كشف المؤلف في هذا الكتاب عن أبعاد جديدة تتمثل في تأرجح عالمنا المعاصر بين عالم قديم شكله الغرب الاستعماري وفى طريقه إلى الزوال، وآخر جديد يلوح في الأفق اقتربت ساعة ميلاده.
شارک :
وكالة انباء التقريب (تنا) ك أصدر الكاتب والصحفي الفرنسي ألين غريش كتابا جديدا بعنوان "ماذا تبقى من اسم فلسطين" جاء في ٢١٦ صفحة. ويتناول فيه غريش -الذي يعمل مديرا مساعدا بصحيفة جريدة "لوموند دبلوماتيك"- الصراع الإسرائيلي الفلسطيني دون أن يخفي تعاطفه مع الشعب الفلسطيني.
وكشف المؤلف في هذا الكتاب عن أبعاد جديدة تتمثل في تأرجح عالمنا المعاصر بين عالم قديم شكله الغرب الاستعماري وفى طريقه إلى الزوال، وآخر جديد يلوح في الأفق اقتربت ساعة ميلاده. وهذا العالم الوليد -كما يرى الكاتب الفرنسي- سوف يكون متعدد الأقطاب ولكنه لن يكون محدد الملامح.
وساق غريش في الكتاب -الذي جاء أشبه بالدراسة البحثية- رؤية حالمة للحل في فلسطين حيث أعرب عن اعتقاده بأن السلام لن ينتج عن أتفاق بارد، يفرضه مجموعة من "التكنوقراط" انطلاقا من مناصبهم وسلطاتهم، وإنما سيكون تتويجا "للتلاقي الذي تأخر لزمن طويل جدا" بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
لكن نقادا يرون أن غريش بطرح ذلك يكون قد غفل حقيقة لا يمكن تجاهلها، وهو أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي لا تتوقف عن استقدام اليهود من كل بقاع الأرض ليستوطنوا أراضى ومنازل الفلسطينيين، أصحاب الأرض الأصليين بعد اقتلاعهم منها ومن ثم لا مجال هنا لأي شكل من أشكال التلاقي بين المستعمر (بكسر الميم) والمستعمر (بفتح الميم).
وكان غريش قد كتب مقالة في "لوموند ديبلوماتيك" في أكتوبر/تشرين الأول بعنوان "دولة واحدة لحلميْن" أو ما سماه التقسيم الشائك لفلسطين، استعرض فيها تاريخ التفاوض الفلسطيني الإسرائيلي خاصة ما جاء لدى آباء الصهيونية والأدبيات المبكرة لحركة فتح على حد سواء وصولا إلى الوقت الراهن.
وقال إن المفاوضات الإسرائيلية-الفلسطينية التي بدأت في الثاني من سبتمبر/أيلول تحت رعاية الرئيس باراك أوباما لا تصطدم فقط باستمرار الاستيطان، بل أيضا بالمواقف المتعارضة جذريا للفريقين حول وضع القدس واللاجئين والحدود والمياه.
وخلص المقال إلى أن هذا المأزق يدفع بعدد من المسؤولين، بمن فيهم إسرائيليين، إلى الدعوة لقيام دولة واحدة فوق الأرض الممتدة من البحر المتوسط إلى نهر الأردن.
يذكر أن الكاتب الفرنسي غريش ارتبط لسنوات طويلة بالقضية الفلسطينية، وهو لم يتردد في تبنى وجهة نظر الفلسطينيين في صراعهم مع إسرائيل.