على الرغم من أن الإسلام يعتبر ثاني أكبر ديانة في الهند، فإن المسلمين لا يمتلكون حزباً قوياً مؤثراً في الحياة السياسية الهندية، ولا جماعات ضغط قادرة على التأثير في الواقع.
شارک :
فالهند تعتبر الدولة الثانية في العالم من حيث عدد المسلمين فيها بعد إندونيسيا، حيث تضمّ نحو مائتي مليون مسلم، بنسبة 20% من سكان الهند، إلا أنّ أكثر من نصفهم يعيشون تحت خطّ الفقر.
ومع أنّ الإسلام يعتبر ثاني أكبر ديانة في الهند، فإنّ المسلمين لا يمتلكون حزباً قوياً مؤثراً في الحياة السياسية الهندية، ولا جماعات ضغط قادرة على التأثير في الواقع، وإن كان المسلمون تمكنوا من التأسيس لعدد من الجامعات والمؤسسات الثقافية والتربوية المنافسة في المجال التعليمي والديني.
رئيس الجامعة الإسلامية بولاية "كيرلا" الهندية، عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية في الهند الدكتور عبد السلام أحمد، أعطى صورة عامّة عن وضع المسلمين في الهند في حديث صحفي سابق له، حيث قال: "يُعتبر المسلمون في الهند ثاني أكبر تجمع إسلامي في العالم بعد إندونيسيا، حيث يبلغ عددهم نحو 200 مليون نسمة، ويشكّلون ما يقارب 20% من نسبة السكّان في الهند. الحمد لله، أوضاعهم من الناحية الدينية جيّدة، على خلاف ظروفهم الاقتصادية التي يواجهون فيها بعض المشاكل، في الاقتصاد والتعليم وغيرها من المجالات الحياتية.
وتابع: المسلمون على الرغم من أنهم يمثلون الأقلية الأولى بعد الهندوس، إلا أنهم في نهاية المطاف يتمّ التعامل معهم كأقلية، وأصواتهم ضئيلة، كما أن مشاركتهم في الأحزاب السياسية ضعيفة. وكما هو معلوم، فإن الأحزاب السياسية يهتمون بالعدد. فأغلبية الأحزاب هم من غير المسلمين، وهم يهتمون بقضاياهم أكثر مما يهتمون بقضايا المسلمين.
وأضاف أنّ نسبة الشيعة قياساً إلى عدد مسلمي الهند قليلة جداً، ولا يزيد عددهم عن نسبة 2% من عدد مسلمي الهند، وليس لهم تكتّل أو حزب مستقل، ووجودهم لا يؤثر في حياة المسلمين، على الرغم من ممارستهم لبعض الأنشطة والفعاليات.
من الناحية الاقتصادية يعيش 55% من مسلمي الهند تحت خط الفقر، وأوضاعهم متخلفة جداً لأنهم مهمشون، فأكثرهم من العمال في المجالات اليدوية البسيطة، ومن تمكن منهم من الارتقاء إلى مصاف الأغنياء، فسيواجه بمشاكل من طرف الحزب الهندوسي المتطرّف".
المسلمون اليوم يأملون بعمل حزبي فاعل، وفي إطار جماعي منظَّم يحقّق لهم آمالهم، ويعبّر عن طموحاتهم، وينقلهم إلى موقع التأثير والقرار، وهذا ما لن يتحقّق بغياب رؤية موحَّدة وجهود مخلصة ونوايا حسنة بين المسلمين جميعاً، بعيداً من كلّ الحسابات، من أجل تأكيد الحضور الإسلامي الأصيل والمنفتح، ودفع الصورة السلبية عن المسلمين التي يحاول تكريسها كثيرون، كما يعوّل المسلمون على دور الشباب الواعي والمسؤول في حفظ المصالح الإسلاميّة، وحمل لواء المشاركة بكلّ إخلاص وحكمة.