تاريخ النشر2011 9 February ساعة 12:29
رقم : 39477
أكاديمي لبناني لوكالة أنباء التقريب..

التقريب يعني ازالة اسباب التدافع والتنازع

لا يمكن ان تقيم علاقات او تقريب بين المذاهب دون التقريب بين الاديان ولا يمكن التقريب بين الاديان دون التقريب بين الثقافات ولا التقريب بين الثقافات دون التقريب بين الثقافات ويصعب اقامة كل ذلك ان لم يكن هناك الحدود الدنيا من التقريب
سمير سليمان
سمير سليمان

وكالة أنباء التقریب (تنا)

على اعتاب انعقاد المؤتمر الدولي الرابع والعشرين للوحدة الاسلامية في عاصمة الجمهورية الاسلامية الايرانية طهران اجرت وكالة أنباء التقریب حوارا مع الأستاذ الجامعي اللبناني وعضو المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الدكتور سمير سليمان وفيما يلي نص الحوار:

ما هي اهم المحاور التي يجب اعتمادها للحوار بين المذاهب؟

انا اميل الى مصطلح دراسة العلاقات بين الجماعات وهذا في رأيي افضل لانه يزيل الاشكالات المتعلقة بأسباب التدافع والتنازع بين الجماعات وبين الامم وبين الشعوب وبين الدول .
وان دراسة هذه العلاقات تكشف كل الجوانب المظلمة التي لم نتوصل بعد الى كشف ابعادها وخلفياتها، كما ان دراسة هذه العلاقات يمكن ان تقدم مادة علمية تراكمية يمكن ان تفيد اذا ما اردنا ان نستخدم فيما بعد مصطلح التلاقي ومصطلح الحوار، وهذا هو صلب المقصود بالاية القرانية بالتعارف . 

برأيي أن هذه المؤتمرات
بما فيها مؤتمر الوحدة الذي نحن بصدده  هي اكثر من ضرورية وتكاد تكون اهم الادوات المتوفرة في الوقت الحاضر ودور مجمع التقريب بين المذاهب الاسلامية يلعب هنا دورا اساسيا تجاوز مسألة العلاقات بين المذاهب الاسلامية ليردها الى اصولها المتكاملة اذ لا يمكن ان تقيم علاقات او تقريب بين المذاهب دون التقريب بين الاديان ولا يمكن التقريب بين الاديان دون التقريب بين الثقافات ولا التقريب بين الثقافات دون التقريب بين الثقافات ويصعب اقامة كل ذلك ان لم يكن هناك الحدود الدنيا من التقريب حتى بين السياسات واقصد في العلاقات الدولية ، 

والان المهمات كبيرة والمسؤوليات كبيرة والخلافات كبيرة فعلينا جميعا ان ندفع بأتجاه فكرة التقريب بأبتكار ادوات منهجية جديدة تتجاوز الادوات القديمة باتجاه تصحيح وترشيد وتصويب الادوات القديمة وابداع ادوات جديدة يمكن ان تخدم هذه الاهداف النبيلة التي يريدها ليس المسلمون فقط وانما الضمير العالمي يطالب بذلك، وانا من دعاة تشكيل هيئة ضمير عالمية بهذا الخصوص وهذا اقتراح كان قد قدمه المغفور له السيد حسين فضل الله.

لماذا تتركز جهود التقريب بين النخب والعلماء ولا تنزل الى مستوى الشارع ؟
نحن في كل المؤتمرات نطرح هذه الاشكالية،
حتى اننا درسنا الوسائل وأعتقد أن هناك تقاربا وتلاقيا بل تطابقا كبيرا في الأفكار من أجل تحقيق هذه الاغراض الصحيحة، ومن المهم جدا أن نردف القول بالعمل وانني أؤكد ان العمل لا يوازي حتى الان مستوى القول، وادوات العمل لا توازي اهداف العمل ولا يمكن بمنهجياتها وكفائتها ان توصل الى الاهداف التي قد اشرت اليها، وأعتقد أنه ينبغي تأسيس ادوات تقريب حقيقية فكرية وعلمية ومعرفية، فعلى سبيل المثال هناك ضعف اعلامي بينما كل الناس يعرفون دور الاعلام في هذا المجال، كما أن هناك ضعفا في الكفاءات التي تتعاطى بهذا الشأن والبرامج والمشاريع التي لا يمكن ان تحقق تلك الاهداف. 

