تاريخ النشر2010 30 November ساعة 10:27
رقم : 32675
خبير الشؤون الصهيونية :

فتش عن المخططات الصهيونية وراء كل الفتن المذهبية

الحركة الصهيونية تبذل قصرى جهدها لتشويه التاريخ العربي والاسلامي وكذلك تحريف المفاهيم القرانية والسنة النبوية لتخويف الراي العام الغربي من الاسلام .
محمد ابو غدير
محمد ابو غدير
وكالة انباء التقريب (تنا) :
أكد الدكتور محمد أبو غدير الرئيس السابق لقسم الدراسات الإسرائيلية بجامعة الأزهر والخبير في الشأن الصهيوني أن الحركة الصهيونية ومنذ ظهرت على الساحة العالمية وهى تبذل قصارى جهدها لتشويه الإسلام والمسلمين لإدراك القائمين عليها ان سر وجود تلك الحركة يكمن في كراهية العالم للدين الإسلامي بحيث يري المواطن الغربي أن الصهيونية تجاهد ظاهرة التطرف الإسلامي وتنقذ العالم من شر المسلمين .... ويقول الدكتور أبو غدير أننا في حاجة لمراقبة كل ما تخرجه جعبة الصهاينة ومواجهته بمنتهى القوة والحسم حتى لا نجد أنفسنا في يوم من الأيام في مواجهة موجة من العنف غير المبرر تجاه كل ما هو إسلامي وبشكل يفوق ما نراه حاليا من حوادث متفرقة هنا وهناك ضد الإسلام والمسلمين .

وقال د. أبو غدير في حواره مع شبكة التوافق الإخبارية أننا في حاجة لمواجهة المخططات الصهيونية ودراسة تراثهم الديني دراسة متأنية لأنهم يدرسون تراثنا وينجحون بين الحين والأخر في تشويه هذا التراث في ظل غفلتنا عما يفعلون ليس هذه فحسب بل إنهم نجحوا في زرع الفرقة والشرذمة في مختلف المجتمعات الإسلامية وأوجدوا نوعا من الصراع الداخلي ما بين صراع ديني وعرقي ومذهبي والهدف في النهاية إضعاف الجبهة الداخلية لكل المجتمعات الإسلامية دون استثناء.

حول المخططات الصهيونية ضد الإسلام ووسيلة المواجهة دار الحوار بين شبكة التوافق الإخبارية والدكتور أبو غدير والتفاصيل في السطور التالية :

مؤامرة ضد المسلمين

س : بداية يهمنا التعرف عن وجهة نظرك فيمن يتحدث عن المؤامرة الصهيونية وراء أى سوء يتعرض له الإسلام ؟

ج : الوقائع التاريخية تؤكد أن الحركة الصهيونية ومنذ ظهرت على مسرح الأحداث تعمل على تشويه الإسلام والمسلمين على اعتبار أن هذا التشويه هو الأمر الذي هيأ لهم المطالبة بإنشاء وطن قومي لليهود من اجل أن يلعب هذا الوطن دوره في التصدي للتشدد الإسلامي على حد وصف زعماء الحركة وقد عملت الصهيونية من أجل هذا الهدف على السيطرة على كبريات وكالات الأنباء والصحف والمجلات ودوائر المعارف لتصبح سيفاً يمزق الإسلام والمسلمين ويشوه التاريخ الإسلامي وينال من رموزه الإسلامية ويطبعوا صورة مشوهة عن الإسلام في أذهان الكثير من أبناء الغرب لدرجة أن بعض المثقفين الغربيين
عندما اعتنقوا الدين الإسلامي قالوا أنهم كانت لديهم صورة مشوهة عن الإسلام كونوها من قراءاتهم في وسائل الإعلام المختلفة فالصهاينة لا يتركون فرصة دون تشويه الشريعة الإسلامية وبالطبع الهدف هو تشويه المسلمين .

س : ين الحين والأخر يقدم بعض الصهاينة تفسيرا غريبا للتراث الإسلامي هل ترى أنهم يستغلون وجودهم في المنطقة الإسلامية لتشويه الإسلام ؟

