المفكر احمد السيوفي في ضيافة وكالة انباء التقريب :
الغرب يحاول عزل مصر اسلامياً وعربياً
مصر فقدت دورها العربي والاسلامي من خلال ربط سياستها بالمصالح الامريكية والاسرائيلية
شارک :
وكالة انباء التقريب (تنا) : بدعوة من وكالة انباء التقريب القى المفكر الاسلامي المصري احمد السوفي كلمة في مركز هذه الوكالة , حضرها مدير الوكالة الشيخ الدكتور محمد مهدي التسخيري ورئيس التحرير ومحررو الوكالة , شرح خلالها موجز عن التطورات السياسية التي طرءت على مصر منذ النظام الملكي والى يومنا هذا . فقد قسم التاريخ السياسي المصري الى اربعة عهود : العهد الملكي والذي شاع فيه الفساد على جميع المستويات والمجالات الحياتية و مما دعى القوى الوطنية والاسلامية والليبرالية بان تفكر بضرورة التغيير الجذري للنظام . واشار الى ان هذا الامر خلق نوع من التحالف بين حركة الاخوان المسلمين وبعض المعارضين من قادة الجيش , وعلى اثره سقط النظام الملكي وبدأ عهد عبد الناصر . اوضح السيد احمد السيوفي ان المرحلة الناصرية كانت تتميز بتوجهاته الاشتراكية وقمعه لحركة الاخوان المسلمين . ومن بعد عبد الناصر جاء عهد انور السادات الذي عرف بتوجهاته الرأسمالية وتبعيته للسياسة الغربية , حيث كان يرى ان خلاص مصر من مشاكله الاقتصادية في تحسين العلاقة مع الغرب وتطبيق النظام الديمقراطي هناك , وبذلك انتهى الدور الناصري والنظام الاشتراكي في مصر .
اكد السيوفي في كلمته هذه ان الغرب رأى في انور السادات الارضية المناسبة لتأسيس التطبيع بين نظامه والكيان الصهيوني ولهذا نتج عن توجهات انور السادات السياسية معاهدة كامب ديويد واعترف رسميا بالكيان الغاصب الذي كان يخالف تطلعات الشعب المصري ومصالحه . ومن الميزات الاخرى للدور الساداتي انه اعطى حرية نسبية للحركات الاسلامية والمنابر , وذلك لامتصاص غضب الناس على اثر المصالحة التي اقامها مع الكيان الصهيوني . ويضيف السيوفي ويقول بسبب هذه الاتفاقية جاء اغتيال انور السادات على يد الجيش المصري . واما في عهد الرئيس حسني مبارك فقد اضطر ان يعطي حريات اكثر لقوى المعارضة وخاصة الحركات الاسلامية وعلى رأسهم الاخوان المسلمين , ولكنه استمر في نهج انور السادات في تعزيز علاقته بالغرب والكيان الغاصب , على امل ان تتحسن الاوضاع الاقتصادية المتردية التي واعد الغرب بها انور السادات فيما اذا اعترف بالكيان الاسرائيلي . واوضح الكاتب المصري احمد السيوفي ان هذه الوعود لن تتحقق وان الاوضاع الاقتصادية تدهورت من سوء الى أسوء على الرغم من ان علاقاته مع الغرب كانت وللأسف اقوى واوثق من علاقاته بالعالم الاسلامي , فقد زار الولايات المتحدة الامريكية ٤٩ مرة وفرنسا ٥٧ مرة بينما لم يزر ايران منذ انتصار الثورة الاسلامية فيها , وحتى تركيا لم يزرها الا مرة واحدة ولم يزر اندونيسيا التي تعتبر من اكبر الدول الاسلامية .
