مسيرات المولد النبوي .. عادة شبابية طنجاوية (المغرب)
تنا
في كل ليلة من ليالي المولد النبوي الشريف، تجوب عددا من شوارع أحياء طنجة الشعبية مسيراتٌ يردد الحاضرون فيها أناشيد في مديح خير البرية رسول الله صلى الله عليه وسلم، لكن الأمطار كانت حائلا ليلةالاثنين في إحياء هذه العادة، إذ اقتصرت على المساجد فقط.
شارک :
في كل ليلة من ليالي المولد النبوي الشريف، تجوب عددا من شوارع أحياء طنجة الشعبية مسيراتٌ يردد الحاضرون فيها أناشيد في مديح خير البرية رسول الله صلى الله عليه وسلم، لكن الأمطار كانت حائلا ليلةالاثنين في إحياء هذه العادة، إذ اقتصرت على المساجد فقط.
ودأب مجموعة من شباب المدينة، منذ سنوات مضت، على تطوير العادة القديمة لدى سكان طنجة، والشهيرة ب"ليلة التبشير"، التي كانت تقتصر على التجمع في مساجد وبيوت متفرقة وذكر الله ومدح رسوله صلى الله عليه وسلم؛ لكنها مؤخرا أصبحت تأخذ شكلا آخر، إذ يتم استخدام مكبرات الصوت في تجمعات ثابتة في البداية، يتم خلالها ذكر الله ومدح أشرف الخلق، قبل أن تنطلق على شكل مسيرة تجوب مجموعة من الأحياء وتعرف إقبالا كبيرا من طرف الساكنة التي ترافقها من بدايتها إلى نهايتها.
وتتجمل مجموعة من الأحياء الشعبية لاستقبال المناسبة، قبل أن تنطلق الاحتفالات مباشرة بعد صلاة المغرب وتستمر إلى وقت متأخر، على شكل مسيرات يتقدمها ويحضرها مجموعة من الأطفال، يتمّ تجميلهم خصيصا لإضفاء رونق على هذه التجمعات الاحتفالية.
ويتم خلال هذه المسيرات إطلاق مجموعة من الأمداح المُسجلة سابقا حيناً، أو ترديد أخرى مباشرة من طرف بعض الفرق الإنشادية التي تخصص لها منصة لهذا الغرض.
وبنفس الطريقة التي تبدأ بها، تتوقف المسيرات في أماكن وساحات محددة مسبقا، ليتم بعدها ختم التجمّع والتفرق على إيقاع مديح خير البرية.
وكانت ساكنة مدينة طنجة وضواحيها في السابق تطلق على ليلة الاحتفال بالمولد "ليلة التبشير"، والتي كانت تشهد تجمعات للرجال في المساجد، بينما تتجمع النساء في بيت إحدى المتطوعات التي تقوم بتضييفهن طمعا في الأجر.
في المقابل، لازالت عادة ترديد الأمداح بالمساجد، بشكل رسمي أو شعبي، متواصلة، وإن كانت الطرقالجديدة غطت عليها وأصبحت أكثر إقبالا من طرف الساكنة.
حري بالذكر أيضا أن الاحتفالات بالمولد النبوي تستمر إلى غاية ما يعرف ب"سابع المولد"؛ وذلك من خلال عادة "موكب الهدايا" الذي يجوب ساحة المدينة الرئيسية بالبوليبار.