ج : هذه حقيقة فعلية فلا توجد دراسة صهيونية واحدة تناولت العرب والمسلمين بإيجابية بل إنهم لم يكتفوا بتشويه التاريخ العربي والإسلامي فعمدوا إلى تشويه القرآن والسنة فإسرائيل منذ نشأتها اعتادت العبث بالمقدسات الإسلامية وتشويه معالم الدين الإسلامي الحنيف ولابد أن نعرف أن الصهاينة عندما أقبلوا على دراسة الإسلام إنما كانوا يهدفون إلى محاولة إضعاف الإسلام في نفوس المسلمين وغير المسلمين أيضا والتشكيك في قيمه بإثبات فضل اليهودية عليه وذلك بادعاء أن اليهودية في نظرهم هي مصدر الإسلام الأول وقد يتخيل البعض أن اليهود يفعلون ذلك فقط من أجل تحصين وجودهم في فلسطين والحقيقة أن هذا أمر غير صحيح فالصهاينة يشوهون الإسلام لهدف أكبر ألا وهو خدمة الصهيونية العالمية ولابد أن نعى أيضا أن بث الشبهات اليهودية ضد القرآن والإسلام ليست وليدة هذا العصر وإنما هي ممتدة على مدى تاريخ الإسلام نفسه بمعنى أنها بدأت منذ بدء الدعوة الإسلامية في عهد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم و تلك الشبهات لم تتوقف ولن تتوقف في سبيل الكيد للإسلام والمسلمين كما أنها تزداد حدة في هذه الآونة وتستخدم أحدث وسائل وتكنولوجيا الاتصال في العالم لترويجها ونشرها وتضليل الناس بها وهذه هي المشكلة الكبرى فالصهاينة يستغلون سيطرتهم على وسائل الإعلام العالمية ويروجون لتك الشبهات في محاولة للنيل من الإسلام والدليل على ذلك أنهم حينما وجدوا الإدارة الأمريكية الحالية تميل نوعا ما نحو المهادنة مع المسلمين بدءوا يروجون لدراسات وأبحاث تقول أن الإسلام يحث أتباعه على العنف والتطرف كل هذا لابد ان يوضح لنا مدى الحاجة إلى عشرات الدراسات، بل المئات في مواجهة الدراسات الاستشراقية التي تتم باللغة العبرية والتي تمثل أحد أوجه الصراع الفكري بين الإسلام وخصومه.

ترجمة القرآن

س : هل هذا يعنى أننا في حاجة لترجمة عبرية إسلامية للقرآن الكريم ؟

ج : هذه حقيقة لابد أن نعترف بها فنحن إذا تركنا ترجمة معاني القرآن للعبرية للمترجم ذو الميول الصهيونية سنمنح الصهاينة فرصة ذهبية لتشويه دستور المسلمين وهناك نقطة لابد ألا تغيب عنا وهى أن هناك الكثير من دوائر الإستشراق العالمية عندما تتناول التراث الإسلامي تلجأ للقراء في الكتب العبرية وتعتبرها مصادر صحيحة على اعتبار أن الصهاينة يقيمون في الشرق الأوسط وبالتالي فهم الأكثر دراية بالعرب والمسلمين وتراثهم الديني
ومن هذا المنطلق فلابد أن نوفر للباحث الأجنبي نسخة مترجمة باللغة العبرية من أهم مصادر التراث الإسلامي وحتى إذا كان الباحث سيلجأ للأخذ بالنسخة التي ترجمها الباحث الصهيوني فإننا على أقل تقدير سنكون قد وضعنا الشك في نفس الباحث الغربي عندما يجد ترجمتان متناقضتان وهو ما سيصب بشكل ما في صالح المسلمين . 

ولابد أيضا من العمل على نقل معاني القرآن الكريم إلى القارئ اليهودي حتى يتسنى له الاطلاع على هذا الكتاب الكريم دون تدخل من المترجم غير المحايد في معظم الأحوال فهناك بالفعل حاجة ماسة إلى عرض القرآن الكريم بشكل يؤكد صلاحية الكتاب لكل زمان ومكان وأنه كتاب أصيل وليس مقتبسا من كتب سابقة عليه مثل التوراة أو الإنجيل كما يروج المترجم الصهيوني بحيث نوصل للقاريء اليهودي وكذلك الباحث المحايد أن القرآن يؤيد ما فيهما من أحكام وليس ضدهما.

س : وكيف نواجه تلك المخططات الصهيونية التي روجت لمفهوم صراع الحضارات ؟
ج : لابد أن ندرك ونحن نواجه المخططات الصهيونية الساعية لتشويه الإسلام أن المواجهة مع تلك المخططات تتطلب منا في البداية أن ندرك أن الصهاينة نجحوا في أن يري المواطن والمسؤول الغربي النماذج السيئة فقط للمسلمين .

