الغارديان: هدم المساجد هو آخر تكتيك صيني لتدمير الثقافة الإيغورية
نشرت صحيفة "الغارديان" مقالا للأكاديمية المتخصصة في الثقافة الإيغورية في كلية الدراسات الشرقية والأفريقية التابعة لجامعة لندن، راشيل هاريس، تصف فيه أحدث التكتيكات في الحرب الصينية ضد مسلمي الإيغور.
شارک :
وتکتب هاريس في مقالها: " في إقليم سنجان في غرب الصين، وبعد الثورة الثقافية، بدأ المسلمون الإيغور والكازاخ بالعودة للارتباط بدينهم، وعادوا للذهاب للحج والاحتفال بالمناسبات في المزارات التي تقع عميقا في صحراء تكلامكان، وبدأوا يتعلمون عن الإسلام في العالم، ومن استطاع منهم سافر إلى مكة للحج، وبدأوا بإعادة بناء مساجدهم، ومع ازدهار المجتمعات المحلية بدأوا ببناء مساجد أكبر وأجمل، وتجمع فيها الناس لصلاة الجمعة، وأصبحت رمزا لهوية المجتمع وفخره".
وتشير الكاتبة إلى أن "المراقبين وصفوا أفعال الصين في إقليم سنجان بأنها أفعال (دولة الجرافات)، وهو وصف صريح لما يتم من تدمير وتغيير لمعالم المنطقة وشعبها، وكانت المساجد مثل المسجد في قرية من أوائل الأهداف للحملة ضد (التطرف الديني)، وقام صحافي بزيارة المنطقة الشرقية (قمول) في 2017، وعلم من المسؤولين المحليين بأن أكثر من 200 مسجد من أصل 800 مسجد في المنطقة تم تدميرها، وأن 500 أخرى سيتم تدميرها عام 2018، ويقول السكان المحليون بأن مساجدهم تختفي بين ليلة وضحاها، حيث يتم تجريفها دون إنذار".
وتفيد الباحثة بأن "المساجد ليست هي الأهداف الوحيدة، بل إن هناك مدنا كاملة تتم إعادة تصميمها لتسهيل أكبر قدر من الأمن ومراقبة السكان المحليين، وتم هدم مواقع ذات قيمة معمارية عالية، مثل مدينة كاشغر التاريخية، وأعيد بناؤها لمناسبة احتياجات ما تدعي الحكومة أنها صناعة سياحة رائجة في إقليم سنجان".
وتلفت هاريس إلى أنه "لا يتم تدمير البنايات التراثية فقط، بل إن الجرافات تعمل على هدم المجتمعات المحلية وثقافة الناس وحياتهم، فالممارسات الدينية اليومية أصبحت تقريبا محظورة في سنجان، وابتلي الناس بتكنولوجيا التجسس -من حواجز وبرمجيات التعرف على الوجه وماسحات أجهزة التلفون الخلوي- بالإضافة إلى زيارات البيوت للتعرف على الأشخاص (المعرضين للتطرف)، وهناك قائمة رسمية بمؤشرات التطرف، وتتضمن أشياء مثل رفض الشخص للسجائر والكحول وعدم مشاهدة التلفاز والاتصال بالناس في الخارج."
وتنوه الكاتبة إلى أن "الأشخاص الذين يحددون بأن لديهم قابلية للتطرف يرسلون إلى أحد معسكرات الاعتقال الكثيرة، التي تم بناؤها في أنحاء الإقليم على مدى السنوات الأخيرة، ويحاط نظام معسكرات الاعتقال هذه بجدار من السرية، لكن الباحثين جمعوا أدلة كثيرة بأن المعسكرات تحتوي على أكثر من مليون من المسلمين الإيغور والكازاخ، ويخضع السجناء لنظام مرهق من الدراسة ونقد الذات، ويتعرضون لوحشية وتعذيب منهجيين".
وتقول هاريس: "نعلم عن هذا بسبب العديد من الأفعال الشجاعة التي يقوم بها أفراد من الإيغور والكازاخ في الخارج، الذين اختاروا أن يرفعوا صوتهم بالرغم من خوفهم الحقيقي على أقاربهم الذين يعيشون هناك، والذين قد يتعرضون للعقوبة، وتطبق الحكومة الصينية حملة دعاية لإقناع المجتمع الدولي بأن المعسكرات هي (مراكز تدريب مهني)، ضرورية لاقتلاع العنف المتطرف وإعادة الاستقرار إلى المنطقة، ولأني رأيت العديد من زملائي وأصدقائي الإيغور يختفون في تلك المعسكرات".
وتختم هاريس مقالها بالقول: "نحن مدينون للناس الشجعان الذين يرفعون أصواتهم في وجه المضايقات المباشرة من قوات الأمن الصينية لإبقاء هذه القضية ثابتة على الأجندة الدولية".