مزاعم "ويكيليكس" حول أوضاع السنة في إيران محض افتراءات
النائب بشنك: الأعداء يخافون الإسلام ويرتهبون من وحدة الأمة الإسلامية ومشكلتهم في الحقيقة هي مع الإسلام بمفهومه العام وليس مع خصوص الشيعة أو السنة، ولذا نراهم يبذلون كل ما بوسعهم في سبيل تضعيف الأمة الإسلامية وتشتيت قواها.
شارک :
وكالة أنباء التقریب (تنا) : نشر موقع "ويكيليكس" مؤخرا وثيقة ادعى أنها صدرت من السفارة الأميركية في باكو، وجاء في الوثيقة أن "المسؤولين العسكريين في جمهورية آذربيجان قلقون من أوضاع أهل السنة في إيران، وأن هؤلاء المسؤولين يعتبرون أن حالة التوتر في سيستان وبلوشستان هي بسبب طريقة تعامل الحكومة الإيرانية مع أهل السنة وخاصة البلوش" حسب مزاعم الوثيقة.
حول هذا الموضوع التقى مراسل وكالة أنباء التقریب بالمهندس حميد رضا بشنك النائب عن أهالي خاش وميرجاوه بمحافظة سيستان وبلوشستان في مجلس الشورى الإسلامي، وعضو مجمع النواب السنة في المجلس، وسأله عن تقييمه لهذه الوثيقة ورؤيته الخاصة عن أوضاع أهل السنة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، فأجاب:
لا شك أن الإستكبار العالمي هو الجهة الخفية التي تقف وراء ما تروج له الآلة الدعائية الأجنبية حول حقوق الإنسان في إيران، فهم يسعون من خلال الترويج لهذه الأكاذيب الوصول إلى أهدافهم ومآربهم المشؤومة وخاصة في المناطق الحدودية وفي محافظات حساسة من قبيل سيستان وبلوشستان وكردستان.
إن بلدنا العزيز يضم قوميات ومذاهب متنوعة فهناك القومية الكردية والفارسية والبلوشية و... وهناك أيضا السني والشيعي، وهم جميعا يعيشون جنبا إلى جنب كأبناء وطن واحد موحد وبأروع صور التآخي والتلاحم، رغم كل مخططات الإستكبار في إيجاد التفرقة والإختلاف وخاصة بين الشيعة والسنة الذين يعيشون في كنف إيران الإسلام حياة تسودها روح الوحدة العقدية ومشاعر الأخوة الإسلامية، وللإنصاف أقول إن كل عقائد الشيعة والسنة مشتركة، فإلههم واحد ونبيهم واحد وقرآنهم واحد وعباداتهم موحدة، بل حتى إن النقاط التي يركز عليها الأعداء ويعتبرونها نقاط إختلاف بين الشيعة والسنة، هي نفسها تعتبر من النقاط المشتركة، فالأئمة وأهل البيت هم جميعا محترمون لدى السنة والشيعة على حد سواء.
المسألة الهامة الأخرى هي مسألة قيادة الثورة الإسلامية، نحن السنة نعتبر الإمام الخامنئي قائداً لنا جميعا ونؤكد قبولنا ودعمنا لسماحته، ونعيش في كنف هذا النظام المقدس وفي ظل إرشادات قائد الثورة الإسلامية، ونعلن بصراحة أنه لا توجد أية قيود أو مضايقات في ممارسة شعائرنا العبادية والمذهبية، وهذا الكلام في الحقيقة ليس مجرد إدعاء بل يمكن فهمه بوضوح وشفافية من خلال رؤية الإمام الخامنئي في هذا الشأن وإهتمامه الخاص بشؤون أهل السنة.
من هنا ينكشف أن كل الإدعاءات المشبوهة هي في الحقيقة تأتي في سياق محاولات الأعداء لبث الفرقة وإيجاد الإختلاف بين القوميات والمذاهب في إيران.
إن أعداءنا يخافون الإسلام ويرتهبون من وحدة الأمة الإسلامية ومشكلتهم في الحقيقة هي مع الإسلام بمفهومه العام وليس مع خصوص الشيعة أو السنة، فنراهم يبذلون كل ما بوسعهم في سبيل تضعيف الأمة الإسلامية وتشتيت قواها، إنهم مرعوبون من المشروع النهضوي والأفكار التنويرية المتنامية يوما بعد يوم في هذا البلد، لأنهم يعلمون جيداً أن هذه الحركة ستكشف النقاب عن الوجه القبيح لقوى الإستكبار وتظهرهم على حقيقتهم وخاصة الأميركيين الذين نهبوا ثروات هذ الشعب وتلاعبوا بمقدراته لسنوات طويلة إلى أن فقدوا سطوتهم على هذا البلد نتيجة انتصار الثورة الإسلامية المباركة.
