خلال مؤتمر "التعدد القومي في الشرق الأوسط: نحو إطار حضاري مشترك"في الدوحة
كمال خرازي: الحضارة الاسلامية هي الموجه الرئيسي للوحدة بين القوميات بالمنطقة
تنا
أكد رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية بالجمهورية الاسلامية الايرانية، أن الحضارة الاسلامية تشكل الموجّه الرئيسي للوحدة بين القوميات في المنطقة.
شارک :
وفي كلمته تحت عنوان "الحوار داخل الحضارة الاسلامية بمثابة استراتيجية"، خلال مؤتمر "التعدد القومي في الشرق الأوسط: نحو إطار حضاري مشترك" الذي استضافه مركز ابن خلدون بالعاصمة القطرية الدوحة، قال كمال خرازي: ان العالم الاسلامي بشكل عام، ومنطقة غرب آسيا بشكل خاص، بحاجة ماسة الى اعتماد توجه حضاري من جهة، والحوار داخل الحضارة الاسلامية من جهة اخرى.
وتساءل خرازي: هل ان الحضارة الاسلامية ظاهرة مرتبطة بالماضي وجزء من التاريخ؟ ام ان هذه الحضارة مازالت حقيقة في متناول انسان اليوم، وتشكل جزءا من الحياة الثقافية والاجتماعية والسياسية لعالم اليوم؟
وفي جوابه على هذا التساؤل، قال خرازي: ان الحضارة الاسلامية وبإسناد من الدين الاسلامي والثقافة الاسلامية، كائن حي وفاعل ومتنامي، ورغم ابتعادها عن عصر الذروة، وتحملها لمعاناة جمة في عهد الانحطاط، الا انها تسعى دوما لإعادة احيائها واحياء مظاهرها الحضارية.
وقد تمثلت هذه الهواجس والجهود في الصحوة الاسلامية خلال القرنين الاخيرين، حيث دخلت مرحلة جديدة ومصيرية، مرحلة تجسدت في تحول العودة الى الحضارة الاسلامية وإعادة تكوين الحضارة الاسلامية الى مطلب عام، سواء على صعيد النخبة او على صعيد الجماهير.
ولفت خرازي الى ان التفرقة تمثل أكبر آفة تواجه موضوع العودة الى الحضارة الاسلامية، مؤكدا ان التسامح والحلم يمثل الاساس لإعادة بناء التفاهم وبالتالي الحضارة الاسلامية، مقترحا التحرك نحو الحوار داخل الحضارة الاسلامية التي وصفها بأنها الموجّه الرئيسي للوحدة بين القوميات في المنطقة.
ولتحقيق هذا الامر، قدم خرازي بعض المقترحات من قبيل؛ عقد الاجتماعات التشاورية بين المفكرين المسلمين بشأن احياء الحضارة الاسلامية، ونشر خصائص وميزات العصر الذهبي الاسلامي والبحث عن جذور تكوينه والاستلهام منها، والمزيد من الاستثمارات في مجال تنمية العلم والتقنية في الدول الاسلامية باعتبار انه من البنى الاساسية لكل حضارة، وإقرار التعاون بين الجامعات في العالم الاسلامي بهدف التبادل العلمي والتقني، وتشكيل مجموعة دولية من المفكرين الاسلاميين للمضي قدما نحو تحقيق هذه الغاية القيمة، وتأسيس المنظمات الشعبية المتخصصة في الدول الاسلامية لمتابعة هذه الفكرة الاستراتيجية، والتنسيق بين وسائل الاعلام في الدول الاسلامية لتناول هذا الامر الهام بشكل منظم بهدف تحويله الى مطالبة عامة على صعيد الشعوب الاسلامية.