قائد الثورة: التحالف الامريكي المزعوم يتصدى لكل من يريد محاربة داعش
تنا
اكد قائد الثورة الاسلامية ان التحالف الامريكي المزعوم يتصدى لكل من يريد القضاء حقيقة على داعش ولكنه في نفس الوقت يتحدى لداعش خارج عن السيطرة .
شارک :
اكد قائد الثورة الاسلامية في ايران آية الله السيد علي خامنئي ان المصالح الوطنية الحقيقية هي التي لاتتعارض مع الهوية الوطنية والثورية للشعب الايراني.
وقال قائد الثورة، في كلمة القاها لدى استقباله رؤساء السلطات الثلاث وكبار المسؤولين وحشد من المدراء في البلاد يوم الاثنين، انه اذا اردنا ادارة البلاد بصورة صحيحة والاستفادة من الثروات والطاقات الوطنية والفرص المتاحة والحد من التهديدات وتشخيص الطريق الصحيح فان الحاجة تدعو الى تحديد معايير صحيحة في عملية صنع القرارات.
واضاف، ان معايير اتخاذ القرارات ينبغي ان تتمحور حول تأمين المصالح الوطنية الحقيقية للبلاد والتي لاتتعارض مع الهوية الوطنية والثورية للشعب الايراني.
كما اعتبر قائد الثورة الانتخابات الاخيرة بانها كانت عملا عظيما ابرز قدرة الثورة وعمق نفوذ النظام الاسلامي في قلوب الشعب رغم ان وسائل الاعلام العالمية لم تكن لها في دعايتها الهائلة اي اشارة الى هذه القضية.
واضاف، ان العمل المشترك للشعب بمعزل عن انتخابهم لاي مرشح ، هو عبارة عن ثقتهم بصناديق الاقتراع للجمهورية الاسلامية والمشاركة الواسعة في العملية السياسية اي الانتخابات .
واشار الى الاجراءات الاميركية الصلفة بعد الانتخابات الرئاسية الايرانية في زيادة اجراءات الحظر وتصعيد العداء ضد ايران واضاف، انه في مقابل هذه العداوات ينبغي ايجاد اجواء جديدة من التعاون والعمل وبذل الجهد للوصول الى الهدف المشترك اي "تقدم البلاد واعتلاء الجمهورية الاسلامية" وينبغي على الجميع ان يكونوا شركاء ومساهمين في هذه الاجواء.
واعتبر ان الضرورة لتحقيق الاهداف واركاع العدو هي "العمل الدؤوب والصمود" واضاف، انه على الجميع مساعدة المسؤولين وعلى المسؤولين ايضا التعاون معا في مختلف القطاعات وخدمة الشعب.
وحول الادارة الصحيحة للبلاد وتحديد طريق الصواب عن الخطأ قال، ان الادارة الصحيحة للبلاد بحاجة اولا الى تحديد "معايير صنع القرار واتخاذ القرار" ومن ثم هي بحاجة في مرحلة تالية الى "الاستفادة من تجارب الاعوام الـ 38 الماضية".
واعتبر "المصالح الوطنية" المعيار الاساس في تبيين معايير اتخاذ القرار الصحيح واضاف، ان المصالح الوطنية تكون مصالح وطنية حقا حينما لا تتعارض مع "الهوية الوطنية والثورية للشعب الايراني".
واعتبر الهوية الوطنية الايرانية بانها تتبلور على اساس العناصر الثلاثة وهي "الاسلام والروح الثورية والعمق التاريخي"، داعيا مسؤولي البلاد لتجنب اي قرار يتعارض مع مبادئ الاسلام والثورة وتاريخ الشعب الايراني .
واكد قائد الثورة الاسلامية في الوقت ذاته بان التعريف المقدم للمصالح الوطنية لا يعني تجاهل انجازات سائر الشعوب والحرمان منها واضاف، ان تعريف المصالح الوطنية في اطار الهوية الاسلامية والثورية والتاريخية لا ينبغي تأويله بمعنى غلق الابواب على الاستفادة من انجازات البشر .
كما اكد سماحته على نقطة مهمة في المصالح الوطنية وهي ان مصالحنا الوطنية لا ينبغي ان تخضع لامور تفرض من الخارج.
واكد بان القوى الاستكبارية تستخدم مختلف الاساليب لفرض مآربها واضاف، ان احد هذه الاساليب هو توفير مصالح المستكبرين تحت عنوان "المعايير الدولية" كي تتهم من خلالها الدول المستقلة والمناهضة للظلم بخرق المعايير.
واضاف، ان الاميركيين طرحوا اخيرا في كلامهم حول ايران تحت عنوان المعايير الدولية موضوع "زعزعة الاستقرار في المنطقة" حيث ينبغي القول في الرد عليهم اولا؛ ما علاقتكم انتم بهذه المنطقة، وثانيا ان السبب في عدم استقرار المنطقة هو انتم وعملاؤكم.
