتتناحر ويدّب الخلاف فيما بينها تضعف القضية الفلسطينية ، وابرز دليل اليوم نرى كيف يستفرد الصهاينة بالقضية الفلسطينية ، وما يقومون به من أفعال شنيعة انما يدل على أن الصهاينة لا يبالون بأحد.
وأضاف الشيخ الموعد أين العالم العربي والعالم الإسلامي مما يحصل في فلسطين ، إذ أنهم وقتها كانوا مشغولون في تآمرهم على تسليمها ، لذا نحن بحاجة الى الوحدة الإسلامية ، الوحدة السنية الشيعية ، ونحن بحاجة الى كل من يقف مع فلسطين ومن هنا نؤكد أن الوحدة قوة لأمتنا ، مؤكدا على أن الوحدة قائمة بين السنة والشيعة وأنهما جناحيّ هذه الأمة وأن السنة والشيعة مسلمون ولو اختلفوا بالمسائل الفقهية .
وتابع نحن لسنا بحاجة الى من يوحدنا لأننا متوحدون دينيا وعقائديا وفقهيا وسياسيا ، وعدونا هو العدو الصهيوني، وهذا المشروع ينبغي أن نعمل عليه وأن نزرع هذا الفكر الوحدوي في نفوس أبنائنا وشبابنا وأجيالنا وعلينا أن نبين ونوضح أن الفكر التكفيري جاء لضرب هذه الوحدة الإسلامية التي تنعكس على دعم فلسطين ، فقوة الوحدة الإسلامية يشدد من عزيمة فلسطين وقوتها وضعفها هو ضعف لفلسطين .
وعن أهمية عقد مؤتمرات الوحدة في ايران ، اعتبر الشيخ الموعد أن أي مؤتمر يجتمع فيه عدد من الثقفين والعلماء في أي بلد كان وتحت أي عنوان خاصة اذا كان العنوان من أجل فلسطين ومن أجل مصالح اﻷمة ومن أجل الوحدة اﻹسلامية ، ومن أجل التقريب بين المذاهب ، هذا عمل محمود ، ونحن نؤكد عليه ، ونطالب بكل هذه المؤتمرات أن تكون أكثر وأن تعقد في كافة البلاد العربية واﻻسلامية.
وأعرب عن أسفه أن إيران فقط هي الدولة التي تتصدى وتحمل هم الوحدة اﻹسلامية وهم القضية الفلسطينية مع الهجمة عليها، فمشروع ايران الذي يقوم على وحدة المسلمين هو مشروع تحمد فيه قيادة وشعبا .
وأضاف الشيخ الموعد ، ان ايران تدفع اﻷثمان من أجل هذا العمل ووحدة صف المسلمين ودعم القضية الفلسطينية وكل ما يترتب اليوم من حصار ومن حرب على ايران سببه حمل هذه الرسالة الوحدوية وحمل القضية الفلسطينية على عاتقها ، باﻹضافة الى الثمن الذي يدفعه محور المقاومة في المنطقة من أجل ذلك ، لاسيما المقاومة في لبنان التي تتبنى القضية الفلسطينية ومشروع الوحدة اﻹسلامية والدفاع عن مصالح اﻷمة وعدم التمييز بينها ، باﻹضافة الى مشروع المقاومة في فلسطين فغزة تحارب ﻷنها تبنت هذا المشروع ووحدت نفسها وتماهت مع مشروع المقاومة في المنطقة.
وشدد المتحدث الرسمي لمجلس علماء فلسطين في لبنان ، على ان دور ايران في عقد المؤتمرات التي تعقد فيها مهمة ، داعيا الجميع أن يشارك فيها وأن تسير الدول التي تحمل على عاتقها هذا المشروع على طريق ايران في عقد المؤتمرات ودعم القضية الفلسطينية والوحدة اﻹسلامية ، ومعربا عن أسفه أننا وجدنا أن هذه التيارات اﻹسلامية وجدت دعمها من هذه الدول العربية وباﻷخص من المذهب الوهابي.