كتاب " الربا والاقتصاد والتمويل الإسلامي.. رؤية مختلفة"
وكالة أنباء التقريب (تنا)
صدر كتاب «الربا والاقتصاد والتمويل الإسلامي.. رؤية مختلفة» للباحث د. حامد الحمود العجلان، عن مركز دراسات الوحدة العربية (ضمن سلسلة أطروحات الدكتوراه) ويناقش الكتاب إحدى القضايا الاقتصادية الشائكة التي تتعلق بمفهوم «الربا» في التعاملات المالية، وأثره في المجال الاقتصادي خاصة على الدول الإسلامية، مبرزا تأثير المناخ الثقافي بالصحوة الإسلامية على إحياء هذا المفهوم، ومحاولة بناء تصور عن «اقتصاد إسلامي».
شارک :
يتناول الكتاب التغيرات التي حدثت في المفهوم الديني للربا، والظروف الاقتصادية والسياسية التي أدت إلى ظهور مفهوم الاقتصاد الإسلامي لأول مرة، ولاحقا إرساء دعائم الصناعة المصرفية الإسلامية. ويسلط المؤلف الضوء على قضية تحريم الفائدة (الربا) والخلاف حول ما يمكن اعتباره معاملة ربوية، فيرى أن ذلك ليس أمرا ينفرد به الدين الإسلامي أو المسلمون، فقد كانت الشعوب، على اختلاف أديانها وثقافتها، تنظر بالإجماع إلى ممارسة الربا بازدراء. ويرى أن الصحوة الدينية بين المسلمين أدت إلى زيادة الجدل حول الموضوع، وإلى جعل عدد أكبر من الناس في البلدان الإسلامية، وفي المنطقة ، بشكل خاص، يساوي بين فوائد المصارف والربا، مما خلق حاجة أو فرصة لتطوير التمويل الإسلامي كبديل للصناعة المصرفية التقليدية. بسبب هذه المعطيات يراجع المؤلف التغيرات السياسية والاقتصادية التي اجتاحت منطقة الخليج الفارسي في العقود الثلاثة الأخيرة، والتي جاءت بالثروة والنهضة الدينية اللتين جعلتا هذه المنطقة الموطن الطبيعي للصناعة المصرفية الإسلامية.
ويتناول المؤلف في فصلين، من الكتاب، تطور الصناعة المصرفية في الكويت كحالة مرجعية، فيعرض خلفية التنمية الاقتصادية في الكويت، وخصوصا تطور قطاعها المالي، والتحدي الذي فرضه تأسيس أول مصرف إسلامي، فيها. كما يلقي الضوء على مستقبل الصناعة المصرفية الإسلامية في الكويت، والدور الريادي الذي قد تؤديه الكويت في المجال المصرفي، في المستقبل.
لكن الكتاب يخلص إلى وجود مأزق يمكن أن تلج إليه الصناعة المصرفية الإسلامية بسبب إصرارها على مفهوم أصولي للربا: «في مسعاهم إلى توسيع أصولهم وزيادة ربحيتهم من الصناعة المصرفية الإسلامية، فإن رجال الأعمال و المديرين يغفلون النتيجة الاجتماعية لاعتمادهم على المقاربة الأصولية للدين، وبالتالي يزيدون حدة المقاومة للتغير الاجتماعي الذي يمكن أن يرتقي بمنظمة القيم إلى مستوى أعلى».