الأئمة النساء يقدن الصلوات في مساجد النساء فقط، ويلقين فيها امامهن مواعظ حماسية، ويدرسهن القرآن والكتابة والقراءة بالعربية. وهن يغسلن اجساد المسلمات اللواتي يتوفين ويعملن كمستشارات لشؤون الدين للنساء والرجال على حد سواء. وباستثناء ادارة الجنازات والاعراس، فان صلاحياتهن تشبه تماما صلاحيات نظرائهن من الرجال.
شارک :
وكالة انباء التقريب(تنا): الصين هي الدولة الوحيدة في العالم التي يمكن أن يجد المرء فيها مساجد للنساء 'تشينك جن نو سيه' كما تسمى بالصينية. في باقي العالم، في المساجد التي يسمح فيها اجمالا بدخول النساء، يكون من حقهن ان يصلين في غرف منفصلة فقط أو من وراء حواجز، في مواقع منقطعة عن الفضاء المركزي للمسجد وخفية عن ناظر الرجال المصلين. المكان الافضل بالنسبة لصلاة النساء، كما يؤمن الكثيرون في العالم الاسلامي المحافظ هو صالون البيت.
ليس هكذا يؤمن ١٠ ملايين من أبناء حاوي، مجموعة عرقية كبيرة تتكون من أنسال التجار المسلمين الاوائل الذين وصلوا الى الصين قبل أكثر من الف سنة والعديد من الصينيين من ابناء الهان ممن تأسلموا على مدى القرون الماضية، ويشكلون اليوم نحو نصف السكان المسلمين في الصين. حاوي، السُنة المتزمتون، ليس فقط لا يرون غضاضة في اقامة مساجد للنساء، بل يحرصون على ان تديرها نساء يعملن كأئمة بكل معنى الكلمة: 'أخنج'، يسمونهن هنا.
الأئمة النساء يقدن الصلوات في مساجد النساء فقط، ويلقين فيها امامهن مواعظ حماسية، ويدرسهن القرآن والكتابة والقراءة بالعربية. وهن يغسلن اجساد المسلمات اللواتي يتوفين ويعملن كمستشارات لشؤون الدين للنساء والرجال على حد سواء. وباستثناء ادارة الجنازات والاعراس، فان صلاحياتهن تشبه تماما صلاحيات نظرائهن من الرجال. "هذه ظاهرة مميزة لا توجد في أي مكان آخر"، تقول د. مريا ياشوك، رئيسة القسم الدولي للدراسات النسوية في جامعة اكسفورد والخبيرة في التاريخ الاسلامي في الصين. "توجد أماكن في وسط الصين توجد فيها مساجد للنساء أكثر من المساجد للرجال، بل وهناك بضعة حالات تاريخية من الأئمة النساء اللواتي يقدن صلوات مشتركة للرجال والنساء، ولكن هذه كانت نادرة جدا".
في العالم الاسلامي لا يوجد شيء كهذا: عندما حاولت ناشطات اسلاميات ذوات نزعة نسوية في اوروبا وفي الولايات المتحدة ان يقدن في الماضي صلوات مشتركة للنساء والرجال، أثرن عليهم غضبا شديدا في أوساط طوائفهن واجتذبن تنديدات حادة من وعظة معروفين في الدول العربية أوضحوا بان القرآن يحظر على النساء ان يعملن كأئمة سواء كن يقدن صلوات مشتركة أم صلوات للنساء وحدهن وادعوا بان افعالهن بمثابة خطر جسيم على الاسلام. الدولة الاسلامية الوحيدة في العالم التي يمكن فيها للنساء ان يحصلن على صلاحيات دينية ما هي المغرب، حيث منذ أكثر من خمس سنوات والنساء مخولات لان يكن "معلمات روحانيات" في المساجد، ولكنهن غير مخولات بقيادة الصلوات.
"مسلمون من دول اخرى يعتقدون باننا نسير أبعد مما ينبغي"، يؤكد جوا باغو وانغ، رئيس الاتحاد الاسلامي في كايبنغ، الذي يشرف على ٦٤ مسجدا مختلفا في المدينة، ثلثها للنساء. "هذا يبدو لهم غريبا جدا أن تكون المرأة إماما. وهم مخطئون، بالطبع، ينبغي أن يكون للنساء وللرجال حقوق متساوية تماما. هذا ليس فقط ما أقوله لنا، بل هذا ما يقوله النبي محمد (ص) بكلماته".
الاتحاد الاسلامي لكايبنغ، مثل كل منظمة دينية رسمية اخرى في الصين، هي هيئة حكومية تخضع مكاتبها لقسم شؤون الاقليات وتعمل تحت قوانين واضحة ومتصلبة للدولة، تسبق قوانين الشريعة. ولكن الاسلام الليبرالي في حاوي الذي يسمح للنساء المسلمات بأكثر مما يمكن أن يفعلن في أي مكان آخر في العالم نشأ هنا دون أي صلة بالشيوعية.
أبناء الاقليات الاسلامية الآخرون في الصين، مثلا، الاوغوريون من محافظة شينغ يانغ، التي تحاذي افغانستان، لا يسمحون على الاطلاق للنساء بالدخول الى المسجد ولا يفرض عليهم أي قانون عمل ذلك. وقد نشأ هنا منذ زمن بعيد، قبل زمن طويل من انقاذ جنود جيش التحرير الشعبي لـ "ماو تسي تونغ" لنساء الصين من التقاليد التعصبية التي تستعبدهن، مثل ربط أقدامهن. ومنذ القرن السابع عشر، ظهرت في محافظة حنان وفي محافظات اخرى في وسط الصين حيث استقر الكثير من أبناء حاوي، مثل شانشي، شاندونغ وننغاشا، مساجد اولى للنساء استخدمت في بدايتها كمدارس اسلامية للبنات.