واشار الامام الخامنئي الى دور الاميركيين في تأسيس تنظيم داعش ودعمهم العسكري واللوجيستي له واضاف، ان مزاعم الامريكيين بان التحالف الدولي شكل لمحاربة داعش كاذبة، ولكن بطبيعة الحال يتحدون لـ "داعش الخارج عن السيطرة" وفي نفس الوقت يتصدون لاي جهة تريد القضاء حقيقة على داعش .
واعتبر الاتهام الاخير الذي وجهه الرئيس الاميركي لايران بزعم دعم الارهاب وكذلك الاتهامات حول حقوق الانسان بانها تأتي في اطار اسلوب اختلاق المعايير لتوفير مصالح المستكبرين وقال، ان كلام الاميركيين الى جانب حكام السعودية القروسطيين والقبليين عن حقوق الانسان واتهامهم للجمهورية الاسلامية الايرانية التي تعد مظهرا للسيادة الشعبية، امر يبعث على السخرية حقا وسيبقى ذلك وصمة عار على جبينهم.
واشار الى "التاثير الحاسم للتلاحم والوحدة الوطنية" في نجاحات العقود الاربعة الماضية للبلاد واضاف، انه ينبغي الاستفادة من هذه التجربة الناجحة في ادارة البلاد، وبطبيعة الحال فان الوحدة لا تتنافى مع اعلان المخالفة لسياسات الاجهزة ولكن لا ينبغي حدوث التجاذبات والمناكفات حول قضايا البلاد العامة.
كما اعتبر "عدم الثقة بالعدو" من التجارب الاساسية والجدية الاخرى التي ينبغي الاهتمام بها تماما في ادارة البلاد.
واشار الى القضية النووية قائلا، اننا وثقنا ونثق بالمسؤولين الذين تابعوا هذه القضية لاننا نعتبرهم منا ومؤمنين ولكن في هذه القضية وبسبب الثقة بكلام الطرف الاخر فقد تخلينا عن امور في بعض الحالات او لم نبد الاهتمام اللازم بها وكانت النتيجة ان بقيت فراغات يستغلها العدو الان.
ونوه قائد الثورة الى رسالة وجهها وزير الخارجية محمد جواد ظريف الى المسؤولين الاوروبيين حول حالات انتهاك الاتفاق النووي على يد الاميركيين واضاف، ان وزير الخارجية لا يعارض المفاوضات ولكن كونه انسانا "متدينا وصاحب ضمير وشعور بالمسؤولية" فقد شرح في الرسالة الحالات المختلفة لـ "خرق روح ونص الاتفاق النووي".
ودعا سماحته "لجنة الاشراف على الاتفاق النووي" للدقة والتنفيذ الكامل لمسؤولياتها واضاف، انه عند القبول بالاتفاق النووي حددنا شروطا صريحة بصورة خطية حيث ينبغي على لجنة الاشراف على الاتفاق النووي العمل كي تراعى هذه الشروط بدقة.
واكد انه حينما يقف العدو بصلافة امامكم فان اي تقصير سيحمل على انه ضعف واضطرار ما يجعله اكثر صلفا لذا ينبغي اخذ الحذر تماما.
والنقط الاخرى التي اكد عليها قائد الثورة هي "تقوية الاقتدار العسكري والامني" في ترسيم ما ينبغي وما لا ينبغي في "الادارة الصحيحة للبلاد وادارة الفرص والتهديدات".
واكد سماحته على تعزيز عناصر اقتدار وعزة ايران اي القوات المسلحة والحرس الثوري والتعبئة (البسيج) وجميع العناصر المؤمنة والثورية على العكس مما تريده اميركا التي تدعو الى ازالة عناصر القوة هذه.
كما اشار الامام الخامنئي الى عدة نقاط اقتصادية مهمة ومؤثرة في الادارة الصحيحة للبلاد، ونوه الى تاثير استقطاب الاستثمارات الداخلية والاجنبية في ادارة اقتصاد البلاد، لافتا الى ضرورة "مكافحة التهريب" و"التنفيذ الصحيح واللائق للمادة 44 من الدستور" (حول الخصخصة) و"امن الاستثمارات" معتبرا "اعداد خارطة طريق واضحة وشاملة" من اولى الامور التي ينبغي للحكومة ان تقوم بها.
وفي جانب اخر من حديثه اكد قائد الثورة بان الكثير من القضايا غير قابلة للحل مع اميركا اساسا لان مشكلة اميركا معنا ليست ناجمة عن قضايا مثل الطاقة النووية وحقوق الانسان بل مشكلتهم هي مع اساس الجمهورية الاسلامية.
واعتبر تاسيس الجمهورية الاسلامية في منطقة مهمة وفي ارض ثرية كايران وانتهاج سياسات مستقلة، تعتبر العامل الاساس لعداء الاميركيين للجمهورية الاسلامية واضاف، انهم معارضون لاستقلال البلاد اساسا وحتى لو كان قد اتى نظام الى الحكم في البلاد غير ديني وثوري لكنه مستقل لكانت هنالك ايضا مخالفات ومعارضات له .