ما تشكله قيم السيد المسيح عليه السلام وهي المحبة وفضائل الأخلاق ورفض الظلم وإقامة العدل،
شارک :
أقام "حزب الله" حفل غداء في بلدة الطيري للفاعليات المسيحية ورؤساء البلديات والمخاتير ومدراء المدارس لبلدات يارون ورميش ودبل وعين إبل وتبنين وصفد البطيخ وبرعشيت، لمناسبة ذكرى ميلاد السيد المسيح، في حضور عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسن فضل الله ومنسق المناطق في "التيار الوطني الحر" أنطوان فرحات ممثلا العماد ميشال عون، وكاهن رعية يارون وعين إبل للروم الملكيين الكاثوليك الأب ماريوس الياس خير الله، ورئيس دير سيدة البشارة في رميش الأب باسيل ناصيف.
وألقى النائب فضل الله كلمة تطرق فيها إلى آخر التطورات السياسية في البلاد، ورأى "أن الهدف من تهوين البعض من شأن ملف الخروق الإسرائيلية لقطاع الاتصالات، هو إبعاد الاتهام عن إسرائيل في جريمة اغتيال الرئيس الحريري، في الوقت الذي يراد فيه للبنان الذي يحقق الإنجازات ضد العدو،أن يعلق ويرهن لضمير المدعي العام الدولي القاضي دانيال بلمار الذي اعلن إنه سيصدر قراره بما يمليه عليه ضميره".
وأكد فضل الله "ما تشكله قيم السيد المسيح عليه السلام وهي المحبة وفضائل الأخلاق ورفض الظلم وإقامة العدل، من قواسم مشتركة بين كل الأنبياء والرسل الذين جاهدوا لهداية الناس إلى طريق الحق والخير والصواب".
ولفت إلى أن "بلدنا لبنان يشكل مختبرا لتفاعل هذه المنظومة القيمية، إذ إن ثروته الإنسانية بتنوع طوائفه وعيش أبنائه سويا تشكل ميزته وفرادته، وهو ما علينا المحافظة عليه بكل الوسائل والسبل".
وأضاف: "إننا من موقعنا السياسي والثقافي من أكثر الحريصين على صيغة لبنان الفريدة أي العيش الواحد بحرية مسؤولة، إن هذه الصيغة - أي العيش الواحد - تشكل نقيضا للعنصرية التي يقوم عليها كيان العدو، لذلك فإن لبنان هدف دائم للعدوانية الإسرائيلية، وإثارة النعرات والانقسامات وبث الفتن هي سياسة إسرائيلية دائمة ضد بلدنا".
بدوره، ألقى رئيس دير سيدة البشارة في رميش الأب باسيل ناصيف كلمة دعا فيها الجميع إلى التكاتف في هذا العيد "لأننا أبناء وطن واحد، وكلنا نضحي لهذا الوطن ونبذل كل غال ونفيس في سبيل هذا الوطن حتى يبقى لنا سيدا حرا مستقلا".
من جهته، شكر كاهن رعية يارون وعين إبل للروم الملكيين الكاثوليك الأب ماريوس الياس خير الله، "حزب الله" قيادة وكوادر على تنظيم حفل الغداء، مبديا "التقدير للتضحيات الجمة التي قدمها الحزب والتي لولاها لكانت أرضنا العزيزة التي نقف عليها اليوم، ما زالت مدنسة من قبل الاحتلال، ولما استطعنا الاحتفال معا بعيدنا المجيد وبكل أعيادنا المباركة".
وعبر عن "الامتنان لكل المساعدات التي قدمها ويقدمها حزب الله لأهالي الجنوب، ما يخفف عنهم الحرمان ويساعدهم في تثبيت وجودهم على أرض الجنوب، أرض العيش الواحد، وحيث لا تفرقة بين دين ودين وإنسان وآخر، إلا بقدر إيمانه ومحبته لوطنه واستعداده للدفاع عنه وعن أبنائه الصامدين".
وأعرب عن سروره بهذا اللقاء "مسلمين ومسيحيين في جنوبنا الحبيب، لنحتفل ونتبارك ونصلي ونتأمل، موحدين محبين، أهل خير وبر، وما تعودنا إلا على التلاقي وحسن الجوار، وما عرفنا إلا التعاون الصادق والوحدة الأخوية التي كرستها أدياننا السماوية وقيمنا الإنسانية وتاريخنا المشترك، وإن فرقتنا غيوم سوداء في لحظات ضائعة من الحياة، فالغيم ولّى والشمس أشرقت في القلوب وعلى الوجوه النيرة وستبقى بإذن الله سماء وضاءة لا تأفل ولا تغيب".