ساعد في ذلك للأسف الشديد الصراع بين التيارات المختلفة في الشرق المسلم والذي نقل أيضا إلي بلاد الغرب بل وبتعمق حيث يجد فرقا مختلفة ومجتمعات متنوعة ما بين مجتمع مغربي وآخر فلسطيني وثالث مصري وبين شيعي وسني وهذه مشكلة محورية تواجه الخطاب الديني مع الغرب وتسبب عجزه عن التأثير فيهم حيث يحتار بينها أيها صواب وأيها خطأ والخطاب الديني الموجه يحتاج إلي نظرة شمولية وهو ما يفتقر إليه القائمون عليه .

فالإسلام إن لم يؤخذ بشموليته لن يصل والساحة الدعوية في الغرب تغيب عنها وسطية الإسلام وتفتقر إلي التمثيل الصحيح له فإن لم نحسن اختيار دعاة الإسلام فيمن نوفدهم بعد خضوعهم للاختبارات الحقيقية فلن يستطيعوا الوصول للعرض الجيد للإسلام ورحمته وتسامحه ولن يقدروا علي إيضاح جمال الإسلام وكماله وان حوار الأديان قضية يجب ألا نغفل عن تأثيرها ولكن إذا ما قام به متخصصون يدركون أهمية ما يفعلونه ولابد أن نعى جميعا أمرا غاية في الأهمية الا وهى ان المجتمعات الغربية لا تكن اى كراهية للإسلام كدين وإنما هم يملكون وجهات نظر سلبية تجاه المسلمين ويرونهم مسئولين مسئولية مباشرة عن تفشي العنف في العالم وكل هذا بسبب بعض المتطرفين من أمثال بن لادن والزرقاوي والعالم الإسلامي مطالب اليوم بالدفاع عن نفسه بإستراتيجية جديدة للحد من الفكرة السلبية التي كونها المواطن الغربي عنا بفعل فاعل أساسي هو غيابنا الإعلامي والثقافي ويجب ان يدرك الجميع ان الدين الإسلامي كديانة سماوية ليست مستهدفة وان حدث فهو بصورة فردية ولكن المسلمون هم المستهدفون وبالتالي فهم مطالبون بتفعيل آلياتهم الحضارية والثقافية للصمود والدفاع عن وجودهم ونحن اذا قدمنا للمجتمع
وأقول للمجتمع الغربي نموذج للتعايش الإسلامي مع أصحاب الثقافات والديانات الأخرى ولنأخذ مثال بالأندلس فسنكون بهذه الطريقة قد خطونا أولى الخطوات الجدية نحو تحسين علاقاتنا بالآخر .

س : يؤمن الصهاينة بضرورة بناء هيكلهم المزعوم على أنقاض الأقصى المبارك فهل تذكر كتبهم الدينية ذلك الأمر ؟

ج : بالعكس الذي قد لا يعلمه الكثيرون أن الحاخامات المعتدلين أفتوا صراحة بعدم جواز دخول اليهودي إلى ساحة الأقصى والذي يحمل في التراث اليهودي بمسمي جبل الهيكل وان التوراة تمنع اليهودي اي يهودي من الصعود لجبل الهيكل لان ذلك فيه اثم كبير وان الصعود الى ساحة الأقصى او جبل الهيكل يعني إصابة اليهودي بنجاسة لا يطهر منها بسهولة .

 لكن ورغم كل الفتاوي اليهودية التي تؤكد المعني السابق إلا أن المتدينين اليهود هم أكثر الناس اجتياحاً للأقصى رغم ان هذا الاجتياح مناف لتعاليم التوراة كما انه يعد استفزازا للمسلمين ومن الممكن ان يؤدي الى نشوب حرب دينية في المنطقة وهكذا فإن كل صهيوني يدخل لساحة الأقصى يرتكب اثما بحسب الشريعة اليهودية ولكن قيادات اليمين المتطرف اقنعوا أنفسهم واقنعوا أتباعهم انهم لا يدخلون الي المنطقة التي حرمت التوراة دخولها ولكن الحقيقة ان كل زيارات واجتياحات اليهود المتطرفين للأقصى لاتحدث من اجل اسباب دينية ولكنها تتم لأسباب سياسية من اجل مضايقة المسلمين واستفزازهم لأن من يريد ان يصلي في القدس من اليهود يستطيع ان يصلي في أي من المعابد اليهودية المنتشرة هناك في القدس الغربية بالإضافة الى انه يستطيع الصلاة عند حائط المبكي وهو المكان الأكثر قداسة لدي اليهود خاصة وان استمرار اجتياح الأقصى لم يعد يهدد السلام الإقليمي فحسب ولكنه يهدد ايضا السلام العالمي وبالتالي فلابد أن يشرح المسلمون للرأي العام العالمي تلك الحقيقة إذا كانوا يرغبون فى كسب التأييد العالمي سواء على المستوى الشعبي أو الرسمي في نضالهم ضد الصهيونية العالمية .

