البعض الذي راهن على المحكمة التي أصبحت وظيفتها وظيفة أمريكية وإسرائيلية بامتياز, قد لا يربح المحكمة ولا السلطة. وكل من تعامل وتعاون مع الاميركيين يعلم جيداً أنهم يتركون أصدقاءهم في وسط الطريق ولا يفتدون بشيء من أجلهم. وهذه تجربة النظام التونسي حالياً والنظام العراقي سابقاً ماثلة في الأذهان,
شارک :
رأى سماحة العلامة الشيخ عفيف النابلسي في محاضرة في حوزة الامام الصادق (ع) في صيدا: أن البعض في لبنان يُبدي ريادة في الخطاب المذهبي كلما احتاج بعض السياسيين إلى مثل هذا الخطاب لتعبئة جمهوره واستمالته, حتى وصلنا في لبنان إلى أرخص أنواع الممارسة السياسيّة وإلى أرخص أنواع الخطاب السياسي وكل ذلك على حساب الخطاب الوطني الذي نراه غائباً وعاجزاً عن الحضور بقوّة وسط العشائريات والقبائليات التي نعيشها اليوم. أضاف: نتمنى أن لا يحصل زلزال في البلد. ولكن هذا الوضع مؤشر على أننا في لحظة غرق, فتضييق مسافات الحوار من جديد ليتجه الجميع إلى الصدام. والبعض الذي راهن على المحكمة التي أصبحت وظيفتها وظيفة أمريكية وإسرائيلية بامتياز, قد لا يربح المحكمة ولا السلطة. وكل من تعامل وتعاون مع الاميركيين يعلم جيداً أنهم يتركون أصدقاءهم في وسط الطريق ولا يفتدون بشيء من أجلهم. وهذه تجربة النظام التونسي حالياً والنظام العراقي سابقاً ماثلة في الأذهان, والتي يُفترض أن تشكل بصيرة لهذا البعض في لبنان في تحديد خياراته واتخاذ مواقفه. وتابع سماحته: مخطىء من يعتقد أن المقاومة تستقوي على أحد في هذا البلد من خلال سلاحها. فهذا السلاح كان وسيبقى لمواجهة العدو الإسرائيلي لكن على الأطراف الأخرى التي تجد في هذا السلاح خطراً على البلد أن لا تمارس الاستفزاز المتعمد وأن لا تستقوي بالخارج وأن لا تفسح للعدو الإسرائيلي أن ينال من لبنان وسيادته. وإذا كان البعض يعتبر نفسه مقاوماً أيضاً فلماذا يتناقض مع المقاومة ويتواجه معها بل يُفترض به أن يكون متكاملاً معها في الدفاع عن لبنان. ولكن على ما يبدو أن هذا الخطاب بات معروفاً أنه للتمويه والتضليل ليس إلاّ. مكتب بيروت