توافد المسلمون والمسيحيون للتبرع بالدم لمصابي الاسكندرية
توافد عشرات الشباب للتبرع بالدم لصالح ضحايا حادث كنيسة القديسين فيما استنكرت جماعة الإخوان ،علماء الإسلام والأزهر الشريف ومجمع البحوث الإسلامية، واحزاب وطنية و اسلامية.
شارک :
وكالة أنباء التقریب (تنا) توجه عشرات الشباب الی مستشفى ''شرق المدينة'' بالأسكندرية والمستشفى الجامعي العام السبت للتبرع بالدم لصالح ضحايا حادث كنيسة القديسين الذين بلغ عددهم حسب الاحصائيات ما يقرب من ٨٠ مصاباً.
واستجاب عشرات المواطنون ومعظمهم من الشباب، مسلمون ومسيحيون، لدعوات عدة انطلقت منذ وقوع الحادث عبر شبكة الإنترنت للتبرع بالدم لإنقاذ ارواح المصابين والتعبير عن التضامن الشعبي مع ذويهم. وكان الأمن حاول منع عدد من الشباب والأهالي من دخول المستشفى في وقت سابق خوفا من وقوع أحداث شغب أو احتكاكات بين مسلمين ومسيحيين قبل أن يتم السماح عقب خروج جثمانين المتوفين بدخول الراغبين في التبرع بالدم.
وعلى صعيد اخر استنكرت جماعة الإخوان بمحافظة الإسكندرية الحادث الأليم الذى وقع أمام كنيسة القديسين بالإسكندرية السبت، وما تم من تفجيرات أودت بحياة أعداد من المسيحيين والمسلمين وإصابة العشرات، ووصفتها بـ"الآثمة".
واضافت الجماعة فى بيانٍ لها امس تلقت وكالة التقريب نسخة منه, الحادث بـ"الإجرامى"، مؤكدة أن ما تمَّ من أعمال عنف ضد مسيحيى مصر هو حادث يرفضه كل أبناء الشعب، وقدَّمت التعازى لأسر مسيحيى ومسلمى مصر، مؤكدة رفضها كافة أشكال العنف والتهديد وترويع الآمنين من المسيحيين والمسلمين.
ومن جانبهم اعلن عدد من علماء الإسلام والأزهر الشريف ومجمع البحوث الإسلامية، استنكارهم لمحاولة تفجير كنيسة القديسين بالإسكندرية، والتى راح خلالها ضحايا أبرياء من المسيحيين والمسلمين، مؤكدين أن تلك الأحداث وراءها أيادٍ خارجية وليست داخلية، وأن الموساد الإسرائيلى والإدارة الأمريكية ليست بمنأى عن تلك التفجيرات ومحاولات الوقيعة بين المصريين مسلمين وأقباط.
و قال المتحدث الرسمى باسم الأزهر الشريف السفير محمد رفاعة الطهطاوى، أن الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف عقب عودته من الاقصر سيقوم بزيارة خاصة للبابا شنودة الثالث بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية لتقديم العزاء باسم الأزهر فى ضحايا الحادث الإجرامى الذى تعرضت له كنيسة القديسين فى الاسكندرية, كما سيعقد الامام مؤتمرا صحفيا بمقر مشيخة الازهر وذلك عقب القيام بزيارة البابا شنودة الثالث.
وكان شيخ الازهر قد أكد أن حادث كنيسة الاسكندرية محرم شرعا لأن الإسلام أوجب على المسلمين حماية الكنائس كما يحمون المساجد, واصفا ذلك العمل بأنه آثم ولا يصدر من مسلم يعرف دينه, مطالبا المصرين جميعا بالتمسك بوحدتهم الوطنية.
من جانبه اكد الدكتور نصر فريد واصل مفتى الجمهورية الأسبق وعضو مجمع البحوث الإسلامية أن هذا الأمر وراءه أيادٍ عابثة خارجية تريد تفريق وحدة الأمة وإحداث فتنة داخلية بما لا يحمد عقباه، وهذا ضد الإسلام وعقيدته والمجتمع المسلم الذى يحب الأمن والسلام، مضيفاً هذا التفجير يأتى بعد القبض على الجاسوس وما يحدث فى السودان والعراق وأفغانستان، فمن الذى وراء كل هذا.
فى السياق ذاته قال الدكتور محمود مهنى عضو مجمع البحوث الإسلامية ونائب رئيس جامعة الأزهر الأسبق لفرع أسيوط، أن الحادث الأخير الذى شهدته الإسكندرية العاصمة الثانية إجرامى لا يعرفه الإسلام والمسلمون، وذلك لأن القرآن الكريم والسنة النبوية أمرانا نحن المسلمين أن نحافظ على كنائس المسيحيين وأديرتهم وسائر أنواع الديار التى يعبد فيها الله عز وجل، والدليل على ذلك أن من مصاديق الجهاد، المحافظة على الكنائس الصغيرة والكبيرة وأماكن عبادة اليهود لقول الله تعالى "ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيراً"، فمن أحدث فيها شيئاً، ولو كان صغيراً، فعلى الحاكم أن يعاقبه بما يستحقه، لأنه افترى واحتقر وقتل الأبرياء.
اما الدكتور محمد المختار المهدى عضو مجمع البحوث الإسلامية والرئيس العام للجمعيات الشرعية فشدد علی أن الأمريكان والصهاينة هم من يقفون وراء أحداث الفتن فى مصر، وهذا الأمر معلن من قبلهم ويجب أن نستحضر الخطر الماثل فى هذه الفتنة الواردة من الخارج ولابد أن نستيقظ، لأنها مصلحة الأمة، مطالباً بالتصدى لتلك الهجمات بمزيد من التربية الدينية عند أطفالنا الصغار.
من ناحيته اكد الشيخ على عبد الباقى أمين مجمع البحوث الإسلامية، أن تلك التفجيرات جريمة ينكرها كل عاقل بصرف النظر عن أى دين يتبعه. وأضاف أن ما حدث عمل إجرامى يستهدف مصر كلها، وأن مسئولية حماية دور العبادة فى مصر تقع على المصريين جميعاً مسلمين ومسحيين، لأن هؤلاء الأبرياء الذين راحوا ضحايا نتيجة هذا العمل الإجرامى لا ذنب لهم، ولابد أن يفهم المصريون جميعاً أن هذا تدخل خارجى يستهدف الوقيعة بين المصريين، مطالباً الجميع بالوقوف يداً واحدة لكى يردوا على الأعداء بهذا الاتحاد والقوة، وأن يحموا دور العبادة بأرواحهم وأجسادهم، سواء كانت مسيحية أو مسلمة، موضحاً أن الأزهر يستنكر كل ما حدث، لأنه لا يقره أى دين، فالجميع حزين والمصريون كلهم مفجعون بذلك الحادث. القاهرة :احمد السيوفي