رفض العوا ان يكون التضييق عل التيار الديني السياسي هو سبب الاحتقان الطائفي , وان هذا العمل ليس له علاقة باي دين ومذهب مؤكدا الى ضلوع عملاء الصهاينة بهذا الحادث .
شارک :
وكالة انباء التقريب (تنا) : دعا المفكر الإسلامي د. محمد سليم العوا إلى توجيه أصابع الاتهام إلى أجهزة الاستخبارات الصهيونية بالضلوع في ارتكاب جريمة تفجيرات كنيسة القديسين، وقال إن ثمة اتفاقا بين الجماعة الوطنية والمثقفين المسلمين والمسيحيين ورجال الأمن على توجيه الاتهام لقوى خارجية.
واعتبر العوا في تصريح خاص للجزيرة نت أن الحادث الذي وقع في الإسكندرية ليلة رأس السنة جريمة مستنكرة بجميع المقاييس الدينية والإنسانية، "ولا يمكن لمؤمن بالله أن يجرؤ على مثل هذا العمل" مشددا على أنه ليس هناك دين ولا عقيدة ولا مذهب سياسي يجيز قتل الأبرياء.
وأكد أن حرمة الدماء في أماكن العبادة أمر لا لبس فيه، موضحا "كما ندين الاعتداء على المصلين في القدس والحرم الإبراهيمي في الخليل، ندين بنفس القوة الاعتداء الذي استهدف إخواننا الأقباط وهم في كنيستهم ليلة رأس السنة".
وأضاف "إنني أعتقد اعتقادا قويا أن الذي وراء العمل المجرم هم عملاء للاستخبارات الصهيونية، سواء كانوا مصريين ضالين أو مضلين أو غير مصريين، وهو ما ننتظر أن تكشفه السلطات الأمنية المصرية".
دور الأمن ورأى العوا أن الدور الآن ليس على الجماعة الوطنية ولا للمثقفين المسلمين والمسيحيين المتفاهمين والمتفقين أصلا على معظم القضايا الوطنية، وإنما الدور الآن على أجهزة الأمن والمخابرات للبحث والتحري والتحقيق لضبط الفاعلين وكشف هويتهم، حتى ولو كانوا قضوا في التفجير كما ترجح الرواية الأمنية.
وقال العوا "على أجهزة الدولة بذل كل الجهد لضبط الجناة والمخططين" غير مبعد دور المثقفين المسلمين والمسيحيين الذين قال إنهم يستطيعون التحرك بمرونة بعيدا عن القيود التي تميز حركة المؤسسات الدينية الرسمية (الأزهر والكنيسة).
وأبدى العوا سعادته باتفاق رجال الأمن والسياسيين والمسؤولين الحكوميين على توجيه الاتهام للأجانب والقوى الخارجية و"هي الصهيونية على وجه الخصوص لأن لها مصلحة في هذه الجريمة وفي تدمير الوجود المصري، ولها سوابق مثل قضية الإسكندرية الشهيرة عام ٥٤ عندما أرسل وزير الدفاع الإسرائيلي حينها ضفادع بشرية لتفجير المدينة".
ليس طائفيا وعن فشل قيادات الكنيسة والأزهر في معالجة الأزمات الطائفية، قال إن قيادات الأزهر لم تفشل في أزمة وفاء قسطنطين (زوجة كاهن قيل إن الكنيسة تحتجزها منذ ٢٠٠٥ لإعلانها الإسلام) بل قيادات الكنيسة هي التي فشلت.
وأكد أن ما حدث في الإسكندرية لا يمكن أن يكون نتيجة هذا الشحن الديني والعاطفي الداخلي "لأن هذا الشحن غايته المطالبة السلمية والقانونية بإخراج وفاء قسطنطين من محبسها في الدير وتركها تعيش حياة طبيعية.
أما كامليا شحاتة (زوجة كاهن آخر تردد أنها أسلمت وتحتجزها الكنيسة أيضا) -يضيف العوا- "فأؤكد مجددا أنها لم تسلم، وأن مشكلتها شأن مسيحي تماما".
واستبق العوا ما يخشاه الناس من إمكانية تسريع إصدار قانون مكافحة الإرهاب المثير للجدل بعد حادث الإسكندرية، فقال "أنا ضد إصدار قانون لمقاومة الإرهاب لأن نصوص قانون العقوبات والإجراءات الجنائية المصريين كافيان جدا لمواجهته".
وأوضح أن مصر واجهت الإرهاب على مدى عقدين في الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي دون قانون مكافحة إرهاب، ونجحت في تحويل الذين يقومون بأعمال عنف إلى السلم الأهلي وإلى دعاة سلام ومواطنين صالحين.
ورفض العوا بشدة أن يكون التضييق على التيار الديني السياسي وغير السياسي سبب تأجيج الاحتقان الطائفي، وقال "ما حدث ليست له علاقة بالمتدينين ولا بالتدين.. هذا عمل لا يقوم به إلا مجرم لا يعرف الله ورسوله ولا الإسلام ولا المسيحية".