س : ينتقد البعض أقسام اللغة العبرية الموجودة في الجامعات الإسلامية ويقول أنها تساعد على التطبيع فكيف تعلق على تلك الأقوال ؟
ج : بالعكس قد يندهش الكثيرون إذا علموا أنني أدعو دائما إلى تشجيع الشباب الدارسين على خوض مجال الدراسات الاستشراقية وخاصة باللغة العبرية لمواجهة مخاطر التحريف المتعمد التي يدخلها بعض المستشرقين على معاني القرآن والمصادر الإسلامية الأخرى فتعلم اللغة العبرية أمر مهم للغاية لكي نتعرف على الآخر ، وهو إسرائيلي ليس بغرض التطبيع ، ولكن بغرض معرفة كل صغيرة وكبيرة عن إسرائيل وما يجرى على أرضنا المغتصبة من أحوال سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية وتربوية , وأيضا لكي نعرف كل مخططاتهم لتشويه الإسلام عبر تزوير مصادر التراث الخاصة به وعندما نستطيع قراءة ما يكتبونه وما يحرفونه عن
الإسلام سنستطيع المواجهة بسرعة قبل أن يرسخوا لسياسة الأمر الواقع .

 والدليل على أهمية تعلم اللغة العبرية أن إسرائيل أعلنت أكثر من مرة عن انزعاجها الشديد من المترجمين العرب الذي يعملون في وسائل الإعلام العربية المختلفة سواء المرئية أو المسموعة أو المقروءة وذلك لأن هؤلاء المترجمون نجحوا في فضح الكيان الصهيوني عبر تشريحه من الداخل وكل ذلك يؤكد أن أقسام اللغات العبرية لا علاقة لها بالتطبيع كما يظن الكثيرون بل أن نظرة متفحصة على المطبعين ستكشف لنا أنه لا يوجد شاب عربي واحد من خريجي أقسام اللغات وقع في فخ الصهاينة ذلك لأن دراسته لتلك اللغة منحته مناعة قوية تجاه الفكر الصهيوني بعد أن علم حقيقته .

س : هل تؤيد النظرية القائلة أن للصهيونية العالمية دورا بشكل أو بأخر في الفتن والقلاقل التي يتعرض لها المسلمون بين الحين والأخر ؟

ج : سوف أضرب لك مثالا واحد يؤكد لك الدور الصهيوني في كل القلاقل التي تتعرض لها مجتمعاتنا العربية والإسلامية دون استثناء فقبل فترة قصيرة للغاية أصدر مركز موشيه دايان للدراسات الإستراتيجية كتاب لضابط مخابرات إسرائيلي يدعى موشيه كارخى وكان الضابط يتحدث عن الدور الصهيوني في جنوب السودان وكيف تلعب المخابرات الإسرائيلية على الساحة العربية حيث قال ضمن ما قال وبالحرف الواحد : " ان الإستراتيجية الإسرائيلية إزاء المنطقة تقوم على مبدأ أساسي ألا وهو تشجيع الأقليات في المنطقة للتعبير عن ذاتها بمختلف السبل بحيث تسعى تلك الأقليات للحصول على ما يسمى حق تقرير المصير والانفصال عن الدولة الأم والفكرة الكامنة وراء ذلك هي تأكيد المزاعم الصهيونية بأن المنطقة العربية والإسلامية ليست كما يؤكد العرب والمسلمون وحدة ثقافية وحضارية واحدة وإنما هي في حقيقة الأمر خليط متنوع من الثقافات والتعدد اللغوي والديني والعرقي ما بين عرب وفرس وأتراك وأرمن واسرائيليين وأكراد وبهائيين، ودروز وبروتستانت وكاثوليك، وعلويين وشيعة وسنة وتركمان وصابئة , وبالتالي فإن التقسيم هو أفضل حل لتلك المجتمعات الإسلامية ومن أجل ترسيخ هذه المفاهيم لابد أن تظهر على الساحة الصراعات الإسلامية القبطية والشيعية السنية والعربية الكردية والعربية الفارسية وغيرها من صور الصراع العرقي والديني ولو فتشنا بدقة سنجد الصهاينة يقفون كل خلف كل تلك القلاقل لأن التقسيم يتيح للكيان الصهيوني التوسع بسهولة ويحقق له حلم إسرائيل الأكبر من النيل للفرات وهى فكرة مازالت تداعب خيالهم حتى هذه اللحظة .

التوافق
https://taghribnews.com/vdcenp8x.jh8wfibdbj.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز