الشيخ حسين الحداد لـ " تنا " : آية الله قاسم صمام أمان للشعب البحريني وللوطن ..
تنا-بيروت
من جديد ، ارجأ القضاء البحريني، الحكم في قضية الشيخ عيسى قاسم كبرى المرجعيات الدينية في البحرين، إلى السابع من ايار المقبل، التي كان من المقرر أن يصدر الحكم بنفيه في 14 أذار ، بعد إصدار قرار بإسقاط جنسيته ، وذلك بعد مظاهرات شعبية غاضبة عمّت ارجاء البلاد ، استطاعت من خلالها هذه الحشود الكبيرة بأن تؤثر على النظام ، علّه يتراجع عن اصدار حكمه بحق شخصية هي صمام امان لهم .
شارک :
وفي السياق استصرحت وكالة " تنا "القيادي في المعارضة البحرينية في الخارج ، الشيخ حسين الحداد ، الذي قال أن : النظام رأى بأن هناك عاصفة كبيرة جدا قد حدثت لتصريحه الأخير بالنطق بالحكم على سماحة الشيخ عيسى قاسم ، حيث خرجت تصريحات وبيانات من الحوزات العلمية ، وهذه التصريحات منها علمائية ومنها فقهائية ، فعرف النظام بمخابراته الموجودة الذي يعتمد عليها بأن الفقهاء إذا أصدروا فتوى فإن جميع الشعب الشيعي البحراني سيستجيب وهذه المحاولة بالنسبة لهم خطيرة جدا .
وأضاف ان الحشد الشعبي الذي جرى في البحرين آنذاك ليلة ويوم محاكمة سماحة الشيخ قاسم ، رأى النظام من خلالها أن هناك عشرات الآلاف خرجت الى الشوارع واحتشدت عند منزل الشيخ والبعض احتشد عند مداخل المناطق ، فهذا الكم الهائل من الناس أثر على هذا النظام لتأجيل الحكم كي يصل الى نتيجة هي أسلم وأفضل له ، لافتا الى ان هذا النظام قرر التاجيل هذه المرة بعدما رأى ما رأى من الأوضاع العامة ولكن هذا لا يعني بأن هذا النظام لن يقوم بالمحاكمة في المرة القادمة لذلك هو يحتاج الى موقف حقيقي صارم وجازم من كل العالم كي يردعه عن ما هو فاعل وصانع ، لأنه لا يتورع عن فعل شيئ.
وتابع الشيخ الحداد ، أما رجوعه عما قام به هو دلالة على ان هذا الشعب البحريني قد يصل الى مسألة خطيرة جدا وهي التصريحات التي جرت من العلماء والمعارضة بأنه ان مس سماحة الشيخ فانهم مستعدون للتضحية بالارواح ، فهذا من ضمن الأسباب الرئيسية التي جعلت هذا النظام يتراجع ، ومشيرا الى أن ذلك لا يعني بالضرورة أنه سيتراجع بالمستقبل عن المحاكمة ، مؤكد أن آية الله الشيخ عيسى قاسم صمام امان لهذا الشعب ولهذا الوطن .
وتساءل أين الأمم المتحدة التي تدّعي نفسها بأنها تطالب بديمقراطيات وحريات وتطالب باستقلالية الشعوب وحقهم والحق الإنساني ؟ ، أين هي مما يجري في البحرين ، حيث أطفال تعتقل ، وجنسيات تسقط ، وعلماء تهجر وتسجن ، رموز وقيادات تسجن أيضا ، اعدامات تنفذ ، ومساجد هدمت ، وأين المنظمات الدولية أيضا ؟ ، معتبرا الاستنكار والقلق على ما يحدث في البحرين لا يكفي .
ورجح القيادي في المعارضة البحرينية الى ان التراجع في الحكم يعود أيضا الى ان داخل النظام والعائلة الحاكمة هناك خلاف موجود خفي ، ظهر بعضه الى العوام والإعلام ، وبعضه ما زال خفيا فهنك خلافات بالتصرفات والأحكام التي تصدر داخل العائلة ، وهذا أيضا ضمن الأمور التي اثرت في التأجيل ، معتبرا أن التراجع عن نطق الحكم الآن هو امتصاص الغضب العارم الموجود في الشارع .
وأضاف لقد قامت الحشود الكبيرة عند منزل الشيخ قاسم بفعالية كبيرة ، والتصدي منذ فترة طويلة ، حيث ان النظام من أول ما قام بالتعدي على سماحة الشيخ الشعب تصدى له ، ولكن الموقف الذي جرى في الآونة الأخيرة اربك النظام واضطره يراجع حساباته من جديد ، إن كان لديه ذرة من الحكمة .
وحول ماذا إذا نجحت الحشود الكبيرة حول منزل الشيخ قاسم من فرض معادلة جديدة على السلطة الحاكمة ، قال الشيخ الحداد : ان هذا الشارع يستطيع أن يغير بالمعادلات الموجودة وهذا برز في تأجيل محاكمة الشيخ ، مضيفا نحن ما زلنا سلميين ولكن المعادلة قد تغيرت نسبيا فأصبحنا بين السلمية والدفاعية . فقبل ضُربنا ونحن سلميون وننادي بالسلمية ، أما الآن فنحن سلميون مع من يسالم ولكن إذا أرادوا مد اليد فسنقطعها ، وسنقوم بعصيان مدني وستتحول المسألة من سلمية دفاعية الى مقاومتية أيضا وهذا المبدأ موجود لدى قاعدة كبيرة من الشارع البحريني ، قاعدة كبيرة من الحركات الشبابية ، إذ أنهم الآن قرروا المقاومة .
وعن ما إذا كان النظام يراهن من خلاله تأجليه الحكم مدة طويلة على انهاك الشعب واستنزاف طاقاته ، رأى أن النظام بجهله يعتقد هذا الأمر لأن هناك معادلات دولية تحتاج من هذا النظام ان يبعد الحكم قليلا كي يرى ما هي النتائج الجارية في المنطقة ، فهناك أحداث تجري في المنطقة تؤثر على الخليج (الفارسي) تأثيرا كبيرا فقضية العراق تؤثر وكذلك الأمر في سورية إذا تم الإنتصار على الإرهاب فستبدأ هناك خطوة ثالثة وخطيرة جدا على النظام الخليجي وبالتحديد السعودي والبحريني والإماراتي كذلك ، وحتى في اليمن فإذا فتحت جبهة جديدة على مصراعيها فسينتقل بعدها الشعب البحريني الى مرحلة جديدة .
ودعا القيادي في المعارضة البحرينية الشيخ حسين الحداد المنظمات الدولية للنزول الى الساحة ليرون بأنه بالرغم من أن الطائفة الشيعية تتعرض للإجراءات التعسفية إلاّ أن السنة والشيعة متكاتفين ضد الظلم الموجود من هذا النظام ، لافتا الى أن نواب من الطائفة السنية يدافعون عن ظلامة هذا الشعب .