هذا هو حقيقة الأمر، وإلا فإن موضوع التعايش بين القوميات والمذاهب المختلفة في إيران يسلك منحاه الطبيعي والعادي ولا يوجد هناك أي إشكالية أو حالة غير طبيعية بهذا الخصوص، هناك في محافظة سيستان وبلوشستان على سبيل المثال عوائل ينتمي أفرادها إلى أكثر من مذهب، فقد تجد الإبن مثلا على غير مذهب أبيه، أو ترى شيعيا يصاهر عائلة سنية أو بالعكس، وأنا أتساءل هنا: إن كانت هناك قيود أو مضايقات لأبناء السنة في إيران، فكيف لنا أن نفسر هذا التعايش السلمي والعلاقات الدافئة و الأخوة والتواصل بين أبناء المذهبين ؟ ..
هناك تطورات إيجابية هامة على صعيد الوحدة والتوافق وتوطيد أواصر الأخوة بين السنة والشيعة في البلد خاصة في المحافظة التي أمثل بعض أهاليها في المجلس، وهي تبلغ مستوى بحيث لا يمكن أن نلمح نظيراً لها في أي نقطة من نقاط العالم، ولذا فمن الحري على العدو أن يدرك ويتفهم هذه التطورات، ولا يتعب نفسه بهذه المحاولات البائسة والفاشلة.
النقطة الأخرى التي أود الإشارة إليها هي أن الإختلافات الجزئية والهامشية التي قد توجد في العائلة الواحدة هي أمر طبيعي، وذلك نتيجة الإختلاف الطبيعي في آراء وأفكار بني آدم من شخص لآخر، فكما قد يكون هناك اختلاف في وجهات النظر بين الأب وابنه والأخ مع أخيه أو في داخل الإطار الشيعي نفسه أو السني، فقد يكون هناك اختلاف أيضا بين السني والشيعي، ولكن ذلك لا يتعدى عن كونه اختلافاً في وجهات النظر الجزئية والهامشية، وهو كما ذكرنا أمر طبيعي وصحي، وسوف لن ينسى أهل السنة في إيران بل في جميع أنحاء العالم إرشادات وخطب قائد الثورة الإسلامية الإمام الخامنئي في محافظة كردستان ومواقفه تجاه أهل السنة وخاصة الفتوى الأخيرة بخصوص حرمة الإساءة لمقدسات أهل السنة، والتي أكدت بشكل قاطع أن المسألة المذهبية غير مطروحة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بل أساس كل شيء في هذا النظام المقدس هو حفظ القيم والمبادئ الإسلامية الأصيلة.
وأؤكد مرة أخرى أننا نعيش جنبا إلى جنب على أسس متينة من الأخوة والمحبة والوئام، أما المسائل التي تحدث أحيانا في محافظتنا، فأقسم بالله أنها ليست من عمل الشيعة ولا السنة، وقد شاهدنا جميعا ردود الأفعال الشعبية الغاضبة وبيانات الشجب والتنديد بالعملية الإرهابية البشعة التي خطط لها أعداء الإسلام والصهاينة ونفذها عملاء مأجورون في مدينة تشابهار وإعلان البراءة من هؤلاء المجرمين.
وعلى أعداء الإسلام أن يعلموا أن مؤامراتهم ومخططاتهم المشؤومة لا تؤدى إلا للمزيد من التلاحم والتآخي بين السنة وإخوانهم الشيعة في هذه المحافظة، وعليهم أن يعلموا أن دماء الشهداء ستروي شجرة الإسلام، وأن المسلمين سنة وشيعة يسيرون على خطى نبيهم الأعظم (ص) وأولاده الكرام الذين رووا شجرة الإسلام بدمائهم الطاهرة.
إن رسالتنا إلى أعداء الإسلام وأذنابهم وعملائهم الذين يحاولون العزف على وتر الطائفية وبث الفتن والصراعات في العالم الإسلامي، هي كلمة الإمام الحسين (ع) يوم عاشوراء مخاطبا أعداء الدين والإنسانية (إن لم يكن لكم دين وكنتم لا تخشون المعاد فكونوا أحرارا في دنياكم).