أصدرت المحكمة العليا "الإسرائيلية" أمرًا احترازيا بوقف هدم تجمع الخان الأحمر حتى الـ11 من الشهر الجاري لحين رد ما تسمى الإدارة المدنية "الإسرائيلية" حول أسباب رفضها ترخيص التجمع.
شارک :
وقال رئيس هيئة مقاومة الاجدار والاستيطان وليد عساف: إن "العليا الإسرائيلية" أصدرت أمرا احترازيا بوقف هدم التجمع، مشيرا إلى أن الهيئة عملت بشكل حثيث خلال الأيام الماضية على إعداد مخطط هيكلي للتجمع لترخيصه، ومن ثم قدم محامو الهيئة المخطط الهيكلي إلى ما تسمى الإدارة المدنية لترخيص التجمع إلا أن الأخيرة رفضت ذلك، ما دفع الهيئة إلى تقديم التماس إلى "العليا الاسرائيلية" لإصدار أمر احترازي بوقف الهدم لحين الحصول على رد يبين أسباب رفض الترخيص.
وعبر عساف عن أمله بأن يصدر القرار النهائي في الـ 11 من الشهر الجاري بوقف هدم تجمع الخان الأحمر.
وكانت سلطات الاحتلال بدأت بإجراءات ترحيل السكان وإبعادهم عن حدود مدينة القدس المحتلة، مستخدمة تعزيزات كبيرة من الجنود الذين اعتدوا بالضرب على النشطاء والمتضامنين والأهالي، بمن فيهم رئيس هيئة مقاومة الجدار وليد عساف.
وتسعى "إسرائيل" لهدم 45 مسكناً فلسطينياً بعد قرار قضائي في 25 مايو/أيار الماضي، خوّلها بذلك، ويعيش 250 بدوياً في تلك المساكن المترامية على سفح جبل قاحل، في وقت تواصل سياسات الاحتلال منعها للبدو هناك من زراعة الأشجار أو إضافة أي منشأة يمكنها بعث الحياة في ذلك الجبل، أو حتى بناء المنازل، ما جعلهم يعيشون في بيوت من صفائح الحديد التي تكاد لا تحميهم من حر الصيف وبرد الشتاء.
وسكان تجمّع الخان الأحمر، هم من القبائل البدوية التي هجّرها الاحتلال في العام 1948 من منطقة تل عراد في صحراء النقب، وخرجوا تحت تهديد السلاح، وتجمّعوا في المنطقة الشرقية لمدينة القدس، ويعيشون حياة البدو الرحل، ويعتمدون في طبيعة حياتهم على تربية المواشي ورعيها، ويستقرون في بيوت مبنية من صفائح الحديد، ويتأقلمون مع ظروف الحياة الصعبة حتى تلك التي يفرضها الاحتلال.
وكان نشطاء فلسطينيون متضامنون مع أهل التجّمع، أمضوا لياليَ عدة في خيم وبيوت البدو الفلسطينيين هناك بغرض تعزيز صمودهم، ومساندتهم في سياسة رفض قرارات الاحتلال بطردهم من مساكنهم، وهدمها وضمّها بعد ذلك لحدود مدينة القدس.
وفي كل ليلة كان النشطاء الفلسطينيون يبيتون في المضارب البدوية، ويرددون الأغاني الوطنية الفلسطينية، وينشدون ضد الاحتلال وتهديداته بالتهجير، ويقدّمون لأنفسهم دفعة معنوية للبقاء وتحدي تلك الظروف في ظل غياب مقوّمات الحياة الأساسية؛ بسبب منع الاحتلال أصحابَ الأرض من تنفيذ أي مشاريع للبنية التحتية وحتى شق الطرق.
وتسعى سلطات الاحتلال، بعد ضم شرقي القدس، إلى تهويد المنطقة "ج" ومن ضمنها الأغوار التي تشكل 28% من مساحة الضفة، وقد أعلنت السلطات قبل أعوام عدة، خطة لبناء مستوطنة تسمى "E1" تضم أحياء متفرقة في المنطقة الممتدة من شرقيّ القدس حتى نهر الأردن.
وهدمت قوات الاحتلال في العامين الأخيرين نحو ألف منزل في المنطقة "ج"، 75% منها تقع في محيط مدينة القدس والأغوار، فيما هدمت الأربعاء الماضي، عددًا من البيوت في تجمع بدوي آخر قريب يسمى "تجمع أبو نوار".