إذا كنتم تريدون الحقيقة والعدالة فلم تهابون كشف شهود الزور
شارک :
قال سماحة العلامة الشيخ عفيف النابلسي في خطبة الجمعة التي ألقاها في مجمع السيدة الزهراء عليها السلام في صيدا: إنّ الطرق المعتمدة والطرائق المتبعة في إنضاج حل للأزمة الحالية في لبنان تبدو حتى الساعة عديمة الفائدة. فهناك مراوحة في الفراغ وتدخلات خارجية ترهيبية مباشرة لئلا يكشف عن أبعاد وخلفيّات شهود الزور. وفي لبنان من هو مصاب بضررٍ ذهني, إذ يريد المحكمة ويطالبها من دون التفكير في عواقبها. ونقول: إن المحكمة ليست هدفاً وقيمة نهائيّة للبنانيين, وإنما العدالة هي الهدف وهي القيمة التي يجب على كل لبناني أن يسعى إليها. وإننا نتساءل إن كانت هذه المحكمة بمقدورها أن تجلب العدالة بعد فيضٍ هائلٍ من الكذب والتمويه والتدليس والتسييس. فإنّه لأمرٌ محير عندما ندرس سلوك بعض الجماعات اللبنانية وبعض القيادات والزعامات اللبنانية التي تنادي بشيء فيه منتهى الأذية والإساءة لها ولوطنها. فنرى أنها تهرب من العقلانية إلى التهوّر , وتجلب شيئاً يمزق الوحدة والاستقرار ويفتح أبواب الجحيم على وطن يحتاج إلى كل ذَرّة منعة وقوّة ومحبّة وتآلف. أما بشأن جلسة مجلس الوزراء الأخيرة, فقد كان موقف الحكومة من ملف شهود الزور يتصف بالسلبيّة والعجز. إن الحكومة تعفي نفسها من المسؤولية, وتظهر بمظهر من يُخفي عن الشعب أمراً كبيراً وخطيراً, ولا تُبالي بشيء إزاء أمر له صلة وثيقة بالحقيقة والعدالة. فإذا كنتم تريدون الحقيقة والعدالة وأنتم صادقون, فلمَ إذاً تهابون من كشف هؤلاء الشهود ووضع الرأي العام بالصورة الكاملة لحيثيات هذه القضية؟! أم أنكم تخافون شيئاً أكبر يتصل بالأشخاص الذين يقفون وراء من صنّع شهود الزور, وتحرصون على إبقائهم في دائرة الحفظ والصون! أيها اللبنانيون, إننا أمام مأزقٍ خطير وأمام أزمة غير واضحة المعالم, وأنتم من يستطيع أن يحدد اتجاه الاوضاع السياسية والأمنية إما نحو الاستقرار والحفاظ على الوحدة, وإما نحو الانفجار والتصعيد السلبي. فماذا تقولون وماذا أنتم فاعلون؟