اما مسألة علاقة الناس بالتقارب فان ذلك مرتبط ارتباط وثيقا بالنخب هذا من جانب، ومن جانب اخر فان ادوات النخب للتقريب فيما بينها تختلف عن أدوات التقريب بين عامة الناس ولا يمكن التقريب في الأمة بأدوات التقريب بين النخب، وبين أدوات التقريب في الأمة اقامة المشاريع المشتركة للتعايش والتواصل المشترك بين كافة الشرائح، ومسألة التواطن هي في الأساس مسألة تقريبية. 

هل الدعوة الى التقريب تعني التنازل عن المعتقدات او ثوابت المذهب ؟
اذا اردنا
ان نستخدم مصطلح التنازل هنا سيكون المقصود هو ترشيد نظرة كل منا الى ذاته، فيعيد النظر ليس فقط في خطابه وتكتيكاته وانما على مستوى مضمون هذا الخطاب، واذا قمنا بعملية الانتقاد للذات اظن ان عملية التقريب ستصبح واقعا عمليا ولو بنسب معينة ومعمقة وثابتة ، كما ينبغي تعميم  التقريب المذهبي الى الديني والثقافي والحضاري وحتى الى اطارها السياسي . 

ما المقصود بالمنهج الوسطى في فهم الشريعة؟
 
في القضايا السياسية والفقهية ينبغي وضع حد واضح ما بين الحق والباطل ، لا يمكنك ان تكون وسطيا بين مسألة الحق والباطل، ويمكن للسلم أن يكون وسطيا في الحق بالمعنى الاستراتيجي للكلمة وذلك عندما تكون منحازا الى التوحيد والى التقريب هذا صحيح، ولكن في القضايا الاخلاقية والسياسية والقانونية والحقوقية لا يمكننا ان نكون وسطيين بمعنى التنازل عن الاسس والثوابت من اجل تحقيق بعض المصالح، وانا ارى ضرورة عكس الموضوع تماما بان تكون الاخلاقيات والمبادئ هي التي تقود المصالح وحاكمة عليها.

ما هي الآمال المعقودة على مؤتمر الوحدة المرتقب في ظل المؤامرات التي يكيدها الاعداء ؟
انا اقول هل عدم التلاقي بين النخب افضل .. الجواب البديهي لا، بطبيعة الحال ينبغي ان يكون هذا التلاقي ضرورة، انا ارى ان عقد هذه المؤتمرات بركة وهو ضرورة وأنه لا يحقق
التعارف وحسب وانما يؤدي الى التقارب على المستوى النفسي يعني من المفيد ان يلتقي علماء الامة وان يجلسوا وينظروا نظرة موضوعية الى الهموم ويتمعنوا في واقع الأمة ولا تستغرقهم الحساسيات اليومية التفصيلية الاتية من هنا وهناك . 

الا تعتقد ان عدم الالتفاف حول قيادة موحدة في مصر يبدد اهداف الثورة المنشودة؟

انا بنظري ان بعض هذه الاهداف تحققت بقيام هذه الثورة المصرية وآنفا قلنا أن العامل السياسي يلعب دورا بارزا في تبديد الاحتقان الطائفي، فقد تهمشت الخلافات الطائفية بين المسلمين خلال الثورة التونسية ولم تعد بذات الغليان الذي كانت عليه قبلها كما انها انخفضت الى أدنى حدودها باندلاع الثورة المصرية المباركة، ما أقوله هو، من الذي يتحدث اليوم في مصر عن الخلافات المذهبية أليس اعداء الثورة واعداء الشعب المصري هم الذين يتحدثون عن المسألة المذهبية ويشيرون الى اليد الخارجية رغم ان المراقبين الاجانب يؤكدون ان هذا الحراك الذي يحدث في مصر هو حراك داخلي لا علاقة لليد الاجنبية به في اية حال من الاحوال، واذا كانت هناك أيادي اجنبية فهي اليد الخبيثة الاسرائيلية والامريكية التي لا تزال تدافع عن هذا النظام وان كانت ضحت ببعض رموزه.

حاوره عصام كاظم
https://taghribnews.com/vdcbzabf.rhb9zpukur.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز