مصادر إسرائيلية : بن سلمان يسعى لبناء تحالف أمريكي إسرائيلي سعودي
تنا
ترى مصادر في إسرائيل أن الاهتمام الكبير الذي تبديه الولايات المتحدة لاستقبال ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، لا يعبر عن صداقته المتينة مع الرئيس دونالد ترامب فحسب، بل يعكس إقامة حلف يضم الولايات المتحدة و "إسرائيل" والسعودية في مواجهة إيران. هذا علاوة على الدفع بما يسمى «صفقة القرن» لتصفية القضية الفلسطينية في إطار المبادرة التي يعمل عليها الرئيس الأمريكي، كمقدمة تسمح لإسرائيل بتطوير علاقات دبلوماسية مع دول العالم العربي، وعلى رأسها السعودية.
شارک :
وتطرق موقع «واينت» الإخباري التابع للصحيفة الإسرائيلية «يديعوت أحرونوت» لمصالح اقتصادية للولايات المتحدة في السعودية، كونها مشترية للسلاح وتضخ مليارات الدولارات للصناعات العسكرية الأمريكية، مشيرا إلى أن المصالح المشتركة لا تتوقف عند السلاح، حيث أن الرئيس الأمريكي، وقبيل عرضه لما تسمى «صفقة القرن» يرى في السعودية حليفا مركزيا ولاعبا له نفوذ. وحسب التقرير المستند لمصادر إسرائيلية فإن بن سلمان لا يكترث لكون الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال، وإنما لكونه يسعى لتثبيت مكانة السعودية كقوة إقليمية مقابل إيران التي تواصل تعزيز قوتها ونفوذها. وتعتبر المصادر الإسرائيلية أن اللقاء بين ترامب وبن سلمان بعد ثلاثة أيام عقب وقت قصير اللقاء المهم بين ترامب مع رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو لافتا في ظل المسألة الإيرانية، حيث أن ترامب سيضطر في أيار/ مايو إلى الحسم في مسألة انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي مع إيران.
ويستذكر «واينت» وصف ترامب للاتفاق بأنه «رهيب»، ويحتاج لتعديلات عليه رغم معارضة الدول الأوروبية الموقعة على الاتفاق.
يشار إلى أن أيار/ مايو هو أيضا الموعد الذي يتوجب فيه على ترامب إبلاغ الكونغرس بشأن مواصلة إزالة العقوبات الاقتصادية عن إيران، حسب ما يقتضيه الاتفاق النووي، أو يقرر انسحاب واشنطن من هذه «اللعبة».
يشار إلى أن ترامب وعندما عين رئيس وكالة الاستخبارات المركزية السابقة، مايك بومبيو، وزيرا للخارجية بدلا من ريكس تيلرسون، فذلك لأن بومبيو يؤيد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي مع طهران. ويضيف التقرير أن ترامب على قناعة بأنه يستطيع وقف البرنامج النووي الإيراني بطرق أخرى. وحسب حديثه مع نتنياهو، فمن الممكن إقامة جبهة تتألف من الولايات المتحدة والسعودية وإسرائيل لوقف ما يطلق عليه «التهديد الإيراني»، بعدة طرق، بحيث يبقى الخيار العسكري على الطاولة.
ونقلا عن المصادر الإسرائيلية يرى ترامب في السعودية كدولة يمكن أن تساعد في إنجاز اتفاق «صفقة القرن» بما يتيح لإسرائيل تطوير علاقات دبلوماسية مع دول العالم العربي، وعلى رأسها السعودية.
ونوهت «يديعوت أحرونوت» إلى أن إقامة أي نوع من العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإسرائيل في إطار «المبادرة العربية للسلام» لم تكن مقبولة في حينه على السعودية بدون إقامة دولة فلسطينية، أما اليوم فإن الوضع في عهد بن سلمان مختلف».