ويؤكد هذه المفكر الاسلامي ان امريكا والغرب يحاولون ابعاد مصر وعزله عن العالم العربي والاسلامي سياسياً وثقافياً , ولهذا نرى ان امريكا تغضب حين زار رئيس المجلس الاسلامي الايراني الدكتور لاريجاني مصر وكذلك تغضب وتبرز احتجاجها على التوافق الذي حصل بين القاهرة وطهران على تجديد الطيران بين البلدين . ويشير الى العلاقة بين مصر وايران في عهد الشاه المقبور بانها كانت جيدة لان للشاه كانت علاقات جيدة مع الغرب والكيان الصهيوني , بينما ايران الاسلامية لا تعترف بالكيان الغاصب وتدافع عن القضايا الاسلامية وعلى رأسها القضية الفلسطينية وتقف الى جانب المظلومين وحركات المقاومة في المنطقة .
وعن الحالة الدينية في مصر يقول الكاتب المصري ان الشعب المصري شعب متدين وان الايمان الديني متجذرفي نفوسهم ولا يقوم الفرد المصري باي عمل الا ويبدأ بقراءة بعض الايات القرانية . ومن الشواهد والمصاديق التي تدل على تدين الشعب المصري اكتضاض المساجد بالمصلين في شهر رمضان المبارك واقبال النساء على الحجاب بشكل واسع بحيث استطيع ان اقول ان ٩٦ بالمائة من نساء مصر محجبات وان تحجبهن اتى عن قناعة وايمان بوجوب هذا الحكم الشرعي وحرمة السفور وليس هناك شخص اوجهة دينية تجبرها على الحجاب . ومن ميزات الشعب المصري حبه الشديد لاهل البيت (ع) .
وبالنسبة لفتوى اية الله السيد الخامنئي الذي حرم فيها الاساءة للصحابة وزوجات الرسول الاعظم (ص) , اكد احمد السيوفي ان جميع علماء الدين واكثر المفكرين ايدوا واشادوا بهذه الفتوى امثال المفتي الدكتور علي جمعة وشيخ الازهر الدكتور احمد الطيب وكذلك جاء التأييد على لسان رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الدكتور يوسف القرضاوي , معتبرين هذه الفتوى محبطة لمؤامرات الغرب الذي اراد ان يستغل التصريحات المسيئة لشخص مجهول ليثير التفرقة والتشرذم والاقتتال بين المسلمين . وفي رده على سؤال سبب اغلاق القنوات الفضائية الدينية ومدى تواجد السلفيين على الساحة السياسية قال المفكر الاسلامي احمد السيوفي : " النظام المصري كان يهدف من سماحه لتأسيس القنوات الدينية , حسب تصوره , هو ايجاد صراع مذهبي وطائفي بين المذاهب من خلال هذه الفضائيات وصرفهم عن الامور السياسية , ولكن النظام فشل في تحقيق هذا الهدف وكانت النتائج انعكست عليه بشكل سلبي منها انه شعر يفقد القاعدة الشعبية الشيعية في مصر وخارجها فلجئ الى اغلاق هذه القنوات ." واما بالنسبة الى السلفيين فيعتقد ان هذا التيار لا وجود حقيقي له بين الشعب وان افكاره لن تؤثر على الناس لانه تربى على مائدة الوهابيين . ومن جانب اخر لا يعتقد هذا التيار بالمشاركة في العملية السياسية لانه يحرم العمل البرلماني ويعتبر المشاركة في الانتخابات شرك . ولهذا فالسلفيون موجودون فقط على مستوى الفضائيات . واما موضوع توريث الحكم فقد اشار الى ان الموضوع حسم بعدم التوريث لان جميع قوى المعارضة وحتى قسم كبير من المؤسسة العسكرية قد رفضت توريث الحكم لجمال مبارك . ومن جهة اخرى فان الغرب يرغب برئيس يستطيع الحفاظ على الوضع الموجود سياسياً , ولهذا فليس هناك شخص اقوى من حسني مبارك يستطيع ان يلعب هذا الدور , لام مجئ اي شخص غير مبارك يعني تعرض المصالح الغربية والاسرائيلية لخطر محتوم .