تاريخ النشر2011 23 January ساعة 03:24
رقم : 37683

قمع مظاهرة قبل ظهورها في الجزائر

أحبطت قوات الأمن الجزائرية محاولة لحزب "التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية" (علماني معارض)، لتنظيم مسيرة بالعاصمة، وقد حدثت مواجهات بين الشرطة ومجموعة من المتظاهرين أوقعت ٤٢ جريحا بينهم رئيس كتلة حزب التجمع بالبرلمان وسبعة شرطيين.
قمع مظاهرة قبل ظهورها في الجزائر
وكالـة أنبـاء التقريـب(تنـا)
أعلن "سعيد سعدي" رئيس "حزب التجمع من اجل الديمقراطية" الجزائري، الذي دعا انصاره إلى تظاهرة محظورة، في تصريح له مع وكالة "فرانس برس" أن ٤٢ من أنصاره أصيبوا بجروح في مواجهات مع الشرطة خلال هذا التجمع.
 
وكان حزب التجمع قد دعا إلى مسيرة السبت بالرغم من وجود قانون يمنع المسيرات بالعاصمة، تنطلق من ساحة أول مايو إلى مقر المجلس الشعبي الوطني (البرلمان)؛ معلنا أنها سلمية والهدف منها "المطالبة بالإفراج عن السجناء الذين اعتقلوا خلال المظاهرات الأخيرة، ورفع قانون الطوارئ، واستعادة الحريات الفردية والجماعية التي يكفلها الدستور، وحل جميع المجالس المنتخبة" وفق ما جاء في البيان. 

وعززت المديرية العامة للأمن الوطني، قوات الشرطة على طول مسار التظاهرة في العاصمة الجزائرية وشوهدت تعزيزات أمنية مشددة في ساحات وشوارع قريبة من مقر الحزب.
 
وطوقت الشرطة محيط المقر ولم تسمح لنشطاء الحزب المقدر ببضع عشرات بالخروج، وقالت مصادر إعلامية جزائرية إن "مشادات" قد وقعت بين نشطاء وقوات مكافحة الشغب. 

وشعر مواطنون دخلوا العاصمة صباح السبت بوجود تشديدات أمنية في المراقبة عن طريق حواجز الشرطة على طوق العاصمة، وشوهدت عربات مصفحة وآليات خاصة بمكافحة الشغب كشاحنة المياه الساخنة، كما بدت العاصمة وقد اكتست بالأزرق، وهو لون بزات رجال الشرطة. 

كما شوهدت عناصر الشرطة وقد ارتدت واقيات في أرجلهم وصدورهم، وخوذات للرأس، ولوحظ معهم عناصر من الحماية المدنية (الدفاع المدني) مع سيارات إسعاف تابعة لها. 

وقال شرطي مشارك في التنظيم إن التعزيزات قد جاءت من ولايات عديدة من البلد، وإنها مرابطة بالعاصمة منذ أكثر من أربعة أيام. 

وعلى الصعيد السياسي، انتقدت أحزاب سياسية دعوة حزب التجمع لتنظيم المسيرة، حيث انتقد حزب "جبهة القوى الاشتراكية" (معارض)، دعاة المسيرة والسلطة السياسية معا. 

وقال في بيان صادر عن أمانته العامة "العديد من السياسيين الجزائريين (في إشارة على ما يبدو إلى حزب التجمع الذي لم يذكره بالاسم) يحاولون استغلال الظروف الحالية التي تمر بها الجزائر لربطها مع الانتفاضة الشعبية بتونس وذلك لأهداف سياسية داخلية، يحاولون عن طريقها التموقع في الساحة السياسية مع اقتراب موعد الانتخابات". 

كما شبه بيان مصالح ولاية الجزائر العاصمة بخصوص تحذير المواطنين من المشاركة بالمسيرة بـ"الممارسات الستالينية في زمن الحقبة السوفياتية". 

وامتنعت أحزاب المعارضة عن التعليق على خطوة الحزب، إلا أنها دعت إلى "رفع حالة الطوارئ" بينما حمل البعض الآخر حزب سعدي "مسؤولية الانزلاقات التي قد تحدث". 

ومن جانبها، اتهمت أحزاب التحالف الرئاسي (الموالاة)، خطوة التجمع لتنظيم المسيرة، وقال حزب "جبهة التحرير الوطني" إن "سعدي (الأمين العام للتجمع) يسعى لركوب الموجة" كما ندد بالمسيرة واصفا إياها بـ"الاستفزاز والمغامرة". 

وبينما اعتبر حزب "التجمع الوطني الديمقراطي" (ديمقراطي) أن "المكان والزمان غير مناسبين لمثل هذه المسيرات"، قال حزب "حركة مجتمع السلم" (إسلامي) إنه يرفض "تحريف مطالب الشباب واستغلالها سياسيا". 

وعلى صعيد اخر حذرت "الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان" على لسان "مصطفى بوشاشي" رئيس الرابطة، من أن حظر التظاهرات والمسيرات السلمية التي تشرف عليها أحزاب المجتمع المدني، قد يؤدي إلى انفجار اجتماعي؛ مضيفاً بأنه امر مؤسف.
 
كما حذر رئيس الحكومة الجزائرية الأسبق "سيد أحمد غزالي" ما وصفه بتسونامي سياسي في الجزائر إذا لم تقم الحكومة بتغييرات سياسية على خلفية ثورة التونسيين التي أطاحت بالرئيس زين العابدين بن علي.


https://taghribnews.com/vdcipqap.t1ayv2csct.html
المصدر : وكالات
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز