وكالة انباء التقريب (تنا) :
لم تعلن الأوساط الرسمية العراقية بعد الحصيلة النهائية لضحايا التفجيرات التي وقعت أمس الثلاثاء في عدة مناطق في العاصمة العراقية بغداد وحسب بعض المسؤولين فان عدد القتلى تراوح بين 70 الى 80 قتيلا بينما لا يقل عدد الجرحى عن 250 جريحا الا أنه من المؤكد أن الضحايا سقطوا نتيجة 11 انفجارا ما بين سيارة مفخخة وحزام ناسف أو قنبلة مؤقتة، وعدد الانفجارات وطبيعة الأماكن التي وقعت فيها تشير الى أن الذين نفذوها كانوا يرمون من تفجيراتهم ايقاع المزيد من القتلى وسط العراقيين وايجاد حالة من الهلع والفوضى خاصة أن أغلب المناطق التي شهدت الانفجارات شعبية ومكتظة بالسكان.
ويؤكد المراقبون السياسيون أن تفجيرات أمس لها علاقة مباشرة بالمشهد السياسي العراقي وبالتحديد تشكيل الحكومة العراقية فكلما اقترب الفرقاء السياسيون من تشكيل الحكومة تشهد مناطق عراقية متعددة خاصة العاصمة بغداد توترا أمنيا ليس طبيعيا، ويعتقد هؤلاء المراقبون أن منفذي التفجيرات يريدون ايصال رسالة الى القائمين على العملية السياسية بأنهم سيحبطون أي مشروع يستبعدهم من اية تشكيلة أو مبادرة، هذا في الوقت الذي تؤكد فيه أبرز القوى السياسية العراقية ضرورة اشراك الجميع في الحكومة القادمة، ففي تصريح لعلي الأديب القيادي في ائتلاف دولة القانون أكد بأن الاتفاق بين التحالفين الكردي والوطني سيدفع القائمة العراقية التي يرأسها اياد علاوي الى المشاركة في الاجتماعات التي تعقد بين التحالفين لبحث تشكيل الحكومة، وأرجع الأديب سبب امتناع العراقية من المشاركة في اجتماعات تشكيل الحكومة يعود الى عدم اعلان التحالف الكردستاني بشكل رسمي عن تأييده ترشيح التحالف الوطني لنوري المالكي.
كما أن الانفجارات تأتي بعد اعلان بعض القوى العراقية وخاصة ائتلاف دولة القانون عن رفضها لدعوة ملك السعودية عبد الله بن عبد العزيز بزيارة المملكة والتوصل هناك الى صيغة حل والاتفاق على حل أزمة تشكيل الحكومة . وهناك من يرى أن استجابة الفرقاء السياسيين العراقيين لدعوة الملك عبد الله قبل التوصل فيما بينها الى اتفاق على تشكيل الحكومة سيؤدي الى رجحان كفة احدى القوى العراقية على سائر القوى مما يزيد في تعقيد الأزمة والعودة الى المربع الأول.
وفي هذا السياق صرح اكثر من شخصية عراقية ان المبادرة السعودية تعتبر تدخل في الشأن العراقي والبعض الاخر قال انها جاءت متأخرة وغير مقبولة لانها جاءت في ظروف اتفقت فيها اكثر الكتل العراقية على مرشح واحد ( وهو المالكي ) لرئاسة الحكومة . ويرى البعض ان رفض اكثر الكتل العراقية للمبادرة السعودية بسبب مواقف الاخيرة السلبية تجاه قضايا العراق ودعمها الغير مباشر للتيارات التكفيرية وعناصر القاعدة .